قراءات

03:01 صباحا
قراءة دقيقة واحدة
إعداد: محمد صالح القرق

شاعت أخبار ذكاء إياس بن معاوية المزني، فصار الناس يأتونه من كل صوب، ويلقون بين يديه ما يعترضهم من مشكلات في العلم والدين.. بعضهم يريد المعرفة، وبعضهم الآخر يبتغي التعجيز والمماراة بالباطل (أي: المجادلة بالباطل)، من ذلك ما روي أن دهقاناً (الدهقان كلمة فارسية معناها رئيس الإقليم) أتى مجلسه فقال: يا أبا وائلة... ما تقول في المُسْكِر؟ قال: حرام، قال: وما وجه حرمته، وهو لا يزيد على كونه ثمراً وماء غُلِيا على النار، وكل ذلك مباح لا شيء فيه؟ فقال: أفرغت من قولك يا دهقان أم بقي لديك ما تقوله؟ فقال: بل فرغت.
فقال: لو أخذت كفا من ماء وضربتك به أكان يوجعك؟ قال: لا، فقال: ولو أخذت كفاً من تراب فضربتك به أكان يوجعك؟ قال: لا، فقال: ولو أخذت كفاً من تبن فضربتك به أكان يوجعك؟ قال: لا، فقال: فلو أخذت التراب ثم طرحت عليه التبن، وصببت فوقهما الماء ثم مزجتها مزجاً، ثم جعلت الكتلة في الشمس، حتى يبست، ثم ضربتك بها أكانت توجعك؟ قال: نعم... وقد تقتلني، فقال: هكذا شأن الخمر، فهو حين جُمِعَتْ أجزاؤه وخُمِّرَ، حَرُمَ.

من كتاب «صور من حياة التابعين» للدكتور عبدالرحمن رأفت الباشا

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"