أصبحت وتيرة التطوير في منظومة التعليم الوطني بالإمارات، متسارعة ومؤثرة، حيث يبدأ العام الأكاديمي بحزمة من التطورات المؤثرة في مختلف أركان ومكوّنات المجتمع التعليمي، وينتهي بمستجدات لافتة وفعّالة، تواكب المتغيرات وتسبق في أحيان كثيرة التوقعات والتطلعات، والأهم أنها تركز على الجودة، وتحقيق المصلحة القصوى للطالب الذي يعد جوهر العملية التعليمية.
ولعل أبرز التطورات في موسم الحصاد، ونتائج نهاية العام الجاري 2023-2024، تلك التي تحاكي الآليات المبتكرة لتصديق الشهادات عبر مسارات تعاون جديدة تجمع وزارة الخارجية ومؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، إذ تمكن طلاب المدارس الحكومية من الحصول على 3 معاملات حكومية بإجراء واحد، ليتقلص زمن الإنجاز من 6 أيام إلى 3 دقائق، لنجد أنفسنا أمام إنجاز كبير يخدم شريحة مجتمعية كبيرة.
ولكن يبقى نظام تصديق شهادات طلبة المدارس الخاصة بحاجة إلى تطوير، أو «ربط جديد مبتكر»، لتمكين الطلبة من إنجاز معاملات التصديق في زمن قياسي، كما هو الحال في تصديقات المدارس الحكومية، لاسيما وأن المخرجات، سواء كانت في مدارس حكومية، أو خاصة، تشكل جزءاً أصيلاً في منظومة التعليم.
وإذا نظرنا إلى عملية تصديق شهادات طلبة التعليم الخاص، نجد أن الخطوة الأولى منها، تسير عبر 4 مسارات مختلفة، إذ إن «وزارة التربية» تتولى مسؤولية التصديق لطلبة المدارس الخاصة في عجمان، وأم القيوين، والفجيرة، ورأس الخيمة، وتقدم دائرة التعليم والمعرفة خدمة التصديق لطلاب أبوظبي، فيما توفر هيئة المعرفة والتنمية البشرية الخدمة لطلبة دبي، وتصديق شهادات طلبة الشارقة يظل ضمن مسؤوليات هيئة الشارقة للتعليم الخاص.
وتكمن الإشكالية في إلزامية حصول الطلبة على تصديقات وزارة الخارجية، والسفارة التابع لها الطالب، والتي تشكل مسارين آخرين في رحلة تصديق شهادات الخريجين، التي تأتي في «ذروة الموسم» التي يتسابق فيها المتعلمون لإجراء نفس المعاملة نفسها، في الجهات نفسها، وفي وقت واحد.
كما أنّ التجارب السابقة أثبتت أن عملية تصديق شهادات طلبة التعليم الخاص قد تستغرق وقتاً طويلاً، وجهداً كبيراً، نظراً لضرورة مرورها عبر جهات حكومية عدّة، ما يُعيق تقدّمهم، ويُؤخر خطط الطلبة التي تحمل تطلعاتهم للدراسة في جامعات خارج الدولة، أو في بلدانهم الأصلية.
نحن بحاجة إلى إيجاد وسائل مبتكرة، أو ربط جديد يجمع وزارة الخارجية مع الجهات المعنية، عن التصديق التربوي لطلبة المدارس الخاصة، لتخفيف الضغط، وتقليص الوقت والجهد، وتمكين خريجي الثانوية من إنجاز إجراءات التصديق، والالتحاق بالجامعات خارج الدولة بمرونة، ويسر.
