محاضرة تحتفي بمعارف البحر

01:45 صباحا
قراءة دقيقتين
الشارقة:«الخليج»

احتضن «مقهى الأيام الثقافي» مساء أمس الأول في البيت الغربي، وضمن فعاليات أيام الشارقة التراثية، محاضرة عن أعراف البحر والصيد في دولة الإمارات العربية المتحدة، ألقاها الدكتور سعيد الحداد بحضور جمع من الباحثين والمهتمين.

قدّم المحاضرة، الدكتور منّي بونعامة، رئيس لجنة المقهى الثقافي، وتحدث عن مدى أهمية الموضوع المطروق الذي ينتظم في عقد التراث الثقافي الإماراتي الجدير بالحفظ والصون، وبخاصة أن معارف البحر وأعرافه لم تعد ممارسة في الواقع في الإمارات، كما في غيرها من دول الخليج، في نطاق تصور العصر، مما يعرضها للنسيان والضياع إذا لم تكتب وتوثق.

واستعرض بونعامة سيرة المحاضر ومسيرته العلمية والعملية وقال: إن سعيد الحداد «فنان مسرحي وباحث متخصص في مجال التراث الشعبي لدولة الإمارات العربية المتحدة، حاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة عين شمس، والمؤسس الأول لمسرح كلباء الشعبي، وعضو في عدة جمعيات علمية وثقافية داخل الدولة وخارجها».

وقدّم الدكتور سعيد الحداد في مستهل المحاضرة، عرضاً إضافياً استدعى فيه تباريح الشوق، ولواعج الحنين إلى الماضي، حيث البحر مصدر الرزق والعيش والحياة، وذاكرة لا تنضب بالمعارف والقصص والحكايات الجميلة، وقال: «عندما أشاهد البحر أو يجول ذكره في مخيلتي يستحضرني بيت الشاعر الكويتي المخضرم محمد الفايز حين يقول:

«البحر أجمل ما يكون لولا شعوري بالضياع»

وبالمقابل، فإن استحضاري لهذا البيت الشعري ليس لاستحضار الضياع، وإنما لاستحضار الأمل والشوق واللهفة والجمال، وكل هذا بالبحر وللبحر، الذي لم أركب أمواجه بحاراً أو مسافراً، بل إن الحب والعشق للبحر تراه نابعاً مما يمتاز به من جمال يسر الناظرين ويبهج الخاطر، وأيضاً من حكايات وروايات من عشقوا ذات يوم البحر، وهاموا في غيّ هواه، معانقين أمواجه من أجل الحياة.

وأشار إلى أن ذلك العشق والهيام لم يكن بالمقابل عبثياً أو همجياً، بل كانت له أعراف وقوانين وقيم أخلاقية تحكمه، سواء على صعيد الغوص أو الأسفار بين تلك الظلمة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"