قلوبنا في الفضاء

05:28 صباحا
قراءة دقيقتين

محمد جلال الريسي*

وصول رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية في رحلة تابعها العالم بشغف، شكّل علامة فارقة في مسيرة دولة الإمارات التي حجزت مكانتها ضمن قائمة الكبار على خريطة الفضاء العالمية التي تسعى لرسم مستقبل واعد للبشرية جمعاء. كان يوماً حافلاً بالزهو والفخر الذي تستحقه الإمارات، ومعها الأمتان العربية والإسلامية، عندما بلغت المركبة الفضائية هدفها والتحمت بنجاح مع المحطة الفضائية الدولية ليدخلها ابن الإمارات حاملاً معه راية دولة التسامح والإنجاز مستلهماً تجربة الأمير السعودي سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، أول رائد فضاء عربي يدور حول الأرض، لينضم إليه في إلهام الأجيال العربية الشابة.الرسالة التي غرّد بها هزاع المنصوري ووصلت إلى مئات ملايين الشباب في مختلف أنحاء العالم، قال فيها: «أنطلق اليوم حاملاً على عاتقي فخر وآمال هذا الوطن إلى بُعد جديد. اليوم أبتعد عن وطني، عن أهلي وعن الأرض، لأقترب من النجوم». هذه الرسالة حملت بُعداً إنسانياً شاملاً ليس بغريب على أحد أبناء الإمارات.لقد ظهر رائد الفضاء الإماراتي أمام العالم يوم الأربعاء 25 سبتمبر ببث حي وهو يُوشح كتفه بشعار «طموح زايد»، واستوقفتني هنا لقطة مميزة من ألبوم حافل احتل الوجدان الإنساني. فقد ظهر هزاع، في أكثر من موقف خلال التحضير للرحلة التاريخية، رافعاً علامة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» التي تشير إلى ثلاثية «الحب والنصر والفوز» والتي تحوّلت الآن إلى بوصلة وجدانية توجّه أحلام الشباب ضمن سرب الخير والتسامح الذي تأسست عليه دولة الإمارات، وأثْرتْهُ القيادة الرشيدة بعزيمة البناء الموصول بالنصر والإنجاز، وينفذه الشباب الإماراتي بأزهى مظاهر الكفاءة والوفاء.هي الصورة نفسها الناطقة بالإنجاز الذي حققه مركز محمد بن راشد للفضاء، خلال عامين فقط، وهو يرى طيار ال F16 الإماراتي هزاع المنصوري، وقد اخترق الغلاف الجوي للأرض حاملاً معه راية دولة التسامح والإنجاز، زارعاً إياها بين رايات روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، في مهمة تاريخية تضيف للقوة الناعمة لدولته ووطنه حضوراً فاعلاً في كل أرجاء الكون.إن الصفة التاريخية لرائد الفضاء الإماراتي، تكمن في كونه أول عربي تم تأهيله في مختبرات محطة الفضاء الدولية لإجراء مجموعة من التجارب العلمية في الفضاء وستصبح جزءاً من الذاكرة العلمية التراكمية التي تدخل التاريخ الإنساني.
إن رائد الفضاء الإماراتي الذي سيدور حول الكرة الأرضية حوالي مئة مرة خلال أيام الرحلة الثمانية، سيقدم للعالم جولة تعريفية مصوّرة، باللغة العربية، عن مكونات محطة الفضاء الدولية.

* المدير التنفيذي لوكالة أنباء الإمارات

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المدير العام لوكالة أنباء الإمارات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"