الرقابة الغائبة

03:36 صباحا
قراءة دقيقتين
سلام أبوشهاب

54 تشغيلة لمنتجات دوائية، منها 6 وسائل طبية شملت أدوات تستخدم في جراحات القلب، سحبتها دائرة الصحة في أبوظبي خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، أي بمعدل يزيد على 10 منتجات شهرياً، وهذا الرقم ليس بالبسيط، ما يعكس حجم مشكلة المنتجات الدوائية والطبية غير المطابقة للمواصفات، والتي تشكل خطراً على صحة الإنسان.
قياس تأثير المنتجات الطبية والدوائية في صحة الإنسان يحتاج إلى وقت طويل قد يمتد لسنوات، لتحديد ومعرفة هذا التأثير، وأي مضاعفات محتملة، وهذا من اختصاص الشركة المنتجة التي تتحمل المسؤولية كاملة. وهذا ما يفسر أن بعض الشركات تطلب بعد سنوات من تسويق منتج ما، سحبه من الأسواق لتسببه بحدوث مضاعفات، ومثل هذه المضاعفات تظهر مع الاستخدام من قبل أكبر شريحة من المرضى لتباين التأثير باختلاف المرضى.
شركات الأدوية المنتجة ملزمة بتقديم بيانات دقيقة عن تأثير المنتج للحصول على التسجيل، والموافقة على التسويق، وهذا الأمر متعارف عليه لدى القطاعات الصحية العالمية المعنية، ولكن هناك دور هام للرقابة الدوائية التي تتولى فحص المنتج قبل التسويق للتأكد من مطابقته للمواصفات، وعدم احتوائه على أي ملوثات.
هذا الكم الكبير من المنتجات التي تقرر سحبها من الأسواق بعد أن تم استخدامها من قبل المرضى، يطرح تساؤلاً عن دور ومصير مختبر الرقابة الدوائية الذي أنشأته وزارة الصحة في مطلع التسعينات، وكان يقوم بدور هام لجهة فحص المنتجات الدوائية، والتأكد من مطابقتها للمواصفات قبل السماح بتسويقها، واعتقد أن دور مختبر الرقابة الدوائية ضعف، إن لم يتلاشَ حالياً.
عدد كبير من المنتجات الدوائية التي تقرر سحبها من قبل دائرة الصحة، ووزارة الصحة ووقاية المجتمع، يعود إلى احتوائها على ملوثات، منها بكتيريا السالمونيلا، وجسيمات غريبة، وشوائب كيميائية، إضافة إلى مركبات طبية غير معلن عنها، ومثل هذه الملوثات كان يتم اكتشافها بكل سهولة من قبل مختبر الرقابة الدوائية الذي كان يقوم بإجراء فحوص لجميع المنتجات الدوائية الواردة.
وأغلبية المنتجات الدوائية التي تم سحبها من الأسواق جاء قرار سحبها بناء على طلب الشركات المنتجة، في ظل غياب دور الرقابة الدوائية، التي يجب أن يكون لها دور مسبق باكتشاف المنتجات التي تحتوي على بكتيريا السالمونيلا، والشوائب الكيميائية، فمن المسؤول عن تسويق منتجات كان من السهل اكتشافها، ووقفها، قبل تسويقها، ووصولها إلى المرضى؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"