رحل المعلم والحكيم

04:16 صباحا
قراءة دقيقتين
الدكتور/ محمد عمران تريم

غاب عنا الصديق ورفيق العمر المغفور له بإذن الله خلفان محمد الرومي «أبو فيصل»، الإنسان الوفي، الصادق الصدوق، رحل إلى دار البقاء بعد حياة مليئة بالعمل والعطاء وخدمة الوطن، وبث المودة والوئام بين الناس والأهل والأصدقاء، تاركاً في قلوب محبيه ومريديه آلاماً وفي نفوسهم أحزاناً كبيرة، بقدر محبة الجميع له.
عشنا معاً، منذ شبابنا، وتفاعلنا أهلاً وصحبة وأحلاماً، وكان نِعم الأخ والملاذ والصديق والمعلم، متواضعاً ومعلماً وكريماً وسباقاً لعمل الخير والتوفيق بين الناس، ومرجعاً نصوحاً للمختلفين.
عشت معه في بيته في أبوظبي لأكثر من اثني عشر عاماً أثناء توليه مسؤوليات رسمية عديدة، وكان مجلسه وقلبه مفتوحين للمحبة، ورفعة الوطن، والحوارات النافعة وللقاء الأصدقاء، وكنا كلما جمعتنا العاصمة البريطانية يحيطنا شوق العودة للوطن والتمتع بنعمة تنسم هوائه ورؤية بحره وسمائه.
سنفتقدك يا «بوفيصل»، سنفتقد النموذج والقدوة في الصبر على الألم والأوجاع، وفي لحظات فقدان فلذة الكبد، وفي الحكمة حينما تتشابك وتتعقد الأمور والأهواء والمصالح، فقد جمعت الكثير من الحكمة وبعد النظر والاتزان، وأغدقت منها على المحيطين بك والبعيدين أيضاً.
سنفتقد مجلسك الذي كان يجمعنا كل مساء بعد رحيل الغالي تريم عمران تريم، وسنفتقد حضورك في المؤتمر السنوي لجريدة «الخليج»، وكلماتك ومداخلاتك في المناقشات.
ما أعطر حديثك وما أجمل ما تركت «بوفيصل» من فضائل وذكريات لن يمحوها النسيان، وستبقى عنواناً أصيلاً.
نعم إن الموت حق، ونفسك المطمئنة رجعت إلى ربها راضية مرضية، لكننا لن ننسى كل موقف أعلنته، وكل رأي صارحت به مستمعيك الذين كان الكثيرون منهم يتعلمون منك كيف تظهر معادن الرجال عند الشدائد.
رحمك الله «أبا فيصل» وجزاك عنا كل خير، وأسكنك فسيح جناته.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"