الدور الإشرافي والرقابي الذي تقوم به دائرة الصحة في أبوظبي، على المنشآت الصحية الحكومية والخاصة، يسهم بشكل كبير في الالتزام بالقوانين المنظمة لعمل هذه المنشآت، وتقديم خدمات صحية ذات مستوى متطور، يعود بالنفع والفائدة على المرضى والمراجعين.
ما حدث مؤخراً باتخاذ الدائرة قراراً بإغلاق مستشفى خاص، يطرح أكثر من تساؤل يبحث عن إجابات حقيقية؛ لأن إغلاق مستشفى خاص، موضوع مهم، يعكس وجود مشكلة كبيرة دفعت إلى اتخاذه على وجه السرعة، للحفاظ على سلامة المرضى والمراجعين.
دائرة الصحة أشارت في قرارها إغلاق المستشفى، إلى أن سبب الإغلاق مخالفات عدّة، دون ذكر هذه المخالفات، والمفترض أن تذكر بالتفصيل نوعية المخالفات وطبيعتها. في المقابل سارعت إدارة المستشفى إلى الإشارة على مواقعها، عبر وسائل التواصل، إلى أن سبب الإغلاق هو لإجراء الصيانة، فهل قرار الإغلاق كان للصيانة أم لسبب ارتكاب مخالفات؟
الإغلاق استمر أقل من 72 ساعة، بعدها صدر قرار بإعادة فتح المستشفى بعد أن صوب أوضاعه، إذا كانت بالفعل إدارة المستشفى قادرة على تصويب المخالفات التي رصدت بحقه خلال أقل من 72 ساعة، لماذا قرار الإغلاق الذي ترتب عليه نقل 18 مريضاً كانوا منومين في المستشفى، إلى مستشفيات حكومية؟
كان المفترض أن تصدر تفاصيل واضحة ودقيقة من دائرة الصحة، وإدارة المستشفى، فور صدور قرار الإغلاق، بحيث تتضمن الأسباب الحقيقية لقرار الإغلاق، وآليات التعامل مع المرضى والمواعيد، بما فيها العمليات الجراحية التي كانت محجوزة مسبقاً.. إلى غير ذلك من التفاصيل التي تهم المرضى والمراجعين.
عدم وضوح الرؤية دفع عدداً من الكوادر الطبية إلى تداول قائمة بالمخالفات التي تقف وراء إغلاق المستشفى، عبر وسائل التواصل، وبالتأكيد هذه القائمة غير صحيحة، منها إعادة تعقيم خيوط العمليات وهي من الأدوات ذات الاستخدام الواحد، فكيف تعقّم خيوط العمليات ما دامت تذهب مع المريض الخاضع لعملية جراحية، وبعد أسابيع قليلة تذوب في جسم المريض.
حقيقة، جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية (سابقاً)، والآن هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، تتبع نظاماً يعد نموذجاً في التعامل مع المنشآت الغذائية المخالفة، لاسيما عند اتخاذ قرار بإغلاق منشأة، يتمثل في الإعلان عن اسمها والأسباب الرئيسية التي تقف وراء قرار الإغلاق، والإجراءات المتسلسلة التي اتخذت بحقها قبل إغلاقها، حتى يكون الجمهور على علم بأدق التفاصيل.
ليت هذا النظام يعمم وتطبقه جميع الدوائر.
سلام أبوشهاب
عن الكاتب
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
