وليد محمد بن سلوم طيار حربي مع وقف التنفيذ، يمارس قيادة الطائرات اللاسلكية والزوارق الشراعية فضلا عن شغفه بالمغامرات البحرية، وحصوله على رخصة قيادة للغواصات من الولايات المتحدة الامريكية كما أنه صاحب إسهامات فاعلة في الارتقاء بسباقات الخيول العربية والوصول بها الى العالمية وكان ضمن الكوكبة التي اسهمت في اثراء التجربة الانتخابية الاولى للمجلس الوطني الاتحادي. ورغم كل مواهبه هذه إلا أنها لم تحرمه من التميز في عمله المصرفي بوصفه أحد القيادات التنفيذية في بنك دبي التجاري. التقيناه بوصفه وجها متميزا من وجوه الامارات فكان هذا الحوار:
أين كان الميلاد والنشأة؟
- حقيقة انا سعيد بنشأتي فميلادي كان عام 1969 في منطقة الحمرية في دبي ما ولد داخلي عشق البحار والرحلات البحرية، ومنذ سنوات الطفولة الأولى كنت أجوب البحار برفقة الوالد سواء كانت رحلات رياضية أو رحلات صيد وكنت في تلك الايام اعي كل ما يدور في البحر وما اكلف به من مهام بحرية مع الوالد، وعرفت رغم صغر سني أسرار البحر وكنت بمثابة المساعد الأول له في معظم الرحلات التي يقوم بها
هل هناك رحلات بحرية كُلفت بها مازالت عالقة بذاكرتك؟
- كل أيامي ورحلاتي البحرية محفورة في ذاكرتي ولا تغيب عنها لكن من المواقف التي لا أنساها موقف خطر وطريف في رحلة بحرية رياضية في سباق ابوظبي للقوارب من فئة 60 قدما وكلفني والدي مع النوخذة بمتابعة المحمل ونتيجة للشد الزائد انكسر المحمل لكن الوالد نجح في اعادته لموقعه الطبيعي لكن المفاجئ انه وفي منتصف الرحلة وانا غارق في النوم فاذا بي استيقظ على اصوات عالية من فوق رأسي وتبينت انها اجسام طائرة مندفعة بقوة الى البحر ولم افق الا على صوت الوالد يطالبني برمي سباحات الانقاذ لزملائي الذين جذبهم المحمل الى البحر، وكان هذا من المواقف الطريفة والمرعبة في آن لكنه مر بسلام وتم انقاذ الجميع واصلاح المحمل ومواصلة السباق حتى النهاية وحققنا نتيجة طيبة.
هل اكتفيت برياضات البحر في طفولتك أم كنت تمارس رياضات أخرى؟
- لقد كنت لاعبا متميزاً في الكرة الطائرة بنادي الشباب العربي في دبي وكنت العب في فريق تحت سن 14 سنة بالنادي وشاركت في عدد من البطولات الدولية، وكان الوالد عضوا في مجلس ادارة النادي ويمني نفسه بمشاهدتي لاعباً متميزاً في فريق الرجال للكرة الطائرة بجانب منتخبنا الوطني لكن ظروف الدراسة لم تساعدني على تحقيق هذه الطموحات.
بماذا تميزت حياة الفريج في تلك الفترة؟
- كان يميز حياة الفريج بالحمرية الترابط والتواصل وكل الفريج كان عبارة عن أسرة واحدة ونكاد نعرف جميع سكان الفريج والعلاقات على السجية والتعامل بعفوية متناهية، وأجمل الايام بالفريج في شهر رمضان الذي تأخذ الحياه فيه الطابع الاحتفالي من قبل الكبار والصغار، وكنا نتجمع في الساحات في الليالي المقمرة ونلهو بالالعاب النارية والعديد من الالعاب الشعبية ، ومن اصدقاء الفريج شهاب المر الذي افترقنا في سن السابعة وشاءت الصدف ان التقيه في البنك الذي أعمل به في عام 2005.
ما السلوك الذي كان الوالد يحرص على التزامك به في مرحلة الطفولة؟
- رغم طبيعتي المرحة وحبي للتواصل إلا انه كان هناك ضوابط وخطوط حمراء مرسومة من قبل الوالد لا يمكن تخطيها بأي حال منها الخروج والدخول للبيت في اوقات لا يسمح بتخطيها مهما كانت الاسباب لاسيما وأنني كنت الابن الاكبر وسط ثلاثة أولاد وبنتين وهو الأمر الذي يحتم علي أن أكون قدوة ونموذجاً يحتذي به اخواني واخواتي وان ابتعد عن السلوكيات المشاغبة حماية لهم من الوقوع فيها.
كلمنا عن حياتك الجامعية وكيف جاء تخصصك الدراسي؟
- حياتي الجامعية كانت عبارة عن ماراثون تعليمي طويل إذ التحقت في عام 1987 بجامعة كلورادو للتكنولوجيا بالولايات المتحدة الامريكية وتخرجت في عام 1996بعد فترة توقف عن الدراسة في عام 1994 وكنت حينها موظفا في بنك دبي التجاري وبعد عامين عدت واكملت دراستي واستفدت من فترة التوقف في صقل قدراتي وتحسنت درجاتي الدراسية بعد ما كانت متراجعة في سنوات دراستي الاولى، ومن الطرائف في دراستي الجامعية انها امتدت تسع سنوات ودرست خلالها خمسة تخصصات لكني تخصصت في النهاية في ادارة نظم المعلومات فضلا عن دراستي للغة الانجلزية مكثفة من معهد سبرنج في الولايات المتحدة الأمريكية.
ما التجارب التي استفدتها خلال دراستك الجامعية؟
- أضافت لي الدراسة بالخارج الكثير من المعارف وعلمتني الاعتماد على نفسي بعيدا عن الأهل خاصة في تدبير مصروفي وتعلمت الطبخ لاجل ترشيد الانفاق لأن الحياة كانت صعبة جداً وكنا نعتمد على الرواتب التي تصرف لنا من الابتعاث ولا توجد مصادر دخل أخرى، وكنا نتلقى تعليمات الطبخ ومقادير الوصفات من اهلنا عبر التليفون والآن صرت طباخاً ماهراً ازاحم زوجتي على المطبخ فضلا عن كوني طباخ الرحلات الخلوية للأسرة، بجانب الصداقات والمعارف من الشعوب الأخرى ونتواصل مع كثير من اصدقاء الدراسة حتي اليوم.
هذا بجانب الدروس والعبر التي خرجت بها إبان توقفي عن الدراسة لمدة عامين ثم العودة اليها ، وخلال فترة توقفي عن الدراسة كنت اعمل في بنك دبي التجاري وهذه الفترة اعطتني دافعا لمواصلة مسيرتي التعليمية بنجاح، لأني قبلها كنت انجح بصعوبة وعلاماتي الدراسية متوسطة لكني في فترتي الدراسية الثانية كنت متفوقا وأذهلت أساتذتي بتغيري الكبير وتطور مستواي الدراسي، وهي فترة لا أنساها وتعلمت كيف استفيد من اخطائي وليس عيبا ان تخطئ لكن العيب الا تستفيد من الأخطاء.
كيف كانت بداياتك المهنية في بنك دبي التجاري؟
- بداياتي مع البنك كانت في وظيفة مساعد مدير علاقات العملاء، وخلال تلك الفترة توليت مهام عدة منها التدريب بكافة اقسام البنك للتعرف إلى المعاملات البنكية والاشراف على قسم الائتمان والتسويق والاشراف على فرع البنك بالقوات المسلحة وكذلك فرع برج العرب، والاشراف على قسم حسابات الشيكات التجارية وقطاع الاعمال بمركز الامارات للطيران وتعلمت من تلك البدايات كيفية التعامل مع العملاء لأن رضى العملاء هو القاعدة التي تبني عليها أية مؤسسسة اقتصادية نجاحاتها، بجانب انها كانت فرصة لتطبيق مع احمله من رؤى وافكار ودراسات على ارض الواقع.
وهل نجحت في تطبيق ما تحمله من رؤى خلال عملك المصرفي؟
- بحمد الله نجحت في ذلك ونقلت خبراتي الى شركائي في العمل وكنت ارى في الموظفين الجدد بداياتي المهنية واحرص على ان اجنبهم الاخطاء التي وقعت فيها واغرس فيهم روح الصبر والمثابرة وعدم التخوف من الاخطاء والعمل بجدية لتصحيح ومعالجة الاخطاء وان يجعلوها خطوة في سلم نجاحاتهم وكنت استشهد لهم بتجربتي الجامعية وكيف نجحت في تحويل درجاتي الضعيفة الى درجات عالية وتفوق كامل ، لذلك في اختياري لشركائي في العمل احرص على ان يكونوا من ذوي الصدق والشفافية في التعامل لانهما اساس أي عمل ناجح بجانب روح الجماعة وان يكون الفرد في خدمة المجموعة في اطار برنامج عمل واحد.
لديك هوايات في الطيران، ورخصة قيادة للغواصات، كيف تحقق ذلك رغم عملك المصرفي؟
- العمل المصرفي والدراسات المصرفية لم تكن رغبتي الأولى فأنا بجانب البحر كنت أمني نفسي أن أكون طياراً حربياً في قواتنا المسلحة لكن لسوء حظي لم أتمكن من اجتياز اختبارات فحص النظر. فتوجهت نحو العمل المصرفي، لكن لم ابتعد عن الطيران فأنا أروي ظمأي عبر ممارسة رياضة الطائرات اللاسلكية والتحكم عن بعد والمشاركة في جميع بطولاتها وحققت العديد من الألقاب والانجازات وكرمت لتميزي في احدى البطولات لفئة الالعاب البهلوانية واعتبرها من الهوايات الاحترافية وأتخصص في طائراتها من حيث الصيانة والتركيب والتجهيز ولي ورشة خاصة في منزلي لهذا الغرض، ويشاركني في هذه الهوايات عدد من اصدقاء الطفولة وطيارون محترفون منهم كابتن سامي الذي يعمل في قسم التدريب في طيران الامارات وعبره حققت حلم حياتي بقيادة طائرة حقيقية وذلك عبر جهاز السموليتر الخاص بطيران الامارات، بجانب قيادتي لطائرة ابان دراستي الجامعية بالولايات المتحدة الامريكية، أما ليسن الغواصة فنلته عام 1989 من الولايات المتحدة الامريكية، هذا بجانب مهاراتي في قيادة الدراجات البحرية (سكوتر - جيت سكي) والبرية الصحراوية وبمهارة عالية جدا وحاليا اتدرب على ممارسة رياضة (البورد الشراعي ) ولولا رفض الوالد لمارست رياضة القفز بالمظلات.
هل أنت نادم على تجربتك الانتخابية في انتخابات المجلس الوطني؟
- أتشرف أنني كنت ضمن المجموعة التي ترشحت لانتخابات المجلس الوطني وعدم فوزي لا يزعجني لأن من نجحوا في نيل شرف خدمة الوطن من داخل المجلس هم كفاءات وأهل لهذا الاختيار ونجاح التجربة شرف لي وللمجموعة التي اثرتها، وأنا سعيد جدا ان أرى أن معظم اطروحاتي وبرامجي الانتخابية يتم تفعيلها وتنفيذها وهذا يسعدني فأنا هدفي ان أرى دولتنا في تقدم وازدهار وتطور ونماء بغض النظر عن من ينفذ هذه البرامج والافكار.
زوجتي تواسيني عند ما تتحطم احدى طائراتي
عن تمكنه من التوفيق بين هواياته المتعددة والعمل وحياته الأسرية قال وليد بن سلوم: أدين بالفضل الى زوجتي التي ظلت تدعمني وتتفهم طبيعة هواياتي ولا تتذمر منها بل كانت تواسيني عندما تتحطم احدى طائراتي وتسعد عند فوزي بالألقاب أو تحقيق إنجاز رياضي وأنا امارس هذه الهوايات عند اوقات الفراغ بجانب الاجازات والرحلات الخلوية مع الاهل التي تكون فرص طيبة لممارسة العديد من الهوايات بالذات قيادة الدراجات الصحراوية والمائية وتدريب ابنتي حصة على قيادة الطائرات اللاسلكية.
ويضيف أحرص على المشاركة في الفعاليات التراثية خاصة سباقات الخيول باسم بنك دبي التجاري الذي دأب على رعاية سباقات الخيول بمضمار جبل علي منذ انطلاقة السباقات فيه ونحن نعايش تطور هذه السباقات منذ انطلاقتها الى ان اصبح اليوم من السباقات العالمية للخيول.
