تزايدت في الآونة الأخيرة الشكاوى على البقالات الصغيرة في مختلف المناطق بسبب عدم الاهتمام بالنظافة العامة من قبل العاملين فيها على الرغم من حملات التفتيش المكثفة التي تنظمها أجهزة الرقابة الغذائية بشكل متواصل على المنشآت الغذائية، هذه البقالات الصغيرة المنتشرة في معظم الأحياء السكنية، وتدار في الغالب من قبل العمالة الآسيوية، تفتقر نسبة منها الى أبسط قواعد النظافة ما يجعل المواد الغذائية فيها بالذات الخضار والفواكهه عرضة للتلوث .
كثير من هذه البقالات لا تتمتع بشروط النظافة المطلوبة، وتنبعث منها الروائح الكريهة حيث وجود بعض المواد التالفة أو الفاسدة، بالإضافة إلى أن بعض العاملين في هذه البقالات يقومون بفصل التيار الكهربائي عن البقالة في فترة الليل أو في وقت الظهيرة ما يؤدى إلى أن المواد المختلفة تفقد قيمتها الغذائية بل وربما تتعرض للتلف .
كما أنه لوحظ وجود بعض الحشرات الضارة كالصراصير والفئران بالذات في البقالات المتواجدة في البنايات القديمة، وعلى الرغم من الحالة السيئة لعدد من البقالات الا ان السكان لا يمكن ان يستغنوا عنها، بالذات القاطنين في الأماكن البعيدة عن مراكز التسوق الكبيرة ما يضطروا الى اللجوء لها لتوفير احتياجاتهم العاجلة من الخبز ومشتقات الحليب، وأحياناً الخضار، ولا ننسى ان الاطفال يعتمدون على هذه البقالات في شراء الانواع المختلفة من السكاكر والعصائر والألعاب البسيطة بشكل شبه يومي .
الخليج التقت عدداً من السكان عشوائيا في مختلف المناطق السكنية حيث تحدثوا عن الحالة السيئة لبعض هذه البقالات مطالبين الجهات المختصة تشديد الرقابة عليها .
محمد علي، معلم لغة عربية، يقول نتمنى من جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية تكثيف حملات التفتيش على البقالات، حيث إن المستهلك لا يمكن أن يستغني عن شراء بعض المواد الغذائية منها لأنها قريبة من المنزل، وتوفر خدمة التوصيل ويضطر الشخص كثيرا أن يشتري بعض العصائر والألبان منها .
والخطير في الموضوع أن بعض العاملين في هذه البقالات يقومون أحياناً بل غالباً بفصل التيار الكهربائي عن الثلاجات في ساعات الليل أو في وقت الظهيرة، لا أقول جميع البقالات تفعل ذلك ولكن بعضها .
والعاملون في هذه البقالات لا يراعون شروط النظافة، فنجد أن رائحتها تكون سيئة جدا خاصة عند وجود مواد غذائية فاسدة مثل البطاطا والبصل وبعض بقايا الخضار المتراكمة في نواحي البقالة .
من جهته، يرى راشد سالم صقر، موظف، أن بعض البقالات لا تتمتع بأدنى شروط النظافة والسلامة، وأنه يحرص على شراء جميع مستلزمات عائلته من الجمعيات التعاونية أو محال السوبرماركت المعروفة بجودة بضاعتها، وأنه يضطر أحياناً إلى شراء بعض المعلبات والتي غالبا ما تكون قديمة من حيث تاريخ الصلاحية، أما الخضار فهو يفضل شراءها من سوق الخضار حيث يكون طازجاً ونظيفاً .
وتتفق زينب جاسم مع الآراء السابقة، حيث تؤكد أن بعض البقالات القديمة، خاصة والتي تتواجد على الطرق الخارجية وفي البنايات القديمة في بعض الأحياء السكنية المكتظة، لا تنطبق عليها شروط النظافة، فهي تهدد صحة المستهلكين في غذائهم، وأن بعض العاملين فيها يقومون بفصل التيار الكهربائي عن الثلاجات في ساعات الليل، وقد تأكدت من ذلك بنفسها حيث كانت تريد شراء بعض العصائر لاطفالها من بقالة قريبة من المنزل في ساعات الصباح الباكر وقت الذهاب إلى المدرسة فتفاجأت أن الثلاجة في البقالة لا تعمل، وقد اتصلت على جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، وقدمت شكوى وبالفعل تم على ما يبدو توجيه إنذار لهم، لأنها كما تقول بعد فترة لاحظت أن العاملين في تلك البقالة صاروا يحرصون أكثر على نظافتها .
وتضيف أنه لو تعاون جميع المستهلكين في تقديم الشكاوى لجهاز أبوظبي لاستطاع تكثيف حملات الرقابة والتفتيش بناء على تعاون الجمهور معه .
ويؤكد حلمي بالحاج، مندوب مبيعات، على ذات الموضوع، وهو نظافة البقالات، حيث يقول إنه لا يمكن للمستهلك الاستغناء عن الشراء من البقالات فهي محيطة بنا في كل مكان قرب منازلنا وقرب أماكن عملنا، ونستطيع القول إن وضع البقالات حاليا من حيث النظافة أفضل من السابق، ولكن تظل مشكلة أن معظم المواد المجمدة والمثلجات تكون قديمة من حيث تاريخ الصلاحية، لذلك أحرص على شراء الحاجيات الضرورية فقط من البقالات .
جاسم البلوشي، يرى أن نظافة البقالة تتفاوت من مكان إلى آخر ولكنها مهما بلغت نظافتها وجودتها لا يمكن أن تقارن مع محال السوبرماركت الكبيرة والجمعيات التعاونية، وأنه يتمنى من جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية تكثيف حملات التفتيش على البقالات خاصة على الطرق الخارجية وفي الأحياء السكنية المكتظة حيث لا تخلو من وجود الحشرات كالصراصير ووجود الفئران .
أما سلطان أحمد آل سويدان، موظف، يقول ان احتياجات المنزل والأبناء لا تنتهي، فنحن يومياً نتعامل مع البقالة عدة مرات لشراء متطلبات الأسرة، وغالبا ما تكون البضاعة المباعة قديمة، لذلك نبتعد عن شراء اللحوم والدجاج والأسماك، خوفاً من أن تكون فاسدة، نحن لا نستطيع أن نثق بالعاملين في هذه البقالات لأن بعضهم يفصل التيار الكهربائي عن الثلاجات للتوفير في فاتورة الكهرباء .
من جهتها، تؤكد أمل محمد الحوسني، أنها لا يمكن أن تثق بنظافة البقالات لذلك فهي لا تشتري سوى بعض المواد الضرورية كالمشروبات الغازية وبعض مستلزمات المنزل التي لا تحتاج إلى حفظ داخل الثلاجات كالمعلبات .
ويوافقها الرأي سيد سعيد عطا الله، حيث يقول انه أيضا لا يمكن أن يتعامل مع البقالات لشراء المثلجات أو المواد الغذائية المجمدة كاللحوم والأسماك لكن يشتري بعض الحاجات الخفيفة .
ويوكد طارق ثاني الحمادي عدم ثقته في نظافة البقالات خاصة المنتجات المجمدة كالبرجر والنقانق أو المثلجات كالأجبان .
أما دعاء النهاري، فتقول ان وضع البقالات في الشارع الذي تسكن فيه تعيس جداً، المنتجات قديمة والبقالات قذرة لا تراعي أدنى شروط النظافة حتى الشوكولاته إذا اشتراها الشخص يجدها ذات طعم سيئ ولونها مختلف حيث إن طريقة حفظها رديئة .
ويؤكد صلاح محمد نمر، أن البقالات قرب سكنه نظيفة وأن جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية يقوم بواجبه على أفضل وجه، لكنه مع ذلك يبتعد عن شراء المواد الغذائية المجمدة من البقالات .
الدكتور سمير سامي، رئيس قسم التغذية والسمنة في مجمع مكة الطبي، شارك في الموضوع قائلاً يعتبر التجميد من أفضل طرق حفظ الأغذية، ويستخدم في كثير من البقالات ومراكز بيع الأغذية، كما يجمد كثير من الناس الأغذية في منازلهم، فهو يحفظ المواد الغذائية عن طريق منع نمو الميكروبات، ويؤخر التفاعلات الكيميائية التي تفسد الأطعمة، وينبغي الاحتفاظ بجميع الأغذية المجمدة في درجة حرارة -18م أو أبرد من ذلك .
وفصل التيار الكهربائى عن الثلاجات عدة ساعات، وإعادة تشغيلة أو بمعنى آخر ترك الاغذية في درجة الحرارة العادية بعد تجميدها وإعادة التجميد ثانية كارثة تهدم الحصن المنيع ضد مرور الكائنات الحية الدقيقة التى تسبب فساد الأغذية والتسمم الغذائي والذي تظهر أعراضه سريعاً جداً، حيث يمكن إن يحدث المرض في 30 دقيقة، ولكن في الغالب الأعراض تتطور وتزداد خلال ساعة إلى ست ساعات، وأكثرها ظهوراً هي غثيان وقيء، وتشنجات في المعدة، وإسهال .
وبالنسبة لتأثير الحشرات الضارة ثبت علميا مقدرة الصراصير على نقل سلالات عديدة من الفيروسات مثل: شلل الأطفال، والالتهاب الكبدي، والجذام، والطاعون الرملي، والدوسنتاريا البكتيرية، وإسهال الأطفال، بالإضافة إلى أن وجود هذه الحشرات الضارة يمكن أن يسبب التسمم الغذائي، وحمى الجهاز الهضمي والكوليرا والجمرة الخبيثة والدفتريا وتسبب أيضا التيتانوس والسل .
والحمد الله ان نسبة من هذه الامراض تم استئصالها من الدولة لكن يجب ألا ان نتهاون في التعامل مع هذه القضية المهمة والمتمثلة في وجود حشرات وصراصير في بعض البقالات .
وتحدث عن القوارض كالفئران وتأثيرها الضار، قائلاً انها من الحيوانات القذرة المتطفلة على الانسان وغذائه وهي مصدر لتلوث الغذاء والماء .
وأهم الامراض التي تنقلها القوارض هي تيفوس الجرذ، و حمى عضة الجرذ، والتهاب السحايا بالإضافة إلى أنها تنقل أيضا مرض الطاعون .
موضوع عدم نظافة البقالات الصغيرة وسوء تخزين المواد المجمدة والمثلجة فيها في بعض المناطق تم عرضه على جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، حيث أكد محمد جلال الريايسة مدير إدارة العلاقات العامة والاتصال، ان الجهاز يعتبر البقالات من أهم المنشآت الغذائية ومنافذ البيع التي تستلزم رقابة صارمة وحازمة بشكل مستمر، كونها المصدر الأساسي لتزويد شرائح واسعة من الجمهور بالمواد الغذائية، وتقع البقالات ضمن اختصاصات وحدة البيع بالتجزئة، التي تضم أيضاً المطاحن، المحامص ومحال الحلويات، حيث يقوم المفتشون في الجهاز بجولات ميدانية تفتيشية بشكل دوري ومجدول إضافة إلى زيارات المتابعة للتأكد من أسباب إزالة المخالفات .
وقال إن تكثيف العمل الرقابي على البقالات يتم في المناطق التي يشعر الجهاز بوجود بيئة تساعد على انتشار المشاكل والمخالفات لديها خاصة في المناطق المكتظة بالسكان، وعلى الطرق الخارجية، وفي المناطق السكنية العمالية .
وإن طبيعة التجاوزات التي يتم رصدها في البقالات هي التي تحدد الإجراء المتبع، حيث تتدرج العقوبات ما بين إنذار أول، ثم إنذار ثان في حال استمرار التجاوز، مروراً بالمخالفة التي تحدد قيمتها محكمة البلدية، وصولاً إلى أمر الإغلاق الإداري، الذي يتخذه الجهاز فورياً حيث يتحصل على أي مخالفة تهدد صحة المستهلكين في غذائهم دون الرجوع إلى أية جهة أخرى .
وفيما يتعلق بفصل العاملين في البقالات التيار الكهربائي في الليل أو ساعات الظهيرة، أوضح الريايسة، أن المفتشين ضبطوا عدة حالات في منطقة المصفح تجرأ أصحابها على هذا الفعل، وفسدت لديهم المواد المجمدة والأيس كريم والخضار، وغيرها من محتويات المبردات، وقد اتخذ الجهاز إجراءات عقابية صارمة، كما أن عدداً آخر من البقالات تم رصد حشرات متنوعة بها، وعدم تشغيل المصائد الكهربائية، وتم مخالفتهم على الفور، في حين ينفذ المفتشون على تلك المحلات، غير الملتزمة بالاشتراطات، حملات متابعة كل يومين إلى ثلاثة أيام للتأكد من التزامها بتعديل أوضاعها وتوفير أقصى معدلات السلامة العامة .
وتتوفر لدى المفتشين خرائط شاملة تتضمن كافة أماكن البقالات في الإمارة وعلى الطرق الخارجية، بالإضافة إلى تسجيل بيانات كافة البقالات عبر نظام التفتيش الإلكتروني (PDA) الذي يستخدمه المفتشون في حملاتهم .
