«النظام» ليس جاهزاً

04:43 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

جميل أن نجد التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في جميع جوانب العملية التعليمية. فقد سعدنا بقرار وزارة التربية والتعليم جعل امتحانات نهاية العام الجاري «إلكترونية»، وشعرنا بمواكبة المتغيرات الحديثة في التعليم، التي توفر الوقت والجهد وتحقق جودة إجراء الامتحانات ودقة رصد النتائج.
ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، فمنذ انطلاقة امتحانات نهاية العام الدراسي الجاري الإلكترونية، لطلبة التعليم المستمر (المنازل والكبار)، مطلع الشهر الجاري، رصدنا يومياً مشاكل ومعاناة تؤكد «عقم» النظام وعدم جاهزيته، وتواضع قدرته، على استيعاب مراحل الامتحانات.
شواهد الخلل كثيرة ومتنوعة، فطلبة الثاني عشر لم يتمكنوا من أداء امتحان الفيزياء في اليوم الأول، بسبب مشاكل تقنية، واحدث «النظام» بعض الخلل، فالبعض تعثر استلامه الامتحانات، والبعض تم تسجيله «غياب» وهم حضور في لجان الامتحان، وتارة تتكرر الأسئلة أكثر من مرة، وأخرى ترفض إنهاء امتحان البعض على الرغم من اكتمال الإجابات، والشبكة التي جاءت ضعيفة، فذهبت تغلق أجهزة طلبة بدون أعذار.
دار في خاطري العديد من الأسئلة بعد تلك الشواهد، الأول: ماذا يحدث؟ ولماذا؟ ومن المسؤول الذي أفاد بجاهزية اللجان وكفاءة وجودة النظام؟ وأين فرق الدعم التقني من تلك الإشكاليات، ومن المسؤول عن تلك الملاحظات ومن يدفع فاتورة تلك المفارقات الغريبة في أسبوع كامل للامتحانات؟
أعتقد أن أبناءنا لا يتحملون هذا القدر من الإرباك، لاسيما في امتحانات تحدد مستقبل الأجيال. إن ما حدث يؤكد أن هناك خللاً كبيراً، يقودنا إلى مشكلة أكبر لا نعي حجمها حتى الآن، فالمرحلة التجريبية لهذا النظام كانت خلال الفترة من 22 - 26 إبريل، وهذا يعني أن مسؤولي الدعم اطمأنوا على سلامة «النظام» وجاهزيته وفعاليته، ولكن ما نراه من وقائع يؤكد عدم «دقة» تقرير فريق الدعم في هذا الشأن، وما حدث يعد جريمة، ومعاقبة المخطئ أمر لابد منه.
نحن بحاجة إلى تدخل سريع من قيادات الوزارة، لنضع أيدينا على الخلل الحقيقي، ومعالجته قبل انطلاق سباق امتحانات الطلبة النظاميين، لنتفادى معاً أخطاء قد تحدث، ولا نستطيع معالجتها. ونقول لمسؤولي الدعم الفني إن النجاح له ملامح وشواهد ومرتكزات، والشفافية والوضوح مطلب مهم، لا يقبل الجدال أو الاجتهادات، ولا تفيد فيه الأعذار والمبررات، فالأمر يحاكي مستقبل الأجيال، ومعه يتحدد مصير الآلاف والآلاف.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"