عادي

أشرس المعارك التجارية في القرن العشرين

02:05 صباحا
قراءة 5 دقائق

لدى الشركات الأمريكية تاريخ كبير وقصص طويلة في مجال المنافسة، فخلال السنوات الأولى للثورة الصناعية، كانت قطاعات السكك الحديد والتعدين والخدمات المصرفية وشركات النفط تتنافس فيما بينها لإحكام سيطرتها على السوق. أما في الآونة الأخيرة، فقد ساهم التطوير التكنولوجي بإشعال حرب رقمية بين عمالقة الشركات مثل «ياهو» و«جوجل» و«فيسبوك» و«لينكدإن» و«أمازون» إضافة إلى «ديل» و«هيوليت باكارد»، وظهرت على إثرها أسماء شخصيات لامعة مثل بيل جيتس وستيف جوبز ولاري إليسون وأيلون ماسك وجيف بيزوس.
وخلال القرن العشرين دارت معارك تجارية شرسة بين عدد من الشركات التي كان لها تأثير قوى في حياة المستهلك اليومية، من ضمنها:


«ماكدونالدز» و«برجر كينج»:


كان التنافس الشرس بين «برجر كينج» و«ماكدونالدز» على شيء واحد فقط وهو: شطائر البرجر. وخلال الخمسينات وستينات القرن الماضي، العصر الذهبي لثقافة السيارات والوجبات السريعة، كانت قوائم طعام سلاسل البرجر تسرد قصصاً وجهوداً في سعي هذه المطاعم للحصول على ولاء المستهلكين.

في البداية أطلقت «ماكدونالدز» شطيرة برجر بسعر 15 سنتاً، ثم أتت «برجر كينج» بشطيرة «ووبر» الكبيرة بسعر 37 سنتاً، في محاولة للتنافس على الجودة بدلاً من السعر. وسرعان ما أدركت «ماكدونالدز» أنها بحاجة إلى إعداد شطيرة برجر عملاقة خاصة بها.
ومن هنا جاءت «بيج ماك». وفي الآونة الأخيرة، ومع التغيّر في أذواق المستهلكين، بدأت الشركتان تتجادلان حول أي واحدة منهما تقدم أفضل أصابع الدجاج.


«فورد» و«جنرال موتورز»:


في عام 1912، افتتحت شركة «جنرال موتورز» لتصنيع السيارات أبوابها، وذلك على بعد أميال من مصنع رجل الأعمال هنري فورد، الذي كان وقتها يعد رائد الابتكار في هذا القطاع بعد إطلاق سيارة «موديل تي» التي لاقت نجاحاً منقطع النظير.وبحلول عام 1927، باعت فورد أكثر من 15 سيارة من «موديل تي». وخلال تلك الفترة، كانت «جنرال موتورز» تكتسب بثبات حصة في السوق، وبحلول عام 1931، تفوقت على «فورد» لتصبح الرائدة في العالم بتصنيع السيارات..
مرت «جنرال موتورز» بفترة صعبة، بدأت في عام 2008، عندما تراجعت إلى المرتبة الثانية في تصنيف المبيعات ثم تقدمت بطلب إشهار الإفلاس. ولكن بحلول عام 2011، وبعد أن باعت علامات تجارية مثل «ساترن» و«بونتياك» و«هامر»، وحصولها على دعم بقيمة 12 مليار دولار، عادت مجدداً إلى السوق لتحقيق مبيعات قياسية.


«سي إن إن» و«فوكس نيوز»:


عندما أطلق تيد تيرنر قناة شبكة أخبار الكابل «سي إن إن» في عام 1980، سخر العديد من الأشخاص من هذه القناة لدرجة أنه شاع تسميتها ب«شبكة معكرونة الدجاج»! حيث طُرحت العديد من التساؤلات حول فعالية وجود قناة إخبارية أخرى، في الوقت الذي كانت فيه قنوات مثل «إيه بي سي» و«إن بي سي» و«سي بي إس» تسيطر على شبكات خدمات الكابل.
وخلال مرحلتها الأولى كانت «سي إن إن» تعاني خسائر بأكثر من مليوني دولار شهرياً، لكن تيرنر لم ييأس واستمر في توسعاته ، وافتتح مكاتب خارجية للقناة في لندن وروما. وفي عام 1984 حصلت «سي إن إن» على ثناء واسع لتغطيتها المستمرة للانتخابات الرئاسية الأمريكية، وبعد ذلك بعام أصبحت القناة متوفرة في 30 مليون منزل أمريكي.
في عام 1995، وصلت إيرادات القناة إلى مليار دولار، ثم باع تيرنر «سي إن إن» لشركة «تايم وارنر»، كذلك شهد هذا العام إعلان الملياردير روبرت موردوخ صاحب مجموعة «نيوز كورب» نيته إطلاق شبكة تلفزيونية خاصة لمنافسة «سي إن إن»، حيث قام موردوخ بتعيين روجر إيليس للإشراف على إنشاء وتطوير قناة «فوكس نيوز» التي أطلقت في شهر أكتوبر من عام1996


«كوكا كولا» و«بيبسي»:


في عام 1886، اخترع صيدلي من ولاية جورجيا الأمريكية يدعى جون بيمبرتون مشروب الكوكا كولا، وبعدها بحوالي 12 عاماً، ابتكر صيدلي آخر يدعى كاليب باردهام شراب البيبسي. تصادمت هاتان العلامتان التجاريتان الأشهر في العالم لأكثر من قرن من الزمان، حيث أن كليهما اتهم الأخرى بسرقة الوصفات الأساسية المستخدمة في إعداد هذه المشروبات المرطبة.
وخلال فترة الكساد الكبير، هوت مبيعات «بيبسي» إلى الحضيض، كما رفضت شركة «كوكا كولا» شراءها لاعتقادها أنها لم تعد تشكل خطراً عليها. وبعدها جاءت شركة «بيبسي» بفكرة استخدام الزجاجات المعاد تدويرها، حيث قامت ببيع مشروبها بزجاجات سعة 355 مليلتراً مقابل ستة أونصات، في حين كانت «كوكاكولا» تبيع مشروبها بعبوات ذات سعة أقل تبلغ 177.44 مليلتر. وفي عام 1975 أطلقت بيبسي، البرنامج الدعائي «تحدي بيبسي» والذي كانت فعالياته تجرى في المراكز التجارية والأسواق والأماكن العامة ، وخلال هذا التحدي يطلب من المستهلكين تذوق شرابين مختلفين وهما البيبسي وكوكاكولا من دون أن يعلم المستهلك، وتحديد ما هو الأفضل ، وتبين من خلال النتائج النهائية أن أكثرية من شملهم التحدي فضلوا طعم البيبسي على الكوكاكولا.


«وستنجهاوس» و«جنرال إلكتريك»:


اشترك في هذه المنافسة كل من توماس أديسون ونيكولا تيسلا، وهما من كبار الرواد في مجال الإلكترونيات. ففي عام 1887 تقدم تيسلا بطلب تسجيل 7 براءات اختراع، تبين فيما بعد أنها الأهم منذ اختراع الهاتف، فقد كان من ضمنها محرك تيار متردد (AC) وناقل طاقة كهربائي متكامل يتضمن محولات ومولدات وخطوط كهرباء. وقد عرض المستثمر جورج وستنجهاوس شراء براءات اختراع نيكولا تيسلا مقابل 5 آلاف دولار و150 سهماً في شركته «وستنجهاوس» تبلغ قيمتها الإجمالية 60 ألف دولار.
لم يكن قد مضى وقت طويل وقتها على اندلاع حرب شاملة حول مستقبل التكنولوجيا الكهربائية والتنمية الصناعية في جميع أنحاء العالم، حيث كان أديسون من دعاة استخدام محرك التيار المستمر منخفض الجهد الكهربائي (DC)، وأدعى أنه أكثر أماناً من محركات التيار المتردد، وأسهل تخزيناً لاستخدامه خلال حالات انقطاع التيار الكهربائي. وفي ذلك الوقت أيضاً تم إطلاق حملة دعائية تثبت مدى خطورة استخدام محركات التيار المتردد في توليد الكهرباء.
وتسمح أنظمة التيار المتردد (AC) بتوليد شحنات كهربائية ذات فولتية عالية وإرسالها عبر أسلاك أرخص وأرق من تلك المستخدمة في أنظمة التيار المستمر (DC). وكان الفائز في هذه المعركة محرك التيار المتردد بسبب قدرته على نقل الشحنات الكهربائية لمسافات طويلة.


«نايك» و«ريبوك»:


في عام 1984، كانت شركة «نايك» تعاني، فبعد نمو سريع لمدة عقد من الزمان، صدمت بشدة، مسجلةً أول خسائر فصلية لها. وفي ذلك الصيف، فاز العداء كارل لويس بأربع ميداليات ذهبية في الألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس، بينما كان يرتدي حذاء نايك، لكن حتى هذا التفوق فشل في تعزيز مبيعات الشركة. وفي هذه الأثناء، بدا تقدم منافستها «ريبوك»، التي تعتمد في نجاحها على أحذية الركض النسائية، مستقراً. وفي نوفمبر من عام 1984، وقعت «نايك» عقداً مع لاعب «شيكاجو بولز» الواعد، مايكل جوردان. وأقنعته الشركة في الصفقة، على الرغم من أنه اعترف بتفضيله لأحذية «أديداس». طُرحت النسخة الأولى من أحذية «أير جوردانز» بسعر 65 دولاراً. وفي غضون شهرين، بلغت مبيعات الأحذية 70 مليون دولار. ولاتزال أحذية جوردان رائدة في سوق كرة السلة إلى يومنا هذا، محققةً مبيعات سنوية تزيد على ملياري دولار.
وفي تلك الأثناء، كانت «ريبوك» التي تبيع سلسلة من الأحذية الرياضية الشهيرة، تعاني، ولم تستطع اللحاق بأحذية جوردان. وفي الوقت الذي كانت «نايك» تواصل فيه، ضمن نجوم مثل أندريه أجاسي وتايجر وودز إلى مجموعة سفراء علامتها التجارية، كانت «ريبوك» تتعثر. وفي عام 2005، استحوذت «أديداس» على «ريبوك» في مقابل 3.8 مليار دولار.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"