الإماراتية..المكانة والتمكين

05:10 صباحا
قراءة دقيقتين
د. محمد عمران تريم

خطت دولة الإمارات منذ تأسيسها، خطوات واسعة وعميقة باتجاه تعزيز دور المرأة في المجتمع، وترسيخ مكانتها كجزء فاعل ولا غنى عنه في تحقيق التنمية المستدامة، انطلاقاً من توجهات مؤسس الدولة المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أبدى اهتماماً كبيراً بتمكين المرأة، لكي تحتل المكانة التي تستحقها واللائقة بها.
إن عملية التنمية الشاملة ذات الأبعاد الإنسانية شملت جميع المرافق، وكان للمرأة الدور الريادي فيها، انطلاقاً من حقها المشروع في أن تقف مع أخيها الرجل وأن تبذل معه الغالي والنفيس من أجل رفعة الدولة وتحقيق سموّها الأخلاقي، عبر التعاون والتعاضد والتفاعل في إطار تكاملي لا سبيل للمجتمع أن ينهض من دونه. وهكذا احتلت المرأة موقعها في جميع المجالات وأثبتت جدارة كبيرة في تحملّها للمسؤولية، سواء في ميدان الإدارة والقيادة واتخاذ القرار أو في تنفيذه بعد التخطيط له أو في متابعة مستلزمات نجاحه.
وفي الأماكن التي عملت فيها المرأة كانت سباقة في التضحية والاستعداد لبذل المزيد من جهودها، لكي تأخذ دولة الإمارات العربية المتحدة واسم قائدها ومؤسسها الشيخ زايد، رحمه الله، مكانها بين البلدان والدول والشعوب والأمم.
وفي فصول التعليم والصحة والفن والهندسة والعلوم والجامعات وعلوم الحاسبات الإلكترونية والعلوم الإنسانية والسياسية الدولية الدبلوماسية، والوزارات التي تولتها المرأة، كان النجاح باهراً، باعتراف المجتمع الدولي الذي نظر إلى مساهمة المرأة في دولة الإمارات بإعجاب شديد، حيث كانت ماضية في عزمها في سبيل سعادة الشعب الإماراتي، مثلما لم تنس إخوتها وأخواتها من البلدان العربية، حيث عملت بجدٍّ ونشاط للتضامن والتعاون مع البلدان والشعوب العربية.
إن الدور الحضاري الذي قامت به المرأة الإماراتية، كجزء من استراتيجية دولة الإمارات العربية المتحدة، أمر منطقي في ظل دعم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وإخوانه في القيادة الحكيمة، فسموه شديد الحرص على أن يعيش العالم أجمع تسوده روح التآخي والمحبة، وليس غريباً أن يزور البابا فرانسيس «بابا الكنيسة الكاثوليكية» دولتنا وهي التي تبشر بقيم السلام والتسامح واللاعنف وتدعو إلى تحقيق المساواة والعدالة، كي تسود المحبة والخير والتعاون بين الأمم والشعوب وتلك رسالة إنسانية حملها مؤسس الدولة، وساهمت المرأة فيها بحماس واقتدار، وأظهرت تأييدها التزام دولة الإمارات بمبادئ الأمم المتحدة وميثاقها وبقواعد القانون الدولي وبالأساس الحرص على قيام موقف عربي موحد مع احترام الخصوصيات وعدم التدخل، ومثل هذه القيم والمبادئ هي التي وضعت دولة الإمارات في المكانة الدولية التي تستحقها، خصوصاً في التصدي لنزعات التدخل الإقليمي في الشؤون الداخلية، سواء من جانب إيران أو غيرها، آخذة بنظر الاعتبار أن العالم المعاصر لا يمكنه السكوت على مثل تلك التجاوزات والخروقات.
هنيئاً للمرأة الإماراتية، وإلى المزيد من العطاء والتقدم، مع باقة ورد حمراء بهذه المناسبة المهمة التي يقرر فيها مركز الخليج للدراسات، تخصيص مؤتمره السنوي التاسع عشر للمرأة الإماراتية وإنجازاتها وأفقها المستقبلي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"