رب ضارة نافعة

03:24 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

أفرزت جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، خسائر فادحة طالت المجالات والقطاعات كافة في مختلف دول العالم، وكانت سبباً في إرباك الصفوف بين الحكومات وفي المجتمعات. ولكن لماذا لا نتذكر المقولة «رب ضارة نافعة»؟
تداعيات الفيروس التاجي أسقطت أنظمة، ونهضت بأخرى، وهذا يعني أن هناك حراكاً فاعلاً يأخذنا نحو منظومة عالمية جديدة، على مستوى الصعد كافة وفي مختلف المجالات والتخصصات، ويعد هذا في حد ذاته انطلاقة جديدة نحو عصر أكثر استقراراً وإيجابية للبشرية.
فعلى الرغم من التداعيات القاسية للفيروس، وحالة الشلل التي أصابت المجالات بأنواعها، إلا أن هناك قطاعات قبلت التحدي، وخضعت للاختبار، ونجحت بامتياز، ولعل قطاع التعليم في الإمارات واحد من تلك القطاعات التي تمكنت من التطوير وتحقيق قفزة استثنائية في ظل أزمة «كوفيد-19».
والجانب الذي يدعو للتفاؤل، أن أزمة «كوفيد-19»، أفرزت نوعاً جديداً من التعليم الذي يمكن الأجيال من العلوم والمعارف في أي وقت وكل مكان، مهما كانت التداعيات، وارتقى بالمستويات المهنية، ومهارات التدريس لدى المعلمين، وخلق مفاهيم جديدة للحصول على العلم، وجميعها منافع جاءت من رحم الأضرار.
وما حققه التعليم من تطوير في المسارات، والتحول إلى منظومة للتعلم الافتراضي، يجعلنا نتخيل ملامح وشكل التعليم بعد «رحيل كورونا»، وهنا علينا أن نقف لتقييم التجربة، بمختلف تفاصيلها ومخرجاتها في جميع المراحل، وهذا بالفعل ما يقوم عليه صناع القرار في الوقت الراهن.
ولكن هل سيكون «التعلم عن بعد»، هو التعليم في المستقبل القريب؟ قبل الإجابة، علينا أن ننظر للنجاحات التي حققها في المجتمعات، خلال تلك الأزمة، لاسيما المجتمع الإماراتي، لنرى أنه يلوح للمستقبل بقوة، معلناً عن تغيرات جذرية في وجهة منظومة العلم في الغد القريب.
ولمَ لا؟ فقد استطاع التعلم عن بعد أن يأخذ المجتمع التعليمي بمختلف فئاته وعناصره، إلى خارج أسوار المدارس والجامعات، والطلبة خارج الغرف الصفية المعتادة، مدعومين بأجهزة مختلفة، مستمعين لمعلمين من اختيارهم، مكتسبين مهارات متنوعة تعززها قدرات متقدمة تحاكي المستقبل.
الاتجاهات العالمية تأخذنا إلى التعليم الافتراضي لبناء الأجيال في الغد القريب، نظراً لمواكبته مخرجات الثوره الصناعية الرابعة وما يليها من ثورات تقنية، ويحاكي المتغيرات المتسارعة، وسوق العمل المستقبلي، فالإمارات التحقت بركب العالمية، ولا نعتقد أنها ستتراجع في أن يكون تعليمها ضمن العشرة الاوائل عالمياً.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"