عادي
مطالبات في لبنان بتحقيق جدي وعدم تجهيل الفاعل في “الأحد الدامي”

بيانات غضب تؤاخذ قيادة الجيش وسليمان يلتقي بري وتشييع للضحايا

17:25 مساء
قراءة 14 دقيقة

.استعادت أمس بيروت التي لم تفق بعد من هول صدمة الأحداث الدامية التي جرت الأحد هدوءها الحذر، بعد أن كانت رئاسة الحكومة أعلنت أمس يوم حداد وطني، وأعاد الجيش اللبناني فتح طرقات كانت أقفلت حتى ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية بعد التحركات الاحتجاجية على انقطاع الكهرباء. وشيع اللبنانيون ضحايا الأحداث الأليمة التي أعقبت تظاهرات أول أمس، وانشغلت الساحة السياسية اللبنانية، بطرفيها في الموالاة والمعارضة، بلملمة تداعيات الأحد الدامي، والمخاطر والاهتزازات التي أحدثها على الصعيدين الأمني والسياسي.وكان لافتاً البيان الحاد الذي أصدره حزب الله تجاه السلطة السياسية، وفي شق منه تجاه قيادة الجيش التي طالبها بإجراء تحقيق فوري وجدي لكشف ملابسات ما حصل، ومن أصدر الأوامر بإطلاق الرصاص على المتظاهرين، في وقت نقل الإعلام المرئي التابع للحزب عن متظاهرين اتهام جهات سياسية داخل فريق الأكثرية، لها تاريخ ميليشياوي، بقنص المتظاهرين، وأظهر صوراً تم التقاطها لقناصة من على أسطح بنايات عالية في منطقة عين الرمانة المتاخمة للشياح.وكان بارزاً أمس مسارعة قيادة الجيش اللبناني إلى ردم الهوة بينها وبين الطرفين الأساسيين في المعارضة، وزار أمس قائد الجيش العماد ميشال سليمان، يرافقه مدير المخابرات في الجيش العميد جورج خوري، رئيس مجلس النواب نبيه بري، لشرح ملابسات المجزرة التي حصلت. وصدر بيان باسم حركة أمل في أثناء انعقاد اللقاء المطول بين رئيسها بري وسليمان، صيغ بلهجة شديدة، دعا الجيش إلى عدم تجهيل الفاعل. وقالت مصادر متابعة للقاء المطول بين بري وقائد الجيش ومدير المخابرات إنه تم الاتفاق على إجراء تحقيق جدي وفعال وشفاف وسريع لمعرفة ملابسات ما حدث، وتم الاتفاق على تأليف لجنة للتحقيق في الأمر، وأكدت مصادر متابعة أنه تم فعلاً، داخل المؤسسة العسكرية، إجراء تحقيق جدي مع الضباط والعسكريين الذين كلفوا ضبط الأمن في أحداث الأحد الدامي. وكشفت مصادر مطلعة، قريبة من برّي، لالخليج أن قيادة الجيش أحاطته علماً أن الجيش استطاع القبض على عناصر قنّاصة يجري التحقيق السريع والدقيق معها.وفيما نفت مصادر متابعة أن يكون لمنطقة عين الرمانة أو المحازبين فيها أي علاقة بأحداث العنف الليلة قبل الماضية وبالتالي بأية عمليات قنص، كان لافتاً إعلان قائد القوات اللبنانية سمير جعجع عدم قلقه من انفلات الوضع الأمني في جميع الاتجاهات، واعتباره أن المعلومات القليلة التي في حوزته تدل على ارتباط بعض محركي التظاهرات بأجهزة مخابرات غير لبنانية، على حد قوله. وأعرب عن عدم قلقه من أن يفلت الوضع في اتجاه من الاتجاهات، لكنه قال إن الجيش لا يستطيع البقاء مكتوف الأيدي وإلا فإن الوضع سيتدهور.وحذر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة من خطورة ما يدبّر للبنان، وشدد على ضرورة العمل على إعادة الأمور إلى طبيعتها، وفي الوقت ذاته التنبه لما يدبر للبنان في هذه المرحلة، والابتعاد عن التشنج والتوتر، لأن هذا يخدم أهداف المخططين للخراب والفتنة. وشدد على أهمية إيلاء الثقة الكاملة لمؤسسة الجيش وقيادته والقوى الأمنية ودورها، وأبدى حزنه وأسفه وتعازيه لسقوط الشهداء من شبان في ريعان الشباب. وناشد الجميع عدم تعريض الجيش والمؤسسات الأمنية للضغوط السياسية في هذه المرحلة، لكي تستطيع المؤسسات القيام بدورها براحة وفاعلية.وقال رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري إن حوادث الضاحية الجنوبية تكشف مجددا عن عدم جدوى الاستخدام العشوائي للشارع، وزجّ المواطنين اللبنانيين في أتون تحركات لا يمكن ان تؤدي إلى غير المزيد من تأجيج النفوس، وإلى مواجهات يشعر اللبنانيون جميعا بمدى فداحتها في هذا اليوم، وقال لا أرى أن أحدا من اللبنانيين لا يشعر بالمرارة والحزن في هذا اليوم، إزاء المأساة التي حلت بأهلهم ومناطقهم، وكذلك إزاء المواجهة غير المحسوبة مع الجيش اللبناني، وما يترتب عليها من مضاعفات.وفي بيان شديد اللهجة، صدر فجر أمس، ما يوحي توقيته بغضب حزب الله الشديد تجاه ما أسماها الجريمة الكبرى بحق المتظاهرين، وقال الحزب إن ما حدث جريمة كبرى ارتكبت ضد مطالبين بحقوقهم المعيشية، على وقع تهديدات السلطة ووعيدها للمطالبين بلقمة العيش، وهي لم تتوانَ عن اتهام الناس بالمسؤولية عن فقرهم وعوزهم وانقطاع الكهرباء عنهم، والتحريض عليه لتوريط الجيش في مواجهة مع الفئات الشعبية الكادحة ليتسنى لها تحقيق مآرب سياسية وأمنية، وعمدت بعد ارتكاب الجريمة إلى بث أحقادها والرقص على الدماء، إمعاناً في الاستهانة بالوطن والمواطنين، وحمل ما أسماها سلطة الأمر الواقع الحاكمة وأركانها المسؤولية عن كل قطرة دم سفكت.ودعا حزب الله في بيانه قيادة الجيش للإعلان الواضح والصريح للبنانيين ولأهالي الشهداء المظلومين والجرحى عن الجهة المجرمة التي قتلت مواطنين أبرياء، وتساءل: هل الذين سقطوا شهداء وجرحى سقطوا برصاص الجيش، وبالتالي من أصدر الأمر للجنود بإطلاق النار ومن يتحمل مسؤولية ارتكاب هذه الجريمة المروعة، ولحساب من؟ أم أن هناك جهة أخرى، فما هي؟ واعتبر أن تجهيل المجرم أو التغطية على الجريمة إمعان في استباحة الدماء البريئة، وتهديد الاستقرار والسلم الأهلي في البلاد، وسنتابع هذا الأمر حتى كشف هوية القتلة والجهات التي تقف وراءهم، لأن هذه الدماء التي سفكت لها أهلها وحرماتها ولا يمكن السكوت عن هذا التعاطي الإجرامي مع الناس، وأضاف أننا بانتظار نتائج التحقيق التي سنتابعها بشكل حثيث ويومي ليُبنى على الشيء مقتضاه.وجدد بيان حركة أمل المطالبة بفتح تحقيق جدي وفوري لتحديد المسؤوليات في عملية إطلاق النار على المواطنين اللبنانيين وإصاباتهم المباشرة، ما أدى إلى وقوع هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى. وتوجهت الحركة إلى قيادة الجيش لتحمل مسؤولياتها في الكشف السريع عمَّن قام بهذا العمل غير المبرر، إن كان من داخل القوى العسكرية أو من خارجها، خصوصا مع وجود أسئلة كثيرة عن دخول أطراف أخرى على خط تصعيد الموقف من خلال شخصيات ومحطات تلفزيونية متخصصة بالتحريض والاستغلال السياسي، وأيضا مشاركة جهات معروفة في إطلاق النار، ما يحمل الجيش والأجهزة المعنية مسؤولية إضافية في تحديد هذه الجهات وإدانتها.وجددت قوى الأكثرية اتهامها للتحركات الاحتجاجية بالتسييس، واتهمت المعارضة وحزب الله وسوريا بالوقوف وراء هذه الاحتجاجات، من أجل ما أسماه الوزير ميشال فرعون، المحسوب على تيار المستقبل، زعزعة الاستقرار وتفكيك الدولة، وجدد اتهام المعارضة بأنها أداة لسوريا، تعمل على زرع الفوضى في لبنان، وحذر من أن اللجوء إلى الشارع سيف ذو حدين من شأنه أن يعرض الأمن والاستقرار والسلم الأهلي، وأن يحقق لأعداء لبنان أهدافهم المعروفة بالانقلاب على المؤسسات وإغراق البلاد في الفوضى، كما يشكل تطاولا على المؤسسة العسكرية في محاولة خبيثة لشرذمة قدراتها وشلها.وأسف البطريرك الماروني نصر الله صفير لسقوط الضحايا، واعتبر، أمام تجمع محامي قوى 14 آذار أن المشكلات لا تحل في الشارع وإنما داخل المؤسسات. وطالب رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون الجهات الأمنية بإجراء تحقيقات فورية وحاسمة لكشف الوقائع كافة، خصوصا لجهة هويات مطلقي النار، وانتماءاتهم والقبض عليهم وتحديد المسؤوليات حيال من حرضهم، وبالتالي قطع الطريق على محاولات الاستغلال السياسي الرخيص ووأد الفتنة التي بدأت تدور بقرونها نتيجة سعي بعضهم لذلك.ودعا رئيس الحكومة الأسبق الدكتور سليم الحص إلى تحديد المسؤوليات عن تحديد ما أسماها الجرائم المتلاحقة، وملاحقة الجناة، وحذر من مخطط لجر لبنان إلى الفتنة، ومن أن لبنان على كف عفريت، والاستقرار في مهب الريح، ما دامت الأزمة السياسية محتدمة ومستعصية على الحل.وقال رئيس الحكومة الأسبق عمر كرامي إن إطلاق الرصاص على الناس بهذا الشكل ووقوع هذا العدد من الضحايا البريئة لا يمكن أن يمر بكل بساطة من دون تحقيق جدي وإظهار الفاعلين ومعاقبتهم، وإذا لم يتم ذلك، فالنتيجة ستكون بالفعل مؤسفة، لأن الأمور ستتمادى أكثر، ولذلك نحذر ونطلب من الجيش، وخصوصا من المخابرات إجراء تحقيق جدي وكشف الجناة، ونطلب من القضاء وضع يده ووضع أكبر عقوبات ممكنة على المجرمين. أسماء قتلى ومصابين بيروت الخليج: أدت أحداث أول أمس في الضاحية الجنوبية لبيروت الى سقوط ستة قتلى وأكثر من 50 جريحاً، وعُرف من القتلى: أحمد حمزة، يوسف مصطفى شقير، محمود منصور، محمود علي حايك (من بلدة عدلون)، علي العجوز، مصطفى أمهز، وهم مصابون في الرأس والصدر، ونقلوا إلى مستشفيي بهمن والساحل في حارة حريك.وعرف من الجرحى في مستشفى بهمن: حسين كمال الدين، مصاب في الصدر، ومحمد المقداد وعلي امهز، وخالد كساسيرة، وحسين بزي، مصابون في أقدامهم. ونقل إلى مستشفى الساحل ستّة جرحى هم: علي حوري وإصابته طفيفة، وجهاد منذر وإصابته خطيرة في القدم، وعامر طبيخ وإصابته متوسّطة، ومحمود رسلان، وديب شعلان، وحسين بزّي الذي نقل لاحقاً إلى مستشفى بيروت الحكومي، وإصابته خطيرة في القدم.وكان قد أصيب سبعة أشخاص إصابة أحدهم خطيرة، جراء إلقاء قنبلة يدوية في شارع المطاحن بين الشياح وعين الرمانة، ونقلوا إلى مستشفى جبل لبنان للمعالجة، وعرف منهم: ايلي خشان، ماريو توما، الياس نخلة، جوزف مطر وجلبير حبيب.وقتل محمود عبد الأمير منصور، وهو من مواليد حداثا (1984) اثر تعرضه لإطلاق نار في أثناء قيامه بواجبه ضمن لجان الانضباط في مار مخايل، وهو عازب.ونعت الهيئة الصحية الإسلامية جهاز الدفاع المدني المسعف مصطفى علي أمهز، وهو من مواليد الهرمل (1974) انضم الى الدفاع المدني في ،1989 وقضى إثر تعرضه لإطلاق نار في أثناء قيامه بواجبه في إسعاف الجرحى في مار مخايل. وهو متأهل وله ولدان. العراق قلق على لبنان أعرب نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي أمس عن قلقه إزاء تطورات الأحداث في لبنان، لاسيما بعد أحداث الشغب التي وقعت أول أمس عند مدخل ضاحية بيروت الجنوبية وسقط خلالها عدد من القتلى.جاء ذلك في اتصالين هاتفيين أجراهما مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ورئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري، بحسب ما جاء في بيان صادر عن الرئاسة العراقية.وقال البيان ان نائب الرئيس العراقي اطمأن في اتصاله الهاتفي مع بري على الوضع في لبنان بعد تطورات الأحداث التي شهدها مؤخراً، وأكد رغبة بلاده الصادقة في تكاتف الجهود لإنهاء الأزمة. (يو.بي.آي) موسى: للعرب خيار آخر بعد 11 فبراير إذا لم ينتخب اللبنانيون رئيساً القاهرة، بيروت الخليج ووكالات:حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عقب اجتماع وزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة في القاهرة من أن العرب سيكون لهم موقف آخر إذا لم يتم انتخاب قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان رئيسا في 11 فبراير/ شباط المقبل، وذلك بحسب البيان الذي صدر عن الاجتماع. وأفيد بأن موسى قد لا يعود إلى بيروت لاستئناف مهمته في حل الأزمة السياسية اللبنانية من دون ضمانات بعقد جلسة لمجلس النواب اللبناني لانتخاب الرئيس في الموعد المقرر، وقد اتفق مع رئيس المجلس نبيه بري في اتصال هاتفي على متابعة التحرك على خط تطبيق المبادرة العربية، وقد انتقد رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق الدكتور سليم الحص بيان الاجتماع الوزاري العربي الذي لم يتمكن من حل عقدة الحصص الوزارية في حكومة الوحدة الوطنية اللبنانية، وقال إنه بمثابة إعلان عجز عن اتخاذ قرار حاسم وواضح لإنقاذ لبنان. وفي ختام اجتماعات وزراء الخارجية العرب أول أمس في القاهرة، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في مؤتمر صحافي إنه تم الاتفاق على عدم إثارة صعوبات أمام انتخاب العماد ميشال سليمان في جلسة مجلس النواب المقبلة في 11 فبراير/ شباط، وحذر موسى من أنه إذا لم يتم انتخاب سليمان خلال هذه الجلسة، وحدثت مماطلة فسيكون هناك حديث عربي آخر، ولم يوضح طبيعة الإجراءات التي قد تتخذها الدول العربية. وأفاد بأن الوزراء العرب حددوا سقفا زمنيا للفرقاء اللبنانيين لاختيار رئيس لبنان في جلسة 11 فبراير شباط.وجاء في بيان صدر في ختام اجتماع الوزراء العرب دعوة الأطراف إلى إنجاز انتخاب الرئيس التوافقي العماد ميشال سليمان في الموعد المحدد لجلسة الانتخاب، وحث البيان جميع الأطراف اللبنانية على التجاوب مع مساعي الأمين العام لجامعة الدول العربية والاستمرار في اللقاءات التي بدأت بين أقطاب الأغلبية والمعارضة بدعوة من الأمين العام لتنفيذ المبادرة.وقال موسى إن المشكلة الوحيدة المتبقية هي نسبة التمثيل في حكومة الوحدة الوطنية، وأضاف أنه أبلغ الوزراء أن رأي الاغلبية بالحصول على النصف+1 لن يكون، ومطلب المعارضة بالحصول على الثلث الضامن لن يكون، وأفاد بأن عودته مرة أخرى إلى بيروت تتطلب أن تقوم الأطراف الإقليمية التي لها علاقات تاريخية في لبنان أن تبدأ مشاوراتها مع حلفائها في لبنان حول نسب تشكيل الحكومة ليتم الانتهاء من هذه العقدة التي لا تزال تعترض الحل. وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية قد ذكر في تقرير رفعه إلى اجتماع الوزراء العرب أنه تقدم باقتراح بعد اتصالات عدة بأن يتم تشكيل الحكومة على قاعدة 13 وزيرا للأكثرية و10 للمعارضة و7 يختارهم رئيس الجمهورية، وأضاف أن فريق الأكثرية وافق من حيث المبدأ على هذه الصيغة، لكن المعارضة رأت أنه لا بد من اعتماد المثالثة في توزيع الحقائب الوزارية، أو الحصول على الثلث +1 الضامن.وأوضح تقرير موسى أن سوريا ترى أن صيغة المثالثة هي المنطقية، لكونها تحقق التوازن المطلوب بين الفرقاء، وتضمن تطبيق الصيغة اللبنانية لا غالب ولا مغلوب.وبدا أن وزراء الخارجية العرب قرروا في اجتماعهم الاستثنائي المستأنف أول أمس إعطاء فرصة أخيرة للمبادرة التي طرحوها في الخامس من الشهر الحالي لتسوية الأزمة السياسية الحادة في لبنان، ولكن من دون أمل كبير في أن ينجح عمرو موسى في مساعيه للتوصل إلى توافق بين الأكثرية والمعارضة.وقال دبلوماسي عربي، طلب عدم ذكر اسمه لوكالة فرانس برس، إن موسى في تصريحه عن سقف زمني للجهود العربية يعني بذلك أن مهمة الوساطة التي يقوم بها بين الأطراف اللبنانية لن تستمر إلى ما لا نهاية، وأبلغ الوزراء العرب بذلك في اجتماعهم.وفي مؤشر على فقدان الوزراء العرب للأمل في نجاح مبادرتهم التي كانوا قد طرحوها امتنعوا عن تحديد موعد مقبل لاستئناف هذه الدورة لمتابعة مصير المبادرة العربية، في حين أنهم كانوا قرروا لدى إطلاقها الالتقاء مجددا في غضون ثلاثة أسابيع لمتابعة نتائج جهود موسى.وقال الدبلوماسي العربي إنه لم يكن في وسع الوزراء التسليم علنا بفشل المبادرة العربية، ولذلك وضعوا هذا السقف الزمني لانتخاب رئيس لبناني ليكون بمثابة سقف زمني لنفض أيديهم، من محاولات إيجاد توافق لبناني ينهي الأزمة.وكان الأمين العام للجامعة اعتبر في تقريره إلى الوزراء العرب أنه نجح في إيجاد آلية للحوار بين الأكثرية والمعارضة تمثلت في اجتماع رباعي يضمه والنائب ميشال عون عن المعارضة والنائب سعد الحريري والرئيس السابق أمين الجميل عن الأكثرية، لكنه أوضح أن الأكثرية مترددة في استئناف هذه الاجتماعات، إذ تعتقد أنه لا جدوى منها.وحسب الدبلوماسي العربي، حاول الوزراء العرب التوصل من دون جدوى أول أمس إلى اتفاق حول توزيع الحصص الوزارية في الحكومة اللبنانية، إذ رفضت سوريا الصيغة التي اقترحها موسى وهي 13 حقيبة للأكثرية و 10 للمعارضة و7 لرئيس الجمهورية. السعودية تحذر من اقتتال ومصر تحث على احترام الجيش حذرت السعودية من مغبة جر لبنان الى الاقتتال الذي سينال الجميع، وأكدت أن الاقتتال لن يصب إلا في مصلحة أعداء لبنان والأمة العربية والإسلامية.وأوضح وزير الثقافة والإعلام السعودي إياد بن أمين مدني في بيانه عقب جلسة لمجلس الوزراء ترأسها الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن المجلس حث الفرقاء اللبنانيين، وجميع الدول التي يهمها استقرار وأمن لبنان على الالتزام بالمبادرة العربية بشأن لبنان، وبذل الجهود لتنفيذها بدءاً بانتخاب رئيس جديد للبنان.ودان مجلس الوزراء السعودي أعمال الشغب والعنف التي شهدها لبنان أول أمس وحذر من مغبة جر لبنان الى الاقتتال الذي سينال الجميع، ولن يصب إلا في مصلحة أعداء لبنان والأمة العربية والإسلامية. ودعا اللبنانيين الى التجاوب مع السلطات الشرعية وقوات الأمن.وقال مدني ان المجلس استمع الى تقرير من وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل حول اجتماع مجلس وزراء الخارجية في الجامعة العربية الذي عقد في القاهرة الأحد لمتابعة الوضع في لبنان.وفي القاهرة، دعا وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط أمس القوى اللبنانية الى ضبط النفس، واحترام الجيش اللبناني. وصرح انه يدعو الأطراف اللبنانية الى توخي الهدوء وضبط النفس، والابتعاد عن أي استفزازات واحتكاكات تؤدي الى سقوط ضحايا وترفع مستوى التوتر.وأضاف، تعليقاً على الأحداث التي جرت في منطقة الضاحية الجنوبية ومناطق لبنانية أخرى، وأدت الى سقوط عشرات القتلى والجرحى، أنه من المهم أن يسعى اللبنانيون بمختلف توجهاتهم الى تجنب انفلات الوضع الأمني في لبنان، وما يمكن أن ينتج عنه من محاذير الانزلاق الى مواجهات ذات طابع مذهبي، أو طائفي، تهدد السلم الأهلي في لبنان وقد يمتد أثرها الى أبعد من ذلك.وقال انه من المؤسف أن مواجهات يوم الأحد تمت بالتوازي مع الاهتمام العربي الكبير بالشأن اللبناني، والسعي العربي للأخذ بيد اللبنانيين الى مخرج لأزمتهم السياسية، في إشارة الى اجتماع وزراء الخارجية العرب أمس.وشدد أبوالغيط على أهمية دور الزعماء السياسيين اللبنانيين في الفترة الحالية لتوعية أتباعهم وأنصارهم والتنبيه الى ضرورة احترام النظام العام والقانون في البلاد، ومؤكداً الاحترام الذي يحظى به الجيش اللبناني داخل وخارج البلاد باعتباره مؤسسة وطنية محايدة، تسهر على ضبط الوضع الأمني، لاسيما في هذه الظروف الصعبة.وأعربت فرنسا أمس عن قلقها البالغ غداة التظاهرات الدموية في لبنان. وقال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فريدريك دوزانيو للصحافيين: نأسف لكون أحداث الأحد في بيروت أسفرت عن ضحايا، ونأمل أن يتم كشف الحقيقة كاملة حول الملابسات المحددة لهذه الحوادث. وأضاف ان بلاده تدعو جميع الأطراف المعنيين الى ضبط النفس والتحلي بالمسؤولية، وأكد أن عودة الهدوء أمر أساسي، لتسهيل الخروج من الأزمة السياسية الراهنة.وفي برلين، قال نائب الناطق باسم الحكومة الألمانية توماس شتيغ في مؤتمر صحافي أمس ان الحكومة الألمانية تنظر بقلق متزايد لتدهور الأوضاع السياسية والأمنية في لبنان، وخصوصاً بعد حادثة تصفية عنصر الشرطة اللبناني وسيم عيد يوم الجمعة الماضي. وأفاد ان المستشارة انجيلا ميركيل تنظر بقلق شديد حول تدهور الأوضاع هناك، وأنها لا تزال تؤيد حكومة فؤاد السنيورة، وتريد التطرق الى الأوضاع في لبنان والشرق الأوسط في أثناء اجتماعها مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس وزراء إيطاليا رومانو برودي في أثناء قمة في لندن بمشاركة رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون اليوم. (وكالات) مجلس الجامعة يعتبر غزة منطقة منكوبة حمل مجلس وزراء الخارجية العرب إسرائيل، باعتبارها قوة الاحتلال، المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، معتبراً قطاع غزة منطقة منكوبة.وطالب الوزراء العرب في بيانهم، برفع فوري للحصار المفروض حول غزة، مشدداً على ضرورة تمكين المدنيين من توفير مقومات العيش الكريم، ودعا مجلس الأمن الدولي للاضطلاع بمسؤولياته لوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة وفتح المعابر، كما طالب الأطراف المعنية باستئناف العمل بالترتيبات المتفق عليها دولياً لضمان إعادة تشغيل جميع معابر القطاع، بما فيها معبر رفح، داعياً المؤسسات العربية والدولية إلى الإسراع في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني.ودعا المجلس الدول العربية إلى تقديم المزيد من الدعم والمساعدة للشعب الفلسطيني والتنسيق مع مصر في ذلك، معلناً تأييده لدعوة الرئيس المصري حسني مبارك إلى الفصائل الفلسطينية إلى إنهاء خلافاتها واستئناف الحوار الداخلي بينها برعاية مصر. كما دعا المجلس الأمين العام للجامعة عمرو موسى إلى إجراء الاتصالات العاجلة مع جميع الأطراف الدولية لوقف العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، ومتابعة تنفيذ القرار العربي. جنبلاط في موسكو للضغط على دمشق بيروت الخليج: وصل رئيس اللقاء الديمقراطي النائب اللبناني وليد جنبلاط إلى موسكو، وقال إن الهدف من زيارته هو إقناع القيادة الروسية بالضغط على سوريا لتسهيل إجراء الاستحقاق الرئاسي. وأضاف في حديث إلى وكالة نوفوستي الروسية أنه سيبحث مع المسؤولين الروس في المساعدة والدعم اللذين في وسع روسيا تقديمهما لحل قضية انتخاب رئيس الجمهورية، التي قال إنها المهمة الرئيسية بالنسبة للبنان. وكان وليد جنبلاط قد أدلى بموقفه الأسبوعي لجريدة الأنباء الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي، ينشر اليوم، وجاء فيه: ان المعطيات والوقائع وأداء القوى المعارضة تشير إلى أن هدفها جعل الشراكة مستحيلة. فالشراكة هي التي غالبا ما يستخدمونها كشعار يغلفون به مشاريعهم الانقلابية لتمرير معادلات سياسية جديدة، هدفها الأساسي تغيير كل بنية النظام السياسي والديمقراطي اللبناني، وإعادة تركيبه وفق رؤى تتناقض مع مرتكزاته التاريخية ومع اتفاق الطائف الذي يحدد بدقة صيغة المشاركة كما يؤكد نهائية لبنان وعروبته. كل هذه المرتكزات تعرضها القوى المسماة معارضة للاهتزاز بشكل يومي مع إشعال المظاهرات المفخخة واستخدام الشارع بعد تحريضه طائفيا ومذهبيا على مدى أشهر متلاحقة، وبعد استخدام بعض الشعارات المطلبية التي يقفون هم حائلا دون معالجتها بسبب منهجهم التعطيلي الذي سيودي بلبنان نحو المزيد من التوتر والتفجير.أولمرت يتحدى فينوغراد: باق في الحكم لسنوات قبل يومين على صدور التقرير النهائي للجنة فينوغراد قال رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت، أمس، إنه باق في منصبه لسنوات طويلة وأكد على أنه يعتزم إرجاء المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية حول قضية القدس. وتترقب الحلبة السياسية الإسرائيلية بتوتر شديد صدور التقرير النهائي للجنة فينوغراد حول إخفاقات عدوان يوليو/تموز ،2006 لبنان الثانية، الأربعاء المقبل، للاطلاع على حجم الانتقادات التي سيوجهها التقرير لأولمرت. (يو بي أي) حالوتس الضحية الرئيسيةلتقرير فينوغراد ذكرت صحيفة معاريف أمس نقلاً عن مصادر في لجنة فينوغراد أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أثناء حرب لبنان الثانية دان حالوتس سيكون المتضرر الأساسي من التقرير النهائي للجنة.وقالت المصادر المقربة من لجنة فينوغراد ان الانتقادات لحالوتس التي سيتضمنها التقرير، الذي سيصدر غداً (الأربعاء) ستكون شديدة للغاية وستتناول أداءه والقرارات التي اتخذها خلال فترة الحرب. (يو. بي. اي) 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"