التنافس في تقديم الخدمات، والسعي إلى تطويرها، والارتقاء بها نحو الأفضل من خلال توفير الأحدث، يعود بالنفع والفائدة على أفراد المجتمع، وإذا كان هذا التنافس بين المنشآت الصحية فإن المستفيد في الدرجة الأولى المرضى والمراجعون للمنشآت الصحية الذين سيجدون أحدث التقنيات والكفاءات، ما يسهم في الحد من معاناتهم.
قبل أيام أعلنت مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، التابعة لمبادلة للرعاية الصحية، عن إنشاء مركز متكامل يتكون من 7 طوابق، يوفر جميع خدمات تشخيص وعلاج الأورام السرطانية، استكمالاً للخدمة التي توفرها الأقسام المعنية في المستشفى حالياً، ومع اكتمال إنشاء المركز في 2021 سيتم توفير خدمات العلاج الإشعاعي في المستشفى.
مستشفى توام في مدينة العين التابع لشركة أبوظبي للخدمات الصحية، سارع أيضاً إلى التأكيد على مواصلة أعمال تطوير مركز الأورام والعلاج الإشعاعي في المستشفى لتطوير جودة العلاج، وزيادة الطاقة الاستيعابية للمرضى، بما في ذلك تشغيل جهاز أشعة مقطعية رباعي الأبعاد خلال الشهور المقبلة.
ومركز توام لعلاج الأورام يعتبر مركزاً مرجعياً تم تأسيسه من قبل وزارة الصحة في الثمانينات، ويستقبل الحالات من جميع مناطق الدولة، ويستقبل 1300 مريض سنوياً، ومع اكتمال إنشاء مركز الأورام في كليفلاند كلينك يصبح في إمارة أبوظبي مركزان متطوران لمعالجة الأورام السرطانية، وهذا سيكون له دور كبير في الارتقاء بخدمات علاج السرطان، والحد من أعداد الحالات التي تعالج خارج الدولة.
ودائرة الصحة في أبوظبي تقوم بدور هام في هذا الجانب من خلال الدراسات الدقيقة والواقعية التي تنفذها فيها بشكل مستمر عن الفجوات الاستيعابية، والاحتياجات الملحة من الخدمات الطبية التخصصية، والتوجيه نحو الاستثمار فيها، سواء من قبل القطاعات الحكومية، أو الخاصة، وتجلى ذلك في حرص دائرة الصحة على حضور اللقاء الإعلامي الذي عقد قبل أيام في كليفلاند كلينك أبوظبي، للإعلان عن مركز الأورام الجديد، وبحضور ممثلي القطاع الطبي الخاص، في رسالة واضحة تؤكد التعاون والعمل المشترك بين القطاع الطبي الحكومي والخاص، وصولاً إلى أفضل الخدمات.
هذا النموذج من التعاون البناء يتطلب تعميمه، بحيث تكون هناك مراكز مماثلة في مختلف مناطق الدولة، وهنا يأتي دور وزارة الصحة ووقاية المجتمع في السعي لإنشاء مراكز مماثلة لمركز توام، إلى جانب الخدمات المتوفرة حالياً، للحد من معاناة مرضى الأورام الذين يضطرون للانتقال إلى مركز توام، أو السفر للخارج لتلقي العلاج.
سلام أبوشهاب
عن الكاتب
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
