شركات ناشئة تسخر تقنيات راقية للاعلانات التجارية

هل يستطيع "ملك البحث" حماية مملكته؟
01:01 صباحا
قراءة 4 دقائق
قد يكون الهدف الأسمى الذي تسعى أية شركة تقنية ناشئة لتحقيقه هو منافسة شركة غوغل عملاق البحث الشبكي، والإعلان الإلكتروني، وقد بذلت الشركات التي تأمل في مجاراتها جهوداً مضنية، وعلى مدى سنوات طويلة لقنص نسبة من حصة غوغل من السوق لكن دون جدوى، وحتى كبريات المنافسات مثل ياهو ومايكروسوفت لا تزال حصتها تتراجع لمصلحة ملك البحث غوغليضاف إلى ذلك أن شركات مواقع المدونات تزيد من حماس المغامرين الذين يعتقدون أن بوسعهم الحصول على حصة من الكعكة. وآخر هؤلاء المقاولين المغامرين توماس نيتشه مؤسس شركة بروكسيميك Proxmic عام ،2001 وتوماس هو عالم رياضيات طموح أسس الشركة في ميونيخ الألمانية شراكة مع فيليب بيير، خبير الانترنت الذي عرف بمغامراته في الأنشطة الشبكية، وقد أعلنت بروكسيميك في 16 يناير/كانون الثاني الماضي عن إبرام صفقة العمر مع ياهو والتي تقضي بتوفير خدمات البحث الشبكي لشركة ياهو وشركة إي باي E - BAY للتسوق الإلكتروني.وقال تقرير لمجلة بزنس ويك إن كلا من موقعي التجارة الالكترونية www. Shopping.com وwww. yahoo - Shopping. com سوف يسخران تقنية بروكسيميك لنشر الاعلانات التجارية عبر الانترنت، والتي تقول بروكسيميك انها الأفضل في مجال نقل المادة الإعلانية إلى حيث يتم عرضها على المتصفحين، مقارنة مع تقنيات غوغل المستخدمة حالياً. وفي حال نجاح الصفقة فسوف تنقل بروكسيميك من عالم المجهول الى لعب دور هائل في تنشيط عمليات التجارة الالكترونية.وقد بدأت تتكشف شروط العلاقة تباعاً فلكلتا الشركتين ياهو شوبنج وشوبنج دوت كوم تحتفظات بكاتالوجات هائلة لمواد معروضة للبيع يصعب العثور عليها كل على حدة عن طريق البحث التقليدي على الانترنت. ولذلك فإن متصفحة شبكية قادرة على قراءة المادة الإعلانية ولو كانت إبرة في كومة قش، قد تعرض إعلانا عاماً من خلال شبكة إعلانات غوغل لأداة جز العشب، لكنها لا تقدم عروض شراء تلك الآلة من أقرب مخزن لبيع الآلات الزراعية، أيا كانت ماركتها.وبفتح كاتالوجاتها أمام بروكسيميك فإن الشركتين المذكورتين تزودانها بمخزونات من السلع يزيد عددها على 50 مليون مسمى من المنتجات المتنوعة، وقد يتحول كل منتج منها مادة إعلانية بمحتوى خاص بها يتم عرضها على صفحات الانترنت إلى جانب المحتوى العام لتلك الصفحات.وتقول بروكسيميك: محتوى كاتالوجات غوغل أدسنس Google Adsense لا يزيد على مليون منتج وإن كان هناك من يعتقد أن الرقم أكبر من ذلك بكثير.وتقول بروكسيميك إن الأمر لا يقتصر على قدرتها على التعامل مع كم أكبر من الإعلانات بل يتعداه إلى جودة الأداء مقارنة مع غوغل، فيما يتعلق بشيك البائع والمشتري على الإنترنت. لكن هذا تبجح ظاهر لشركة لا يعمل فيها سوى 14 موظفاً.فقد بلغت عائدات الربع الثالث من عام 2007 التي حققتها خدمة أدسنس من غوغل 3،5 مليار دولار. وخلافاً لما عملته بروكسيميك، تمكنت أدسنس من اقامة علاقات مع مئات الآلاف من دور النشر خلال أقل من عام، كما ان غوغل توفر لعملائها أدوات تتيح لهم التحكم بالجهة المستهدفة ووضع الإعلان في المكان المنشود.ويقول الناطق باسم غوغل: لقد كانت أدسنس ناجحة جدا في وضع الإعلانات ذات الصلة على مواقع الناشرين الشبكية، ونحن نطور باستمرار الطريقة التي يستطيع بها المعلنون توجيه إعلاناتهم للعميل المستهدف لكنه أشار إلى ان شركته تدرك انها تعمل في قطاع عالي درجة المنافسة.ولكن في الوقت الذي يتوقع أن تحافظ غوغل على مكانتها المهيمنة على مدى السنوات الخمس المقبلة، فإن السوق يشهد غزارة في عدد اللاعبين على حد قول كارستن وييد المحلل المختص في الأسواق الرقمية لدى شركة أي دي سي الاستشارية. ويتوقع وييد نحو حجم سوق الإعلان الرقمي بنسبة 10% بحلول عام 2011 ليصل الى 85 مليار دولار سنوياً صعوداً من 70 ملياراً هذا العام، إلا أن هناك من المحللين من يتوقع نمواً أكبر بكثير.وما يثير الاستغراب ان نسبة ثلثي الاستفسارات وطلبات البحث على الانترنت لا تتم عبر محركات البحث الكبرى مثل غوغل وإنما عبر مواقع محددة.وعلى سبيل المثال فإن من يفتش عن كتاب يذهب إلى موقع مثل أمازون دوت كوم. ولهذا فإن المواقع التي يؤمها عدد كبير من الزوار تعتبر قيمة في نظر المعلنين. وتقول سو فيلدمان الممثلة لدى شركة أي دي سي الاستشارية يقل عدد الاستفسارات وطلبات البحث ذات المردود المالي عن الحد الذي يمكن ان تكون عليه لأن غوغل أدسنس لا يستخدم من قبل الكثيرين. وأي شركة قادرة على توفير منافذ أفضل وأكثر تخصصاً ستطلب مبالغ أعلى ثمناً لموقعها لأنها ستحقق عائداً أعلى في معادلة الدفع لقاء النقر.وهذا ما تأمل بروكسيميك في تقديمه ويقول بيير المدير التنفيذي: هناك 200 ألف مجموعة مصالح متكاملة على الانترنت وعددها يتزايد باستمرار إلا أن الناشرين لا يملكون سبل الوصول الدقيق إلى العائدات التي تحققها تلك البيئات الخاصة، ولهذا فإن هناك حاجة ملحة لزيادة عدد الإعلانات المستهدفة.إلا أن المشكلة الكبرى التي تواجهها بروكسيميك تكمن في انها حتى الآن لم تفلح في الارتباط سوى مع عدد ضئيل من دور النشر التي تتولى مواقعها حمل هذه الإعلانات، ومنها صحيفة الاندبندنت البريطانية (التي تعتبر شريكا مع بزنس ويك في المحتوى) ودار نشر نيتشر في نيويورك، لكن إذا ما تمكنت بروكسيميك من تحقيق الوعود التي قطعتها على نفسها من الممكن أن تبدأ في تشبيك الاعلانات المستهدفة مع مجموعات المستخدمين الأبرز ومع المدونين.ويقول بيير ان من المزايا التي تتمتع بها بروكسيميك أيضاً مقارنة مع غوغل قدرتها على عرض الإعلانات المستهدفة دون تعريض الخصوصية الشخصية للخطر. فتقنياتها لا تستخدم البيانات التاريخية أو طريقة الاستهداف الإجرائي، تلك الإجراءات التي تتعرض لهجمات مكثفة من المستهلكين. وتعتمد عروض بروكسيميك للإعلانات على محتوى صفحة محددة فقط.وتستطيع بروكسيميك من خلال كسبها شركات الكاتالوجات الضخمة، تجنب مسؤوليات ابرام آلاف الصفقات من التجار بشكل فردي. فالشركات سوق تعمل على فهرسة تلك المواقع الضخمة وعرض المنتجات المناسبة على شكل مادة اعلانية نصية إلى جانب حلقات ربط المحتوى المتعلق بها. وسوف توزع عائدات تلك الاعلانات شراكة بين أصحاب تلك الكاتالوجات وبين ناشري المحتوى وبروكسيميك.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"