كيف تخطط "غوغل" لتطوير محركها

03:36 صباحا
قراءة 3 دقائق

تخطط شركة غوغل لتحسين خدماتها البحثية على الأجهزة المحمولة من خلال توفير المعلومات التي لم يفكر أحد من قبل بالبحث عنها في الإنترنت تلقائياً لتأتيه المعلومات على طبق من ذهب كما يقول المثل .

على مدى 3 أيام متتالية خضعت مجموعة مكونة من 150 شخصاً إلى اختبار غريب من نوعه، حيث كانت هواتفهم المحمولة تصدر تنبيهات ثم تظهر أيقونة غوغل لتسألهم عن الأشياء التي يريدون التعرف إليها، وكانت الشركة تهدف من خلال هذا الاختبار الى فهم آلية او طريقة مبتكرة لتوفير جميع المعلومات التي لا يفكر المستخدمون في البحث عنها على شبكة الإنترنت .

ويتم يومياً إجراء المليارات من عمليات البحث على محرك غوغل، ولكننا لا نزال نبحث عن معلومات معينة خارج نطاق الإنترنت، كما تسعى الشركة الرائدة من خلال هذا ايضا الى معرفة تلك الأشياء والعمل على توفيرها .

يقول جون ويلي رئيس قسم التصميم في غوغل: ربما يقوم أحدهم بسؤال صديقه عن معلومة ما، أو الاستعانة بقاموس أو كتاب للتأكد من صحة بعض القوانين الفيزيائية من دون الرجوع إلى شبكة الويب .

وإذا استطاعت شركة غوغل تحقيق رسالتها المعلنة في تنظيم المعلومات وجعلها في متناول الجميع حسب كلام ويلي، فإن عليها أولاً اكتشاف الاحتياجات المعرفية المخفية للمستخدمين وتقديم أفضل الخدمات الممكنة.

يشير ويلي إلى أن تجارب أخذ العينات وسؤال المستخدمين عن الأشياء التي يريدون معرفتها في هذه اللحظة هو من أفضل الوسائل والإجراءات لتطوير محرك البحث غوغل، مضيفاً: ان استخدام هذه الأدوات خصوصاً على الهواتف المحمولة تعد تقنية جديدة نسبياً، وهي تزودنا بالمعلومات بشكل أفضل مما كان عليه الأمر في الماضي .

ولا يزال ويلي غير مستعد للكشف عن نتائج الدراسة، لكن بعض المشاركين في اختبار العينة أشاروا إلى أنهم سألوا محرك غوغل أسئلة لم يفكروا يوماً في البحث عنها في الإنترنت مثل كم عدد المتسوقين الموجودين في مركز التسوق ؟ أو أسئلة أخرى متعلقة بأنشطة يومية مثل قراءة الروايات والطبخ والتي قد تثير الاستغراب لدى الأشخاص الذين يبحثون عن المعلومات من خلال الحاسوب أو الهواتف النقالة .

ومن الجدير بالذكر انه يمكن توظيف المعلومات التي تقدمها الأجهزة المتحركة من خلال أنظمة تحديد المواقع (GPS) وغيرها من رقاقات الاستشعار في تخمين احتياجات المستخدم وتوفيرها له من دون أن يطلب ذلك، وفي هذا الصدد يقول ويلي:نحن نقول في كثير من الأحيان أن محرك البحث الأمثل يوفر لك ما تحتاجه بالضبط في اللحظة الصحيحة من دون أن تطلب منه ذلك .

وبالفعل فقد اتخذت غوغل الخطوات الأولى للوصول إلى هذا الهدف، فهي تقدم معلومات عن الطقس وحركة الطيران والاتجاهات وغيرها من المعلومات عندما تعتقد أن المستخدم بحاجة إليها، فإذا كان المستخدم في المطار على سبيل المثال، فإن محرك غوغل يعرض له تلقائياً بيانات عن الرحلات المتوجهة من وإلى المدينة التي يقطن فيها .

وبالإمكان أيضاً أن توفر نظارات غوغل المستقبلية معلومات استباقية مفيدة للمستخدم، حسب قول ويلي الذي يشير إلى أن النظارات ستكون ذروة هذه التجربة، وفئة أجهزة جديدة كلياً لم يسبق لأحد أن رآها من قبل .

وتتجه غوغل إلى نوع جديد من محركات البحث يختلف كثيراً عن الخدمة التي بدأتها الشركة، وحول هذا الموضوع يقول جوناس ميشال الباحث في جامعة تكساس بمدينة أوستن: في المستقبل قد ترغب في البحث عن معلومات جديدة كلياً في البيئة التي تعيش فيها، حيث يجب أن تكون تلك المعلومات دقيقة للغاية عن المكان والحدث واللحظة .

وينطوي العثور على البيانات المستقبلية للإجابة عن التساؤلات، على أكثر من مجرد الدخول على شبكة الويب، حيث تقوم غوغل بدمج بيانات تحديد المواقع مع المعلومات المتاحة على أرض الواقع، فعلى سبيل المثال، يمكن للمستخدم في محطة الحافلات معرفة وقت وصول الحافلة من خلال محرك غوغل على هاتفه الذكي .

ويعمل جوناس ميشال مع فريق من الباحثين لإيجاد محرك بحث بديل للهواتف النقالة يسمى غاندر، حيث يتصل هذا البرنامج مباشرة مع خادم موجود في حرم جامعة تكساس، ومن خلاله يمكن للطلاب معرفة أوقات الانتظار في مختلف المقاهي والمطاعم أو العثور على أقرب شخص منهم يعمل على نفس المشروع .

وبالعودة إلى غوغل، يركز ويلي بشدة على إيجاد المزيد من المعلومات والبيانات التي لا يتم البحث عنها من خلال محرك غوغل، إذ قد يقدم البحث الذي يعمل عليه فهماً أوضح للشركة عن الأنواع المختلفة من البيانات، ويضيف ويلي: سنواصل عملنا في هذا البحث، إذ أن التغيير الذي يطرأ على طبيعة البحث يفيدنا كثيراً في فهم الكثير من المعلومات، وتساعدنا على تحسين جودة محرك بحث غوغل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"