علي الدهماني: مهمتي الصلح بين الناس

تعلم الحكمة في أحضان والديه
02:21 صباحا
قراءة 4 دقائق
حوار: بكر المحاسنة

علي بن سعيد الدهماني، مسؤول منطقة المنيعي رجل يتصف بالحكمة والكرم والشجاعة ويسعى لعمل الخير وإصلاح ذات البين وله مواقف كثيرة ومشرفة بين الأهالي، كما يعرف بتمسكه بالعادات والتقاليد العربية الأصيلة ومحافظته على تاريخ وتراث الآباء والأجداد ومحبته وانتمائه للوطن وللقيادة الحكيمة، ورث مسؤولية المنطقة عن والده وأصبح على قدر المسؤولية حتى تم تعيينه في عام 1979مسؤولاً عن منطقة المنيعي والمناطق التابعة لها وقبلها خدم في شرطة رأس الخيمة ثم بالقوات المسلحة.
يقول الدهماني: ولدت عام 1955 في بيت الكرين المبني من الحجارة والطين بمنطقة الرافاق التابعة للمنيعي، ونشأت فيها بين أحضان والدي ووالدتي حتى تعلمت منهم الكثير بما يخص العادات والتقاليد العربية الأصيلة والأخلاق الحميدة والصفات النبيلة، وبحكم أن والدي، رحمه الله، كان مسؤول منطقة المنيعي كنت دائماً مرافقاً له في زيارته للأهالي وفي مجلسه حتى تعلمت منه الحكمة وحب الناس والصلح بين الناس وإقامة العدل فيما بينهم ونصرة المظلوم، وفي حسن استقبال الضيوف وتعلمت منه الكثير، كما كنت أقوم بأعمال الزراعة وتربية المواشي، واهتمت والدتي، رحمها الله، بكل الجوانب وكانت في حال غياب والدي تقوم هي بواجب البيت وإكرام الضيف ومساعدة الناس، كما كانت حريصة على تعليمي على يد مطوع هو أحمد بن ماجد من منطقة حتا ومطوع يدعى سالم من سلطنة عمان.
يقول الدهماني: توفي والدي، رحمه الله، عام 1964 وكان عمري 16 سنة، وفي تلك الفترة توجهت للعمل في الشرطة عام 1965 بأمر من المغفور له الشيخ صقر بن محمد القاسمي حاكم رأس الخيمة، وتعلمت الرماية والتدريب على العمل الشرطي والقدرة والصبر، وتوجهت للعمل في القوات المسلحة عام 1967 حتى عام 1975 في تلك الفترة تعلمت الجرأة والانضباط والاعتماد على النفس ثم مارست العمل في الزراعة، وزرعت في تلك الفترة الكثير من المحاصيل ونجح مشروعي في زراعة الغليون على مساحات كبيرة، حيث كان يأتي التجار البحرينيون لمنطقة المنيعي لشراء هذا النبات بأسعار عالية.
يحدثنا الدهماني قائلاً: عندما توفي والدي لم يكن لدي القدرة على تحمل مسؤولية المنطقة في تلك الفترة وعمري لم يتجاوز ال 16عاماً، حيث انتقلت المسؤولية إلى عمي محمد بن علي الدهماني، رحمه الله، وبعد وفاته تولى المسؤولية ابن عمي ناصر بن سلطان الدهماني، وبعد أن توفي عام 1979، استدعاني المغفور له الشيخ صقر بن محمد القاسمي، رحمه الله، حاكم رأس الخيمة طلب مني إكمال الدور، وأصبحت مسؤولاً للمنطقة والمناطق التابعة لها بمرسوم أميري منه، رحمه الله، ومنذ تلك الفترة حتى وقتنا الحاضر أعمل في خدمة الأهالي، والصلح بين الناس ونصرة المظلوم وفض النزاع بين الناس قبل أن تصل مشاكلهم إلى الشرطة أو المحاكم، وما زلت أقوم بنقل مطالب وحاجات الأهالي إلى صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي حاكم رأس الخيمة، وفي وقتنا الحالي أصبحت المنيعي منطقة متطورة وحديثة وتم بناء المساكن الحديثة وإيصال التيار الكهربائي وتوفير خدمات الاتصالات والإنترنت، كما تعبدت الطرق الداخلية والخارجية بها ومعظم الطرق ممهدة ومرصوفة، ويسهل على المواطنين والزائرين التنقل عبرها والوصول إلى مختلف المواقع بالمنطقة،علاوة على انتشار المدارس الحكومية والمستشفيات الحكومية والعيادات الخاصة، فضلاً عن بناء المساكن «الفلل» الجديدة. كما شهدت المنيعي حالياً تطوراً كبيراً عمرانياً واقتصادياً واجتماعياً وعلمياً واضحاً، وتغيرت وجهتها، حيث يوجد فيها مركز المنيعي الصحي ومركز شرطة المنيعي ومركز للبريد، وفرع لبنك رأس الخيمة الوطني، والمحال التجارية والمكتبات، كما تتوافر مدارس للبنين والبنات من كافة المراحل وروضة للأطفال، وأصبح بالمنطقة الفلل الحديثة متعددة الطوابق، التي تم بناؤها بمكرمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.

ظروف متقلبة

وعن الحياة في الماضي يقول الدهماني: معيشتنا في الماضي كانت بسيطة وقاسية حتى قيام الاتحاد، فبعده بسنة واحدة قام المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، ببناء المساكن الشعبية الحديثة القادرة على حماية الأهالي من الظروف الجوية المتقلبة التي كانت تصيبهم بالخوف، نظراً لطبيعة المكان الواقع في أسفل سفوح الجبال العالية ولطبيعة البيوت القديمة المبنية من الطين والحجارة والعسبق وجريد النخيل، كما كانت المنطقة تعاني صعوبة السفر منها وإليها، حيث كان الطريق إليها، يتطلب الذهاب لدبي ثم إلى حتا ثم الدخول إلى أودية كثيرة شديدة الوعورة، لكن بفضل الله وتوجيهات القيادة الحكيمة تغيرت ظروف الحياة عما كانت عليه في الماضي.

عادات وتقاليد

عن عادات وتقاليد الحياة يقول: كنا في الماضي نصوم رمضان من دون كهرباء أو مكيفات، كما هي الحال اليوم، وكان الناس لا يتعطلون عن أعمالهم رغم العناء والتعب الذي كنا نشعر به، أما في وقتنا الحاضر فما زلت محافظاً على بعض العادات والتقاليد القديمة في رمضان والعيد وأهمها الإفطار الجماعي اليومي في مجلسي لأي شخص كان من أهالي المنطقة أو خارجها.
أما عن الأعراس في الماضي فيقول الدهماني: الأعراس كانت بسيطة ولم يكن هناك أي تكاليف من قبل أهل العروس على المعرس والمهور قليلة، والعرس يستمر لمدة يومين أو 3 أيام، ويبدأ من مساء الأربعاء بإقامة الأفراح وعروض للفنون الشعبية، وكان والد العروس في أول يوم العرس يقوم بإعداد الطعام للضيوف والأهالي، وباقي الأيام يقوم أهل المعرس بنحر الذبائح ويعد الطعام في البيوت خلاف ما يجري في يومنا هذا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"