غالبية المدارس إن لم تكن جميعها تسابق الزمن للاستعداد للعام الدراسي الجديد، الذي يبدأ بدوام الهيئات التدريسية والإدارية بتاريخ 19 أغسطس/ آب المقبل ودوام الطلبة 26 من الشهر ذاته، وبعض هذه المدارس استعدت جيداً منذ أسابيع مضت لجهة توفير اللباس المدرسي والمستلزمات الأخرى والأهم الكوادر التدريسية من خلال التعاقد مع مدرسين في مختلف التخصصات وفقاً للاحتياجات الفعلية.
أحد التحديات التي تواجه الطلبة في نسبة لا باس بها من المدارس الخاصة خلال الأسابيع الأولى من بداية العام الدراسي نقص المعلمين بالذات في التخصصات العلمية مثل الأحياء والكيمياء وغيرها، فمن المفترض أن تكون أعداد الكوادر التدريسية مكتملة خلال الأسبوع الأول من العام الدراسي إن لم يكن من اليوم الأول من بداية دوام الطلبة.
بعض المدارس الخاصة خلال العام الدراسي الماضي ظلت تعاني نقصاً في عدد من المدرسين لمدة وصلت إلى شهر من بداية العام الدراسي، وهذا غير مقبول في ظل الرسوم المرتفعة التي تفرضها هذه المدارس، فمن حق الطلاب وجود الأعداد الكافية من المدرسين بالذات المتخصصين في المواد العلمية من اليوم الأول، وهذه مسؤولية إدارات المدارس التي يجب عليها الالتزام بذلك وإن تحرص على توفير الأعداد الكافية من المدرسين وفقاً لعدد الطلبة والاحتياجات الفعلية.
هذه القضية تفتح الحديث مجدداً عن سياسة بعض المدارس الخاصة في تعاملها مع الهيئة التدريسية لجهة رواتبها المنخفضة التي لا تتناسب مع حجم خبرات وكفاءات بعض الكوادر التدريسية، ما يتطلب إعادة النظر في أوضاع بعض المدرسين من قبل إدارات المدارس الخاصة التي لا تتردد في زيادة الرسوم على الطلبة بشكل متكرر ومستمر إلى جانب رسوم الأنشطة المختلفة والملابس المدرسية والنقل التي تتقاضاها من الطلبة بنسبة مرتفعة تزيد على التكلفة الفعلية لتحقيق مزيد من الأرباح.
القطاعات المشرفة على المدارس الخاصة مطالبة بتطبيق اللوائح المعتمدة على المدارس التي لا تولي اهتماماً بتوفير الأعداد المطلوبة من المدرسين من اليوم الأول لبدء دوام الطلبة، وان لا تسمح بوجود نقص في أعداد المدرسين حرصاً على مصالح الطلاب وأولياء أمورهم الذين يتحملون رسوماً دراسية لا يستهان بها، فمن حق الطالب الذي تصل رسومه الدراسية السنوية 30 ألف درهم سنوياً وأكثر أن لا يعاني نقصاً في أعداد الكوادر التدريسية حتى لو مدرس واحد منذ اليوم الأول من بدء العام الدراسي.
هناك متسع من الوقت أمام المدارس الخاصة لترتيب أوراقها وتوفير احتياجات الطلبة من المدرسين في مختلف التخصصات، وعليها أن تعيد النظر في كوادرها الوظيفية حتى تستقطب أفضل المدرسين.
