رحل الرفيق

04:56 صباحا
قراءة دقيقتين
د. محمد عمران تريم

فقد الوطن الفريق خميس مطر المزينة القائد العام لشرطة دبي، أحد رجاله المخلصين الذين أمضوا حياتهم في سبيل أمنه واستقراره وتقدمه، يصل الليل بالنهار لتغمض عيون الآخرين آمنة مطمئنة.
نتألم من القلب كلما ودعنا أخاً أو صديقاً إلى دار البقاء، نقف أمام جلال الموت الذي هو حق، ونحمد الله على كل شيء، وهو الذي خلق الموت والحياة.
حالفني الحظ، أن أحظى بمعرفة المغفور له بإذن الله تعالى الفريق خميس مطر المزينة أثناء عملي بوزارة الداخلية، عندما انتقلت إليها في سنة 1986 حيث كنت مديراً لإدارة مكافحة المخدرات، وكان هو مسؤولاً عن مكافحة المخدرات بشرطة دبي، وكنا نجتمع كل أسبوع في مكتبه بشرطة دبي، نناقش مواضيع مكافحة المخدرات من جميع نواحيها.
واستمرت هذه اللقاءات طوال خدمتي في الوزارة ما يقارب الأربعة عشر عاماً، وحتى عندما انتقلت إلى الإدارة العامة للأمن الجنائي، استمرت اللقاءات الهادفة.
وطيلة هذه السنوات عرفت فيه رجاحة العقل، والهدوء، وعنايته بالمعرفة والتحليل، وكان رحمه الله متابعاً لجميع التفاصيل، وحريصاً على الانضباط، وشدني إليه ما كان يتصف به من أخلاق واعتزاز بوطنه، وحبه للعمل الناجح، وجلده في مواصلة البحث عن الحقيقة تحت أقسى الظروف والضغوط.
وكان له باع طويل في مجال التحري، يصول فيه ويجول، قاده إلى تولي مسؤوليات كبرى في العمل الشرطي، في ظروف وتحولات صعبة وكبيرة، مرت بها دولتنا الحبيبة.
وقد تعلمت منه رحمه الله الكثير في المجال الشرطي ومكافحة الجريمة، كما تعلم غيري كثيرون في مدرسته الأمنية التي اكتسبها بخبرات السنين، والعمل في معظم المجالات الأمنية المتشعبة.
غادرنا المغفور له بإذن الله في أيام نتذكر فيها شهداء الوطن، ونعمل خلالها كي نوفي ذكراهم حقها، وقبل أيام قليلة من احتفالنا بيومنا الوطني الاتحادي الخامس والأربعين.
سنفتقدك أيها المثالي المخلص، وسيفقدك الوطن مثلما تفتقد الإمارات كل أبنائها البررة، الذين رحلوا إلى دار البقاء.
هنا، لا نملك إلا أن نقول: الموت حق، والنفس المطمئنة ترجع إلى ربها راضية مرضية، فتدخل في عباده وتدخل جنته، وعزاؤنا فيك أيها الرفيق الغالي، أنك ستبقى خالداً بيننا، ذكرى عطرة وسيرة حميدة وقدوة تستحق الاقتداء بها.
رحم الله خميس المزينة وجزاه عنا كل خير، وأسكنه فسيح جناته في مقعد صدق.
وسدد الله خطى الإمارات وقيادتها وجندها، في إعلاء علمها وكلمتها وأمنها وسلامتها وتقدمها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"