الغرامات والجزاءات الإدارية التي أقرتها دائرة الصحة في أبوظبي على مخالفي المنشآت الصحية وشملت 159 نوعاً من الغرامات، سيكون لها دور فاعل ومهم في الحد من المخالفات في هذا القطاع الحيوي والمهم، ما يسهم في الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة في المنشآت الصحية الحكومية والخاصة.
الكم الهائل من الغرامات والتي غطت القطاع الصحي بجميع تفاصيله تحتاج إلى كوادر وفرق متخصصة للمتابعة ورصد المخالفات والتحقق منها، وفي الوقت ذاته لا بد من تعاون الجمهور من المرضى والمترددين على المنشآت الصحية، ومن الكادر الصحي مع دائرة الصحة وصولاً إلى النتائج المرجوة.
القراءات الدقيقة لطبيعة ونوعية الغرامات على المخالفات تثير أكثر من تساءل، حول آلية تحصيل المخالفة، فعلى سبيل المثال غرامة التغيب عن موعد امتحان مزاولة المهنة للحصول على ترخيص المزاولة دون إبلاغ قسم الامتحانات، قبل موعد الامتحان بمدة 5 أيام عمل 3 آلاف درهم في المرة الأولى تتضاعف إلى 6 آلاف درهم في المرة الثانية.
الطبيب الذي يتقدم لامتحان المزاولة، ولم يتقدم للامتحان هو الخاسر في الدرجة الأولى لأنه لن يستطيع مزاولة المهنة دون الحصول على ترخيص المزاولة والذي يتطلب اجتياز الامتحان المقرر، فلماذا إذاً غرامة عدم حضور الامتحان، طالما أن هناك رسوماً تحصل عند تقديم طلب التقدم لامتحان المزاولة، وكيف ستحصل الغرامة من الطبيب أو الفني الذي يغادر الدولة قبل موعد الامتحان.
دائرة الصحة حرصت على اعتماد غرامات لأنواع من المخالفات التي يجب التصدي لها بكل حزم والتي تشكك في مصداقية الأطباء، ومنها غرامة انتقاد الطبيب الذي أصدر الوصفة الطبية أمام الغير 4500 درهم في المرة الأولى تتضاعف إلى 9 آلاف درهم في المرة الثانية، فكيف سيتم ضبط هذا النوع من المخالفات؟ وماذا بشأن تشكيك الأطباء ببعضهم البعض أمام المرضى، بانتقاد أسلوب وطريقة علاج بعض الأطباء.
ضبط الإعلام والإعلان الصحي جيد ويهدف إلى منع استغلال المرضى والحرص على تقديم معلومة صحية، وجيد أن تكون غرامة مخالفة نشر إعلام مرئي أو مسموع دون تصريح 20 ألف درهم في المرة الأولى تتضاعف إلى 40 ألفاً في المرة الثانية، فكيف ستضبط الدائرة محطات التلفزة التي تنشر إعلانات صحية من خارج الدولة ويشاهدها مئات الآلاف من المشاهدين داخل الدولة، فلماذا يمنع على الإعلام المحلي دون تصريح، ولا يشترط ذلك على المطبوع الذي يرد من الخارج.
سلام ابوشهاب
عن الكاتب
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
