شبابنا أولوية مشروع «كلمة»

عبد الله ماجد آل علي:
04:03 صباحا
قراءة 4 دقائق
** حوار: نجاة الفارس

أكد عبد الله ماجد آل علي، المدير التنفيذي لقطاع دار الكتب بالإنابة، في دائرة السياحة والثقافة بأبوظبي، أن مشروع كلمة للترجمة أسس قاعدة بيانات للمترجمين تضم أكثر من 600 اسم متخصص في مختلف المجالات، موضحاً أن المشروع لا يوفر جهداً في جذب واستقطاب المترجمين الإماراتيين، فجميع القنوات متاحة أمامهم للتواصل مع المشروع، ومبيناً الحرص على تشجيع المترجمين الجدد، والأخذ بيد طلبة الترجمة والمهتمين بها.
وقال في حوار ل «الخليج» يعكس مشروع «كلمة» للترجمة قيمة التسامح والانفتاح على الآخر التي تحتفي بها دولة الإمارات في «عام التسامح»، حيث يُسهم المشروع في فتح نوافذ واسعة لتبادل المعرفة وفهم العالم من حولنا.
حققت دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، من خلال مشروع «كلمة»، إنجازات كبيرة في مجال الترجمة، ما أهم هذه الإنجازات حتى اليوم؟
- يعد مشروع «كلمة» من المشاريع المهمة والرائدة في الدولة في مجال ترجمة الأدب والفكر العالميين إلى اللغة العربية، حيث يمثل إحياءً لتقاليد عميقة في الثقافة العربية، وقد أنجز مشروع «كلمة» للترجمة حتى يومنا ترجمة ونشر نحو ألف عنوان ممّا يقرب من 14 لغة إلى اللغة العربية، تتنوع مواضيعها بين المعارف العامة والعلوم الطبيعية والإنسانية والفنون والآداب وكتب الأطفال، كما أسّس قاعدة بيانات للمترجمين تضم أكثر من 600 اسم متخصص في مختلف المجالات.
كيف تنظرون إلى جهود المترجم الإماراتي في التعبير عن أدب بلده؟
- يسعى المترجمون الإماراتيون إلى الانضمام إلى قافلة المترجمين في العالم العربي، ويزداد عددهم يوماً بعد يوم، ومن جانبه يوفر مشروع «كلمة» كل سبل الدعم لهم، من خلال ربطهم بمحررين ومترجمين خبراء في مجال الترجمة يشرفون على ترجماتهم ويساعدونهم على حل المشكلات التي قد تواجههم، كما يسعى المشروع إلى جذب المزيد من المترجمين الإماراتيين وخاصة ممن يدرسون الترجمة في الجامعات المحلية، من خلال تنظيم ورشات الترجمة التي تساعدهم على تجاوز كافة العقبات التي قد تواجههم في فهم النصوص ونقلها إلى العربية، ويحرص المشروع كذلك على التنويع في موضوعات الترجمة بحيث تغطي كافة مجالات الترجمة، بدءاً بالترجمة الأدبية، ووصولاً للترجمة العلمية، كما ينظم المشروع من حين لآخر ندوات في هذا الإطار بالتعاون مع الجامعات يشارك فيها أساتذة متخصصون في مجالات الترجمة، بهدف نقل خبراتهم إلى الأجيال الشابة، وتشجيعهم على الإقبال على الترجمة.
كم عدد المترجمين الإماراتيين المشاركين بمشروع كلمة، مع ذكر بعض الأسماء وأهم ترجماتهم؟
- تضم قاعدة بيانات مشروع «كلمة» عدداً من المترجمين الإماراتيين؛ حيث أنجزوا ترجمات مهمة، نذكر منها كتاب «الجسد والنظرية الاجتماعية» ترجمة الكاتبة والأكاديمية الدكتورة منى البحر؛ وبدوره قدم الشاعر والكاتب الإماراتي الدكتور شهاب غانم عدداً من الترجمات نذكر منها: كتاب «كيف انتحر مايكوفسكي»، وكتاب «خمسون قصيدة أخرى»، وكتاب «رنين الثريا»، وكتاب «من أجل السلام»، وقدم مؤخراً كتاب «مختارات من شعر كيرالا المعاصر»، وهناك أيضاً المترجمة عنود حمد التي ترجمت كتاب: «الأرز: تاريخ كوني»، بالإضافة إلى عدد من كتب الأطفال.
ما هي خطط الدائرة مستقبلاً من أجل استقطاب مترجمين إماراتيين أكثر؟
- لا يوفر مشروع «كلمة» جهداً في جذب واستقطاب المترجمين الإماراتيين، وجميع القنوات متاحة أمامهم للتواصل مع المشروع، فمن خلال مؤتمر الترجمة يتم تنظيم ورشات عمل متخصصة في مجالات متنوعة في الترجمة، وتوفير محررين متخصصين لمراجعة وتنقيح ترجماتهم، كما يستقبل المشروع مقترحاتهم في الترجمة ويتم تحكيمها من خلال لجنة التحكيم، وبهذا يتيح لهم الفرصة لاختيار ما يودون ترجمته، كما ينظم الندوات في الجامعات التي تتناول موضوعات متخصصة في الترجمة تتم مناقشتها وتتم الإجابة عن جميع استفساراتهم.
من الملاحظ أن المشروع يركز على الترجمة من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية، ماذا عن الترجمة من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى خاصة في مجال الأدب المحلي؟
- هناك جهود سابقة لمشروع «إصدارات» في هذا المجال، حيث صدرت عنه ترجمات لكتاب إماراتيين في مجالات الرواية والقصة والشعر والمسرح والتراث الإماراتي، وتتضمن الاستراتيجية المستقبلية لإدارة النشر في دار الكتب الاهتمام بإحياء الترجمة العكسية، وتقديم الكتاب والمؤلف العربي إلى الثقافات الأخرى.
إلى أي مدى تنسق الدائرة مع الجامعات لتعزيز تخصص الترجمة واستقطاب الطلبة المواطنين في هذا التخصص ؟
- يحرص مشروع «كلمة» على التواصل مع الجامعات لاستقطاب الطلبة الإماراتيين وتشجيعهم على ممارسة الترجمة، مثلما حدث مع جامعة الإمارات؛ حيث يشارك الطلبة الإماراتيون بالتنسيق والترتيب مع الجامعة في ورشات الترجمة التي يتم تنظيمها تزامناً مع مؤتمر الترجمة الذي يعقده المشروع بشكل سنوي، كما تم الاحتفاء باليوم العالمي للترجمة في داخل الجامعة، وتضمن ندوة حول الترجمة وموضوعاتها، وهناك مشروعات تعاون أيضاً مع جامعات أخرى مثل جامعة السوربون أبوظبي، وجامعة نيويورك أبوظبي.
ما أسباب عدم إقبال الطلبة على تخصص الترجمة بالجامعات على الرغم من أهمية هذا التخصص في سوق العمل بالإمارات؟
- الترجمة عمل ممتع، ولكنه شاق في الوقت نفسه، والحديث هنا عن الترجمة التحريرية على وجه الخصوص، كما أن تعلم اللغة ودراسة الترجمة لا يكون كافياً لخوض تجربة الترجمة، فالأمر يتطلب إجادة اللغة العربية وقواعدها، وقد يشكل هذا الأمر تحدياً للبعض منهم، غير أن الترجمة تصبح وسيلة ممتعة لنقل المعرفة عند التمكن من أدواتها والتعرف إلى أسرارها، لذلك نحرص على تشجيع المترجمين الجدد، والأخذ بيد طلبة الترجمة والمهتمين بها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"