الرسوم المدرسية

التراكمات المالية التي تتضاعف على بعض أولياء الأمور، لمصلحة مدارس خاصة يدرس فيها أطفالهم، بالتأكيد ليست ناشئة عن تقاعسهم في تسديد المتأخرات، على الأغلب، ولكن سببها قد يكون عسر ولي الأمر، أو مروره بضائقة منعته من تسديد ما عليه من التزامات.

مصروفات الأولاد في المدارس، بالتأكيد من أولى أولويات أي ولي أمر، وهي كذلك أول ما يحرص على أن يفي بها حتى قبل أكله وشربه، ولكن تقلبات الحياة، والعمل، وفقدان بعضهم لوظائفهم، قد يتسبب في عدم قدرتهم على التسديد وفق المواعيد المحددة.

المدارس الخاصة، التي يجب أن تحرص بالتأكيد على تحصيل الطلبة العلمي، وقبل كل شيء، هي مطالبة بأن تكون إداراتها المالية متفهمة لبعض أوضاع هؤلاء، لأن إبقاء المسألة رهينة قرار محاسب، أو برامج ذكاء اصطناعي، يخاطب أولياء الأمور بلا أي رحمة أو تفهم، تزيد الأعباء النفسية التي تقع على عاتقهم، فهم لو كان لديهم ما يفي التزاماتهم، فلن يتقاعسوا عن تسديد ما يتصل بأبنائهم في المقام الأول.

بعض المدارس الخاصة، تبالغ كثيراً في مطاردات الأهالي بالرسوم، وكأن ولي الأمر قد يهرب بأولاده، من دون أن يسدد ما عليه من التزامات، وهذا الأمر مستحيل الحدوث، فهو مجبر بالتأكيد على التواصل مع المدرسة، والتعامل معها، سواء لجهة ترفيع أولاده إلى الصف التالي، أو سحب ملفاتهم، إذا كان ينوي تبديل المدرسة.

أما المسألة الأخرى المرتبطة بقضية الرسوم المدرسية، فهي لجوء كثير من المدارس إلى زيادتها، كلما سنحت لها الفرصة، وإن كان الأمر يتطلب موافقة الجهات المعنية في كل إمارة، فإنها تشكل عبئاً جديداً يضاف إلى أعباء الأهالي، وخاصة المعسرين منهم، وترى الجهات المعنية أن موافقتها على زيادة الرسوم تتبع عدة عوامل، كجودة التعليم، وفقاً لتقييم جهاز الرقابة المدرسية، والمحافظة على التقييم نفسه لآخر دورة كاملة من الرقابة، وفي حال سجلت المدرسة تراجعاً في تقييمها، فلا يحق لها طلب تعديل رسومها للعام الدراسي المقبل.

وفي حال سمح للمدارس بزيادة رسومها أو الإبقاء عليها من دون تغيير، فإن مبالغات بعض المدارس الخاصة في الرسوم وكلف الأنشطة المدرسية، تثقل كواهل الأهالي، وتجعل بعضهم غير قادرين على الإيفاء بها أو ببعضها؛ والمطلوب، إبداء شيء من تفهم إدارات هذه المدارس لأحوالهم، كجدولة المتراكمات، أو إيجاد أي صيغة توافقية، وإمهال الأهالي لحين ميسرة، وليس معاقبتهم، بأبنائهم، سواء بمنع تسليمهم الشهادات، أو تسجيلهم في الفصول التالية.
[email protected]