مواهب ... محمد سعيد حارب: تمردت على والدي وتعلمت منه الخصال الحميدة

الأسرة اعتبرته "حقلاً للتجارب" في طفولته
01:20 صباحا
قراءة 5 دقائق
يشير محمد سعيد حارب مخرج فريج الى أن علاقته بوالده الذي يشغل منصب مدير نادي دبي الدولي للرياضات البحرية ورئيس لجنة بطولة العالم للزوارق السريعة الفئة الأولى طيبة للغاية فهو يعني له كل شيء في هذه الحياة، خاصة بعدما توفيت والدته وهو لا يزال في الثامنة عشرة من العمر إلا أن ذلك لم يمنعه من أن يكون ابناً متمرداً وعنيداً حيث لم يكن على حد قوله ينفذ سوى ما في رأسه منوهاً بأنه لم يمش على ذات نهج ابيه فيما يتعلق بممارسة الرياضات البحرية حيث إنه لم يحب البحر مطلقاً، وملفتاً الى أن أكثر ما كان يزعج والده هو حصوله واخوته على درجات دون المستوى خاصة في ظل اشادة الجميع بذكائه، مؤكداً أنه وفي حال رزق بابناء فسيمنحهم فرصة أكبر للتجريب ليعرفوا الخطأ من الصواب بأنفسهم مما ينمي شخصياتهم. ومعه كان اللقاء الذي حاولنا فيه سبر اغوار علاقته بوالده وموقفه من فريج ومتى يمتلئ فخراً وزهواً بابنه وفي المقابل متى يغضب منه؟كيف كانت علاقتك بوالدك؟- تعلمت من الوالد كل الخصال الحميدة فقد كان بمثابة القدوة لي ونبع الحنان الذي لا ينتهي خاصة بعدما توفيت والدتي وأنا في الثامنة عشرة من عمري فبات هو كل شيء في حياتي فتعلمت منه طيبة القلب والالتزام والكرم وحب العمل، والاخلاص فيه وتقبل الجميع والقدرة على التواصل معهم وعمل علاقات انسانية جيدة للغاية خاصة أن الوالد كان يتعامل مع الجميع كونه ينظم سباقات بحرية لمختلف الأعمار والفئات. وما الصفات التي تختلف عنه فيها؟- أختلف عن والدي في حساسيتي المفرطة فأنا شخص حساس للغاية خاصة حينما يتعلق الأمر بعملي وانتاجي الكارتوني أما الوالد فكان عسكرياً عنوانه الجدية والصرامة. وهل انتماء الوالد للعسكرية القى بظلاله على أسلوبه في التربية؟- لا شك أن الوالد بعدما ترك العسكرية بات أكثر دبلوماسية في تعامله مع الآخرين بفضل انفتاحه على مجالات كثيرة إلا أنه في تعامله معنا كان دوماً الأب الحنون المعطاء كما كان يعطيني الحرية في اختيار قراراتي المختلفة وتحمل تبعاتها. وهل كنت ابناً متمرداً أم مطيعاً لوالدك؟- كوني الابن الأول لأسرتي جعلني بمثابة حقل للتجارب رغبة منهم في أن أكون الأفضل، إلا أني كنت دوماً متمرداً وعنيداً إذ افعل ما في رأسي ولا اتراجع عنه مهما يحدث، ومن ضمن تلك الأشياء التي تمردت عليها فكرة عودتي الى البيت مبكراً، حيث كنت اعتقد اني شاب ولا ضرر في أن اتأخر واسهر وكان والدي يتعامل بصرامة مع هذا الأمر لكنه كان يحاول افهامي واقناعي بضرورة الالتزام بمواعيد عودتي الى المنزل إلا أنه وحين يضيق بنقاشي واتعدى حدودي كان العقاب لي بالمرصاد. هل من التمرد عدم ممارستك للرياضات البحرية كالوالد؟- لا، ولكني لم أجد نفسي في الرياضة وخاصة البحرية حيث اخشى البحر كما أن والدي لا يؤمن بمبدأ الوراثة، حيث لم يفرض على أي منا أن نمشي على ذات خطاه بل كان مؤمنا بأن كل انسان لديه موهبة ما والمبدع هو من يتعرف إليها وينميها، إلا أن اخي سلطان هو من يشارك حالياً ابي اهتماماته البحرية. لم توفق في دراسة الهندسة المعمارية التي انتقلت منها الى الإعلام؟ فما موقف الوالد من ذلك؟- دراسة الهندسة المعمارية كانت رغبة مشتركة لي ولوالدي إلا أنني لم اوفق فيها مما حدا بي الى التفكير في السفر لدراسة الاعلام بأمريكا وسط خوف أبي كون مجال الاعلام كان لا يزال بكرا في الامارات ولا يوحي بمستقبل واعد ومستقر لمن ينخرط فيه وذلك على عكس هذه الأيام، إلا أنه في النهاية شجعني ودعمني كي أنهي دراستي الجامعية خاصة أنه خريج اعلام وكذلك اخوتي سلطان وشمسة فنحن عائلة اعلامية. ومتى كان يخرج والدك عن شعوره؟- كان والدي حازماً وصارماً حينما يتعلق الأمر بعلاماتنا الدراسية، حيث كان حريصاً على أن نظل من المتفوقين دوماً وكان اكثر ما يغضبه حينما يقال له إن ابنك البكر محمد شاطر وذكي إلا أنه لعبي حيث كنت احب اللعب. ومتى شعرت بأن والدك كان على صواب في توجيهاته لك؟- دوماً كنت اشعر بأن والدي على صواب حتى ولو بعد فترة من الوقت حيث ينصحني مثلاً بضرورة عدم مصادقتي لشخص ما ومع الوقت اكتشف بأنه كان على حق. وما الذي ستحرص عليه في تربيتك لابنائك مستقبلاً؟- سأمنحهم فرصة ومجالاً كبيراً للتجريب بمعنى أن يتعلموا ويصححوا مسارهم عبر اختيار افعالهم وقراراتهم حتى وان كانت خاطئة لأن ذلك من شأنه أن يعلمهم الصواب وينمي قدراتهم الشخصية ويعزز ثقتهم بنفسهم ويرتقي بإمكاناتهم الانسانية. كيف استقبل الوالد فكرة فريج؟- بالتشجيع والدعم لي ولموهبتي واذا ما كان في الجزء الأول من فريج قليلاً ما يمر علي في المكتب إلا أنه في الجزء الثاني كان يمر علينا يومياً خاصة أنه شعر بحجم المسؤولية الكبيرة الملقاة علي وبأن الأمر يتعلق باسمه وبنجاح ابنه والعائلة ككل وكان يرى عملنا أولاً بأول ليعلق عليه ناصحاً اياي بضرورة تجنب هذا الأمر أو ذاك لأنه قد يثير أو يزعج البعض وغيرها من الأمور التي قد تجيب عن جيلنا وتهم من سبقونا كثيراً ودائما ما استمع لوالدي في نصائحه على العمل إلا اذا كان الأمر فنياً بحتاً فعندها اعتمد على موهبتي وخبرتي لاقيم مدى جدواها من عدمه. وما تعليقه على ردود الأفعال الغاضبة التي صاحبت عرض بعض حلقات فريج؟- طالبنا بأن نستمر على ذات نهجنا من الصراحة والجرأة في الطرح وأن نناقش القضايا الساخنة من دون أن ندفن رؤوسنا في الرمال، لأن ذلك - على حد قوله - هو الذي سيترك اثره الايجابي في المجتمع بعد سنوات كما أنه سيحسب لنا أننا قمنا بتنوير الرأي العام وتوعية المشاهدين. وما أكثر شخصيات فريج قرباً من الوالد؟- أم سعيد التي تلعب دور الجدة الأصيلة. ومتى تلمح الفخر والاعتزاز بك في عين والدك؟- حين انال الجوائز والتكريمات. ومتى تلمح الغضب يطل من عينيه؟- حينما اغيب وابتعد عن الجو العائلي حيث لا اتواجد مع العائلة كثيراً بحكم انشغالاتي واسفاري المتعددة وهو ما يغضب والدي لأنه يتوقع مني أن اتواجد بدلا منه في حال انشغاله. كيف ترى اتهام الاجيال السابقة للجيل الاماراتي الحالي بالكسل واللامبالاة؟- ربما في فترة سابقة، لكن اليوم ومع الانفتاح وتوفر فرص العمل الجيدة بات شباب وفتيات الامارات يحرصون على ان يثبتوا ذاتهم ليرفعوا اسمهم واسم وطنهم، وفي مختلف الميادين يتخذون من الابداع والابتكار أساساً للأعمال التي يطلقونها.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"