جراحات اليوم الواحد

05:56 صباحا
قراءة دقيقتين
سلام أبوشهاب

الحديث عن الأخطاء الطبية لا ينتهي ولن يتوقف، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال القضاء تماماً على الأخطاء الطبية حتى في أفضل المراكز الطبية العالمية، فأفضل الأطباء وأكثرهم خبرة وشهرة يرتكبون الأخطاء والتي قد يكون تأثيرها شديداً في المريض لدرجة فقدان حياته.
هناك نسبة للأخطاء الطبية متعارف عليها عند منظمة الصحة العالمية والهيئات الصحية العالمية، ولكن يجب التفريق بين الخطأ الطبي الذي يتحمل مسؤوليته الطبيب أو أعضاء الكادر الطبي أو مجموعة من أعضاء الكادر الطبي تبعاً لنوع وطبيعة الخطأ الطبي، والمضاعفات الطبية التي قد تحدث لمريض دون مريض آخر، مع الأخذ في الاعتبار أن أي إجراء تشخيصي أو علاجي له نسبة محددة من المضاعفات الطبية.
ما حدث مع المريضة المواطنة من خطأ طبي الشهر الماضي أثناء عملية جراحية بسيطة، وتسببه في تلف دماغها ودخولها في حالة غيبوبة يطرح أكثر من سؤال حول واقع مراكز جراحات اليوم الواحد التي تسعى أغلبيتها إلى الربح المادي في الدرجة الأولى، ولكن المطلوب من القطاعات الصحية المشرفة على المنشآت الصحية إعادة النظر في متطلبات وإجراءات ترخيص مراكز جراحات اليوم الواحد.
أغلبية مراكز جراحات اليوم الواحد لا تتوفر فيها وحدات للعناية المركزة، وإنما يتوفر فيها وحدات بسيطة للإفاقة، وبالتالي أي حالة مرضية تخضع لعملية جراحية في هذه المراكز ويحدث لها مضاعفات أو تتعرض لخطأ طبي وتحتاج لعناية مركزة لأكثر من يوم، يجب نقلها إلى مستشفى آخر، وعملية النقل خلال هذه المرحلة قد تزيد من حجم المشكلة، ومن هنا يجب أن تكون المنشأة التي تجرى فيها العمليات الجراحية مجهزة لأسوأ الاحتمالات.
طالما أن المريض لا يسمح له المبيت في مراكز جراحات اليوم الواحد، يجب إعادة النظر في قائمة العمليات الجراحية التي تجري في هذه المراكز، إما أن تكون مجهزة بوحدة متكاملة للعناية المركزة وهذا مستحيل، أو تكون مراكز جراحات اليوم الواحد داخل المستشفيات.
هيئة الصحة في دبي أعلنت بكل شفافية نسب الأخطاء الطبية، وإجمالي الأخطاء التي تم تسجيلها، والشكاوى التي تم تسلمها من المرضى والمراجعين، وأرقام السياحة الطبية والعلاجية، والتي وصلت إلى 300 ألف سائح طبي، وهي تدعو للفخر والاعتزاز بعد أن كان المرضى يسافرون للعلاج في الخارج، ونأمل أن تحذو حذوها دائرة الصحة في أبوظبي ووزارة الصحة بالإعلان بكل شفافية عن أرقام ونسب الأخطاء الطبية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"