عادي

مختبر ووهان في «قفص» اتهام «كورونا»

19:30 مساء
قراءة 3 دقائق

شكّل مختبر مدينة ووهان الصينية محور جدل في الآونة الأخيرة، مع اتهام الولايات المتحدة له بأنه مصدر فيروس كورونا المستجد، غير أن معهد الفيروسات الصيني هذا، هو مركز لدراسة بعض أخطر العوامل المُسببة للأمراض في العالم.
وتحدث وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الأحد، عن «أدلة هائلة» تثبت أن الفيروس الذي اجتاح العالم، تسرب من مختبر المدينة الواقعة في وسط الصين، حيث ظهر الوباء أواخر عام 2019، لكن بكين أكدت الأربعاء، أن بومبيو «لا يمكنه تقديم أدلة» على ذلك «لأنه لا يملكها»، ووصف التلفزيون الصيني الحكومي الاثنين، اتهامات بومبيو بأنها «أكاذيب»، فيما نددت منظمة الصحة العالمية بدورها بـ«تكهنات» بدون دلائل، ويشير غالبية الباحثين في العالم إلى أن فيروس كورونا المستجد انتقل إلى الإنسان عبر حيوان، ويعتقد باحثون صينيون أن سوق ووهان، هو مصدر العدوى إذ تباع فيه حيوانات برية حيّة.

ماذا يفعل باحثو مختبر ووهان؟

يدرس باحثو مختبر ووهان الأمراض الناجمة عن فيروسات، وقد أسهموا مؤخراً في اكتشاف المزيد عن كوفيد19 مُنذ ظهوره في ووهان، وفي فبراير/شباط الماضي، نشرت أبحاثهم ونتائجهم في مجلة علمية وخلاصتها أن التسلسل الجيني لفيروس كورونا المستجد مطابق بنسبة 80% للتسلسل الجيني الموجود في السارس، مصدر وباء آخر انتشر بين عامي 2002 و2003، وبنسبة 96% لذلك الخاص بفيروس كورونا الموجود عند الخفافيش، وعلى مدى سنوات، أعد باحثو المعهد عشرات الدراسات والأوراق البحثية حول الصلة بين الخفافيش وظهور أمراض في الصين.
ويؤيد العديد من الباحثين الرأي القائل بأن الخفافيش هي مصدر فيروس كورونا المستجد، ويعتقدون أنه انتقل إلى الإنسان عبر نوع آخر من الحيوانات، قد يكون البانغولان، وشارك باحثون من المعهد في 2015، بدراسة دولية إلى جانب العديد من الجامعات الأمريكية، جرى خلالها تشكيل عامل حيوي مرضي بهدف تحليل التهديد الذي قد ينجم عن فيروس جديد مشابه للسارس.

ما هي المنشآت المتوفرة لدى معهد ووهان؟

يملك المعهد أكبر مجموعة من سلالات الفيروسات في آسيا، عددها 1500 عينة مختلفة، وفق موقعه الإلكتروني، ويملك أيضاً مختبر «بي4» الخاص بـ «أمراض الدرجة الرابعة» وهي الأكثر خطورة، وهذا النوع من المختبرات هو عبارة عن منشأة تخضع لحراسة مشددة وتحتوي على عينات من فيروسات معروفة مثل إيبولا.
وفي العالم كله، يوجد نحو ثلاثين مختبر «بي4» كلاس 4 باثوجين أو (الدرجة الرابعة من مسببات الأمراض)، وأنشئ مختبر «بي4» في ووهان الذي افتتح في 2018، بتعاون مع فرنسا وبهدف تطوير استجابة سريعة لظهور الأمراض المعدية، ويحتوي المعهد مُنذ عام 2012 على مختبر «بي3» (الدرجة الثالثة)، الذي يدرس عموماً الفيروسات الأقل خطورة، مثل فيروس كورونا المستجد.

هل من الممكن أن يحصل تسرب من مختبرات معهد ووهان؟

تقول صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إن سفارة الولايات المتحدة في بكين، وبعد عدة زيارات للمعهد، حذرت السلطات الأمريكية في 2018، من أن تدابير الأمن المتخذة في معهد ووهان غير كافية، ويؤكد المعهد أنه تلقى مُنذ 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي، عينات لفيروس مجهول ينتقل في ووهان (حدد لاحقاً باسم سارس-كوف2)، ليقوم بتحليل حمضه النووي في الثاني من يناير/ كانون الثاني، ثم ينقل المعلومات المتوفرة لمنظمة الصحة العالمية في 11 يناير/كانون الثاني.
ونفى مدير المعهد يوان زيمينغ في إبريل/نيسان، نفياً قاطعاً أن يكون مختبره مصدر فيروس كورونا المستجد، وأكدت الباحثة شي زينغلي وهي من أبرز باحثي علم الفيروسات في الصين ونائبة مدير مختبر «بي4» في مقابلة مع مجلة «سيانتفيك أمريكان»، أن التسلسل الجيني لفيروس (سارس-كوف-2)، لا يتطابق مع أي من فيروسات كورونا الموجودة عند الخفافيش التي تجري دراستها في معهدها.

ماذا يعرف العلماء عن الفيروس؟

يشير الباحثون إلى حقيقة غياب دليل يعطي مصداقية لفرضية تسرب من معهد الفيروسات في ووهان، كما لا يوجد دليل رسمي على أن مصدره هو السوق الذي يشتبه ببيعه لحيوانات برية حيّة، وأكدت دراسة صينية نشرت في مجلة «ذي لانست» في يناير/كانون الثاني الماضي، أن الشخص الذي يعتقد بأنه أول مريض بكوفيد19، لم يكن على صلة إطلاقاً بهذا السوق.
ويقول البروفيسور ليو بون من جامعة هونغ كونغ، إن المجتمع العلمي مجمع على أن الفيروس ليس من صنع الإنسان، ويدعو في الوقت نفسه إلى توضيح مصدره، مشيراً إلى أن الأمر مهم للصحة العامة، لأننا نريد أن نعرف كيف حصل ذلك وإذا استطعنا أن نتعلم من هذه التجربة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"