وفيات الأطفال انخفضت عالمياً بنسبة 41% في العقدين الماضيين

التزام الحكومات يمكن أن يزيد نسبة الانخفاض مستقبلاً
16:53 مساء
قراءة 5 دقائق

قال صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) إن تقدماً كبيراً تحقق على صعيد خفض وفيات الأطفال تحت سن ال 5 سنوات في العالم، حيث تراجع عددها بنسبة 41% بين عامي 1990 و2011 . وأوضحت المنظمة أنه يمكن لتلك الأرقام أن تستمر في الانخفاض بفضل المزيد من الالتزام من قبل الحكومات وشركائها تجاه بقاء الأطفال على قيد الحياة . وذكرت المنظمة في تقرير أصدرته منتصف سبتمبر/أيلول الماضي في نيويورك بالتعاون مع مجموعة الأمم المتحدة لتقدير وفيات الأطفال، أن عدد الأطفال تحت عمر ال 5 سنوات الذين يموتون سنوياً انخفض من 12 مليوناً عام 1990 إلى 9 .6 مليون في العام 2011 بنسبة 41% .

أشارت إلى أن وفيات الأطفال تحت سن ال 5 سنوات تتركّز بشكل متزايد في جنوب الصحراء الافريقية وجنوب آسيا، وقد سجلت 82% من هذه الوفيات عام 2011 في هاتين المنطقتين مقارنة ب68% فيها عام 1990 .

وقالت اليونيسيف إن مكافحة الأمراض هي السبب الرئيس وراء انخفاض الوفيات بين الأطفال في العقدين الماضيين، فنحو 14 ألف طفل أقل يموتون يومياً مما كان الوضع عليه قبل 21 عاماً، خاصة بسبب الخطوات الكبيرة في مكافحة شلل الأطفال والملاريا والحصبة .

ولكن على الرغم من كل الجهود في هذا المجال إلاّ أن 19 ألف طفل تحت سن ال 5 سنوات يموتون يومياً من الأمراض التي يمكن الوقاية منها .

وقال المدير الصحي في اليونيسيف إيان بيت #187;نحن نركز طاقاتنا أكثر على الدول التي لا تزال تواجه أكبر التحديات . . ونعيد التركيز على أسباب وفاة الأطفال التي لم تحظ على اهتمام كاف منا بعد#171; وهذه الأسباب تتضمن التهاب الرئتين التي تقود إلى 18% من وفيات الأطفال تحت سن ال 5 سنوات، فيما يعتبر الإسهال مسؤولاً عن 11% منها .

ومن جهتها قالت غيتا راو غوبتا، نائب المدير التنفيذي لليونيسيف في مؤتمر صحفي لعرض تقرير عام 2012 لتقدم سير العمل بشأن الالتزام ببقاء الأطفال على قيد الحياة والذي جاء بعنوان (تجديد الوعد): #187;هذه البيانات الجديدة تدعو إلى الاحتفال . ولكن هذا العمل لم ينتهِ بعد، وهو لا يقتصر على الأرقام فقط . فوراء كل إحصائية لطفل غائب أب وأم حزينان#171; .

ويمكن تفادي الأغلبية العظمى لحالات وفيات الأطفال . فما يقرب من ثلثي حالات الوفيات بين الأطفال دون الخامسة من العمر في عام 2011 كانت بسبب الأمراض المعدية مثل الالتهاب الرئوي والإسهال والملاريا والتهاب السحايا والتيتانوس (الكزاز) وفيروس نقص المناعة والحصبة . وعلى عكس ذلك، لم يكن هناك تقريباً أية حالة وفاة ناتجة عن الأمراض المعدية في البلدان ذات المعدلات المنخفضة جداً لوفيات الأطفال دون سن الخامسة . ويمكن أن يعزى أكثر من ثلث حالات الوفيات للأطفال دون الخامسة إلى نقص التغذية، كما يرجع سبب وفاة 40 في المئة تقريباً من الأطفال خلال الشهر الأول من عمر الطفل إلى الولادة المبكرة أو مضاعفات الولادة .

ووفقاً لما جاء في التقرير، فقد خفضت تسع من الدول ذات الدخل المنخفض- بنغلاديش وكمبوديا وإثيوبيا وليبريا ومدغشقر ومالاوي ونيبال والنيجر ورواندا- معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة بنسبة 60 في المئة أو أكثر على مدى العقدين الماضيين . وقد استخدمت تلك البلدان طرق بسيطة ومجرَّبة لتحسين معدلات بقاء الطفل على قيد الحياة مثل: حملات التلقيح الواسعة النطاق للتحصين ضد أمراض مثل الحصبة وشلل الأطفال، الناموسيات المعالجة بالمبيدات الحشرية لمنع الإصابة بالملاريا، مكملات حمض الفوليك وممارسات الولادة النظيفة للعمل على تحسين معدلات بقاء الأطفال الحديثي الولادة على قيد الحياة، واللجوء إلى الرضاعة الطبيعية وحدها لعلاج نقص التغذية .

وحقق الانخفاض العالمي في معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة تراجعاً بنسبة 3 في المئة سنوياً، ولكن إذا ما رغب العالم في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية بشأن معدل وفيات الأطفال وصحة الأم، يجب أن ينخفض معدل وفيات الأطفال بنسبة 14 في المئة سنوياً وفقاً لما ذكرته منظمة الصحة العالمية .

وتتركز حالات وفيات الأطفال دون الخامسة من العمر بشكل كبير في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى - وهو ما يمثل تقريباً نصف حالات الوفيات في عام 2011- وفي جنوب آسيا حيث حدثت 33 في المئة من وفيات الأطفال دون سن الخامسة . وفي حالات قليلة مثل بوركينا فاسو وتشاد والكاميرون وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومالي والصومال، ارتفع معدل وفيات الأطفال دون الخامسة من العمر بين عامي 1990 و2011 . كما أشار التقرير أيضاً إلى وجود تفاوتات كبيرة داخل الدول . وتوضح البيانات التي تم جمعها من 39 دولة أن عدد الأطفال المحتمل وفاتهم دون سن الخامسة المولودين في الخمس الأفقر من السكان يمثل ضعف عدد الأطفال المحتمل وفاتهم في الخمس الأغنى لسكان تلك البلدان .

وتشمل العوامل الأخرى التي تزيد من خطر وفاة الأطفال دون سن الخامسة: الولادة في الأماكن الريفية، أو الولادة من أمهات لم يحصلن على التعليم الأساسي، أو العيش في المناطق التي تعاني العنف والاضطربات السياسية . وما زال العديد من التدخلات البسيطة أمراً يتعذر الحصول عليه في الأجزاء الفقيرة من إفريقيا وآسيا . فعلى سبيل المثال، يحصل أقل من ثلث الأطفال الذين يعانون الإسهال في العالم على محلول معالجة الجفاف .

ويقول العاملون في مجال الصحة في أوغندا التي سجلت انخفاضاً بنسبة 49 في المئة في وفيات الأطفال دون سن الخامسة منذ عام 1990 إن كلفة اللقاحات لا تزال عائقاً رئيساً وإن النظام الصحي المثقل في البلاد يكافح من أجل تلبية احتياجات سكانها الذين يعتبرون أسرع سكان العالم نمواً . وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قالت جولي ناتوكوندا، كبيرة استشاريي الأطفال في مستشفى مولاجو الوطني للإحالة، والذي يُعد أكبر مرفق للإحالة في أوغندا: #187;لدينا بعض اللقاحات التي أدت إلى الحد من الأمراض لدى الأطفال لا سيما لقاح الفيروس العجلي ولقاح فيروس الروتا، وهما لقاحان لا يتوفران بكثرة في الوحدات الصحية نتيجةً لارتفاع كلفتها#171; . ولكن طبقاً لما ذكره ميكي شوبرا، مدير الصحة في اليونيسيف، انخفض سعر العديد من اللقاحات بشكل كبير في السنوات الأخيرة من خلال المفاوضات بين التحالف العالمي للقاحات والتطعيمات ومصنعي وموردي التطعيمات . وفي عام 2011 قامت شركة الأدوية العملاقة، فايزر، بخفض سعر لقاح الروتا- الذي يقي من الإصابة بالالتهاب الرئوي والتهاب السحايا وتلوث الدم- بأكثر من خمسين في المئة للدول النامية التي تنفق الآن 5 .3 دولار فقط للجرعة .

وفي شهر يونيو/حزيران الماضي، قامت اليونيسيف وشركاؤها بإطلاق الوعد المتجدد، وهو عبارة عن جهد عالمي لتنشيط وتحسين بقاء الأطفال والأمهات والمواليد على قيد الحياة . ومنذ بدايته قامت أكثر من 110 حكومات بالتوقيع على تعهد بمضاعفة الجهود لخفض معدل وفيات الأطفال .

ويهدف التحرك إلى الخفض السريع لمعدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة من خلال تحسين خطط البلدان القائمة على الأدلة وتعزيز المساءلة في مجال الرعاية الصحية للأم والطفل وحشد الدعم لمبدأ أنه #187;لا ينبغي أن يموت طفل لأسباب يمكن الوقاية منها#171; .

كما يهدف التحرك أيضاً إلى إعطاء الأولوية للناس الأكثر فقراً في العالم .

وقالت غيتا راو غوبتا، نائب المدير التنفيذي لليونيسيف إن #187;وفاة الطفل تكون أكثر مأساوية عندما يكون وراءها مرض يمكن الوقاية منه بسهولة . ولهذا السبب لدينا هذا التحرك العالمي للالتزام ببقاء الأطفال على قيد الحياة وتجديد الوعد بوضع حد لوفيات الأطفال . ويوضح هذا الانخفاض أنه يمكننا تحقيق ذلك#171; .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"