تفاصيل دقيقة قلة من ينتبه لها في موضوع التأمين الصحي وتحديداً تعاقدات شركات التأمين المتخصصة والعاملة في مجال التأمين الصحي مع الشركات المختلفة للتأمين على العاملين فيها، وذلك بإصدار أو تجديد وثائق التأمين الصحي، بهدف تحقيق أعلى نسبة من الأرباح والعوائد المالية.
إحدى النقاط المهمة، تاريخ تفعيل وثائق التأمين الصحي، فغالبية شركات التأمين الصحي تتلاعب في هذا الجانب وتماطل لكسب مزيد من الأيام، من أجل تحقيق وفورات مالية، من وراء الذكاء التأميني والتحايل على الأفراد، ومع الأعداد الكبيرة من الأشخاص الذين يتم التأمين عليهم تكون النتيجة جمع ملايين الدراهم.
في الغالب تطلب جهة ما من شركة تأمين عرض أسعار للتأمين على موظفيها، وبدورها شركة التأمين تقدم عرض أسعار، وبعد أيام قد تمتد لأسبوع وأحياناً أسبوعين، وفي حال الموافقة على عرض الأسعار، تسدد الجهة المعنية المبلغ المطلوب لشركة التأمين لإصدار أو تجديد وثائق التأمين الصحي لموظفيها.
ما يحدث أن شركة التأمين، بعد أيام من تسديد أو استلام المبلغ المطلوب تقوم بتفعيل وثائق التأمين الصحي من تاريخ تقديم عرض الأسعار، فالأيام الفاصلة بين تاريخ تقديم عرض الأسعار وبدء تفعيل وثيقة التأمين الصحي ضائعة للشخص صاحب الوثيقة ولا يمكنه الاستفادة من خدمات الوثيقة خلال هذه الفترة على الرغم من تسديد المبالغ المستحقة عن هذه الأيام الضائعة.
وبحسبة بسيطة.. إذا كانت قيمة وثيقة التأمين الصحي 5500 درهم سنوياً، فإن المبلغ المستحق يومياً هو في حدود 15 درهماً. وإذا كان عدد الأيام الفاصلة بين عرض الأسعار وتاريخ تفعيل الوثيقة أسبوعين، أي 14 يوماً، فإن إجمالي المبلغ الذي تحصلت عليه شركة التأمين دون وجه حق من شخص واحد هو 210 دراهم. وإذا كان إجمالي الأشخاص في شركة واحدة 500 شخص فإن إجمالي المبلغ يصبح 105 آلاف درهم، وإذا كان إجمالي المؤمنين لدى شركة التأمين 100 ألف شخص، فإن إجمالي المبالغ التي تتحصل عليها من هذه الأيام البسيطة يصل إلى 21 مليون درهم سنوياً.
هذه واحدة من القضايا الهامة التي يجب التنبه لها جيداً في التعامل مع شركات التأمين الصحي، والتأكد من تاريخ إصدار الوثيقة بحيث يكون بذات تاريخ تفعيلها وليس تاريخ تقديم عرض الأسعار، وعلى الجهة المسؤولة عن شركات التأمين الصحي، إلزام شركات التأمين بهذا الأمر.
سلام أبو شهاب
عن الكاتب
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
