من الخارج باربي ومن الداخل زينات

02:21 صباحا
قراءة دقيقتين
مارلين سلوم

لا أعرف لماذا تطل الممثلة الراحلة زينات صدقي أمام عيني، كلما قرأت عن «معركة» أو «حرب» كما يسمونها، بين فنانتين، ولن أقول فنانين لأن السيدات (للأسف) في الوسط الفني أثبتن أنهن سباقات إلى شن الحروب الكلامية والتراشق بالكلام على صفحات السوشيال ميديا.
نشيطات جداً ومجتهدات في الكتابة والتعبير عن آرائهن، وهذا أمر طيب، لكن هناك فئة تنشط في استفزاز الآخرين للفت الأنظار، وكأنها نقطة إيجابية تحسب لهن، وتجعل منهن محط كلام الناس والإعلام، فيشعرن بذواتهن وبأن الأضواء ما زالت تلتفت إليهن وتبتسم!
هي صفحاتهن ولهن مطلق الحرية في التعبير عن أفكارهن ومشاعرهن. حسناً، لكن هل هذا يعني أن يكون الكلام ردحاً أو ذماً وقدحاً أو رمياً بالحجارة لكل من لا يعجبهن؟ أليس في هذه الإطلالة والكلمة عبر «تويتر» و«إنستجرام»، انعكاس لصورة الفنانة ومخزون نفسها ومستواها الأخلاقي والتربوي والثقافي، ووعيها بحجم دور الفنان أمام الرأي العام على الأقل؟
تتجملن من الخارج، بينما يبقى الداخل على حاله، وربما يزداد سوءاً مع ازدياد الشهرة والإحساس بالقوة وبشيء من التأثير في الآخرين. من الخارج هُن «باربي»، وحين يكتبن على التواصل الاجتماعي يتحولن إلى زينات صدقي في أغلبية أفلامها، وهي تصرخ من شرفتها أو «البلكونة» وتهدد وتتوعد وترمي المياه من فوق على المارة، ولسانها لا يتوقف عن رشق كل من يُغضبها.
زينات صدقي في الواقع لم تكن كذلك؛ بل كانت سيدة بكل معنى الكلمة، والصورة التي قدمتها على الشاشة «افتراضية» بلغة هذا العصر، تؤدي ما يقتضيه الدور الكوميدي الساخر. أما الفنانات المتحاربات على صفحاتهن، فهن يقدمن حقيقتهن على صفحات العالم الافتراضي، ويلعبن أدواراً مختلفة كلها لباقة ولياقة حين يُغنين أو يقفن على الخشبة أو أمام الشاشة.
من هُن؟ كثيرات ولعل أبرزهن 3 نجمات «كبيرات» في عالم الغناء؛ إحداهن عملت «بلوك» لزميلتها. ما الغريب في الأمر؟ ولماذا يُسرع الإعلام إلى إعادة نشر الخبر نقلاً عن صفحة الفنانة؟ هناك خلاف بينهما، كأي آدميين يختلفان ويتخاصمان وكل يمشي في طريقه. ربما تهدأ النفوس بعد وقت وتعود المياه إلى مجاريها، فلماذا كل هذا الطبل والزمر؟ و«البلوك» مصنوع من أجل منع من لا نريده من إزعاجنا، فنغلق الباب ونتجنب رؤيته وانتهى الأمر.
فهل بلوك الفنانين له خاصية الخمس نجوم؛ لذا علينا التوقف عنده والانشغال به وقتاً وكلاماً وهدراً للطاقة؟ كفى، فمنزلقاتكم ومنزلقاتكن تجرف معها الفن هبوطاً وتزيد الجمهور اشمئزازاً، وتذكرن أن ما سيبقى من سيَركنّ مرتبط بهذا الانحطاط ولن تطاله عمليات التجميل لاحقاً.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"