مستقبلنا «الذكي»

04:43 صباحا
قراءة دقيقتين
جمال الدويري

التيقظ لما يحدث في العالم من تطور تقني وعلمي، تحت مظلة الثورة الصناعية الرابعة، ومستقبل الذكاء الاصطناعي، وما سيتركه من آثار في البشرية، كان للإمارات نصيب كبير فيه، عبر تبنيها انطلاقة هذه الثورة ورعايتها، ومناقشة جميع ما يحيط بها من إيجابيات وسلبيات.
في سبتمبر 2017، أطلقت حكومة الإمارات استراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة، ضمن أعمال الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات، لتعزيز مكانة الدولة مركزاً عالمياً لهذه الثورة، والإسهام في تحقيق اقتصاد وطني تنافسي قائم على المعرفة والابتكار والتكنولوجيا المستقبلية، التي تدمج التقنيات المادية والرقمية والحيوية.
هذه الفكرة التي أصبحت وستصبح أكثر وأكثر، حقيقة ساطعة تجسد استراتيجية الإمارات وتوجهاتها، لتصبح أنموذجاً عالمياً رائداً في المواجهة الاستباقية لتحديات المستقبل، وتطويع التقنيات والأدوات التي توفرها الثورة الصناعية الرابعة، لخدمة المجتمع وتحقيق السعادة والرفاه لأفراده.
هذه الاهتمامات التي أطلقتها دولة الإمارات في موضوع الثورة الصناعية، وبدأتها عملياً بإطلاق أول وزارة في العالم للذكاء الاصطناعي في أكتوبر 2017، تعكس، بكل تأكيد، الوعي والرؤية لدى حكومة الإمارات في حجز مقعدها بين الكبار في هذا المجال، فهي إلى جانب ذلك تضع قدمها باقتدار في الفضاء بتصنيعها للأقمار الاصطناعية بأياد إماراتية، وإرسال أول رائد فضاء، ومن بعدها مسبار الأمل الذي سيبدأ رحلته العام المقبل، لتنتهي في العيد الخمسين للإمارات.
كل هذا الوعي، يترجم يوماً بعد يوم، عبر ما نلحظه في حياة دولة الإمارات، وكيف ستبدأ حياة «الذكاء» من مركبات تسير في الطرقات بلا سائقين، وليس انتهاء بالروبوتات التي تقوم بكامل أعمال الإنسان بلا أخطاء وبأقل كلف، وانتهاء بمجمع أكاديمي يطوّق ذلك كله، ويرفده بالعلوم والأجيال القادرة على إدارة منظومة الحياة، وسط هذا الكم التكنولوجي، ممثلاً بجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي،
أول جامعة في العالم للدراسات العليا المتخصصة ببحوث الذكاء الاصطناعي، وأعلنت أمس عن استقبالها طلبات ل3200 طالب في غضون أسبوع واحد فقط، من إطلاقها في 16 أكتوبر الجاري.
المفاجأة، كذلك، أن أبناء الإمارات بدأوا يقبلون على هذا المجال بحيوية، فهم شغوفون به، وهذا أمر في غاية الإيجابية؛ إذ كانت أعلى نسبة من الطلبة المسجلين من دولة الإمارات، والمملكة العربية السعودية، والجزائر، ومصر، والهند، والصين.
الذكاء الاصطناعي، سيغزو كل مجالات الحياة، وسيقودنا إلى حياة قريبة جداً لما كنا نشاهده من أفلام الخيال العلمي، والنجاح في الاستعداد لا يكون باستخدام التقنيات، أو استيرادها، بل باحتضانها والتشريع لها، وتعليم الأجيال كيفية التعامل معها. لأن الروبوتات، مهما بلغت درجة «ذكائها»، وعلو إتقانها، لا يمكنها الاستغناء عن الإنسان الذي سيصونها، ويبرمجها، و«يحدثها»، ويشرف عليها.
أجيالنا مستعدة وقادرة.. والمستقبل الذكي ينتظرنا.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"