متحف الطيبة.. مزار أثري بين أحضان الجبال

يضم مقتنيات عمرها 200 عام
01:23 صباحا
قراءة دقيقتين
الفجيرة: بكر المحاسنة

بمجرد دخولك إلى منطقة الطيبة التابعة لإمارة الفجيرة، تبدأ رائحة الماضي بالانتشار في الأجواء، ليملأ رئتيك تراث صنعه أجدادك وآباؤك، فتعود روحك بالزمن إلى زمن الماضي الجميل. بين أحضان الجبال يقبع متحف الطيبة الأثري الذي أنشأه المواطن أحمد علي بن داوود العبدولي، في مزرعته، حاملاً نسائم الماضي بين جنباته ليعود بزائريه مئات السنين لنعيش مع مقتنيات وأدوات أجدادنا، وحياتهم القديمة.
يستقطب المتحف السياح والزوار من مختلف أنحاء العالم للتعرف إلى التاريخ العريق ونماذج الحياة لأهل الإمارات قديماً من سكان الجبال والبحر والصحراء، إذ يعد متحف الطيبة مزاراً سياحياً وأثرياً مهماً يضم العديد من المقتنيات والأدوات التراثية التي يتجاوز عمرها أكثر من 200 عام، تنوعت بين الفخاريات والأواني النحاسية المعدنية والعملات والأسلحة والآلات الموسيقية اليدوية، فضلاً عن أدوات الزراعة والخياطة، ونماذج لمنازل الحجارة القديمة ومنازل العريش والمقتنيات الخاصة ببعض المهن القديمة التي كان الآباء والأجداد يعملون بها. يشاهد الزائر دلال ومحاميس القهوة ومواقد النار وأدوات الطبخ وحفظ المياه، المصنوعة من سعف النخيل والقش، إلى جانب أدوات الإنارة القديمة التي استخدمها الأهالي في مختلف جوانب حياتهم.
أحمد العبدولي، صاحب المتحف، يقول: «أنشئ المتحف في العام 1998، بهدف تعريف الأجيال الجديدة والزوار من مختلف أنحاء العالم بتراث الدولة والتاريخ العريق للآباء والأجداد الذين سكنوا المنطقة منذ آلاف السنين، ويأخذ المتحف الزائر في رحلة قصيرة إلى عمق التاريخ للتعرف إلى العادات والتقاليد القديمة».

يضم المتحف غرفاً عديدة تعرض جميع المقتنيات المتوارثة عن الأجداد التي تباينت بين التحف الأثرية والفخاريات بأشكالها المتنوعة وبعض الأواني النحاسية والمعدنية والأدوات المنزلية المصنوعة من سعف النخيل والآلات الموسيقية المصنوعة يدوياً وبعض الأسلحة القديمة إلى جانب الأدوات الزراعية وأدوات الخياطة التي كانت تستخدم في الماضي، وبعض المقتنيات التي كانت تستخدم في ركوب البحر، بالإضافة إلى أدوات صناعة العقاقير الطبية، والزراعة والحدادة والنجارة ومختلف الحرف التي ازدهرت في الماضي. وتحفل الغرف بالمئات من التحف والدلال والنقود المعدنية المحلية والكتب والبنادق القديمة والصور والأواني المنزلية والطوابع البريدية والمباخر والعملات البيزنطية والإسلامية واليونانية التي تعود إلى عقود طويلة، وقرون الغزلان ذات السلالات النادرة في شبه الجزيرة العربية والراديوهات القديمة، وغيرها من المقتنيات والأدوات الأثرية النادرة التي جمعها العبدولي على مدار 30 عاماً.
يشير العبدولي إلى أنه أنشأ عدداً من المنازل على الطراز القديم إلى جانب المتحف منها بيت العريش وبيت القفل وبيت الكرين التي كان الأهالي يعيشون فيها وهي مبنية من الحجارة والطين المطعم بالحصى وسعف النخيل، وكل منزل يتضمن بعضاً من الأدوات التي استخدمها الأهالي قديماً في حياتهم اليومية مثل أدوات الطبخ والنوم وغيرها.
ويؤكد العبدولي أن جهود الدولة في إقامة المتاحف والمعارض والفعاليات التراثية والاهتمام الكبير بالتراث أسهم في تشجيعه على إقامة المتحف في مزرعته ليس فقط لأهالي المنطقة بل للزوار من جميع أنحاء الدولة، فالمتحف منذ تأسيسه يشهد إقبالاً كبيراً من العرب والأجانب للاطلاع على ما يضمه من تراث، إلى جانب مشاركة العبدولي ببعض مقتنيات المتحف وعرضها في ركن تراثي في المناسبات والفعاليات الوطنية والتراثية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"