عادي

مؤتمر الديمقراطيين: هاريس تهاجم ترامب.. ومندوبون يضغطون لحظر تسليح لإسرائيل

12:09 مساء
قراءة 6 دقائق

مون تاونشيب - (رويترز)
انتقدت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس على نحو غير مباشر الرئيس السابق ومنافسها الجمهوري في انتخابات الرئاسة دونالد ترامب، الأحد، وألمحت إلى أن ترامب «جبان» تركز سياساته على تقويض المنافسين.
ويسعى عشرات من المندوبين المسلمين وحلفائهم، الغاضبين من الدعم الأمريكي للهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، إلى إجراء تغييرات في برنامج الحزب الديمقراطي ويخططون للضغط من أجل فرض حظر على الأسلحة لإسرائيل هذا الأسبوع، ما يضع الحزب في حالة تأهب لاحتمال حدوث محاولات لمقاطعة خطب بارزة في مؤتمره الوطني في شيكاغو.
منافسة محتدمة
أدلت هاريس بتصريحاتها خلال حملة انتخابية في ولاية بنسلفانيا التي عادة ما تكون ساحة منافسة محتدمة في انتخابات الرئاسة. وكانت برفقة حاكم ولاية مينيسوتا والمرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس تيم والز. وستتجه هاريس بعد ذلك إلى شيكاغو للمشاركة في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي الذي يبدأ الاثنين.
تقويض الآخرين
وقالت هاريس لحشد من أنصارها: «حدث هذا النوع من الانحراف على مدى السنوات العديدة الماضية على ما أعتقد، والذي يتمثل في الإيحاء بأن مقياس قوة الزعيم يعتمد على من يهزمه. في حين أن ما نعرفه هو أن المقياس الحقيقي والصادق لقوة الزعيم يعتمد على من يرفعه. أي شخص يركز على تقويض الآخرين هو جبان».
ولم تذكر هاريس اسم ترامب مباشرة، في حين وصفها المرشح الجمهوري خلال حملة انتخابية في شرق بنسلفانيا السبت، بأنها «متطرفة» و«مجنونة».
سد الفجوة 
واستطاعت هاريس سد الفجوة مع الرئيس السابق ترامب على المستوى الوطني وفي الكثير من الولايات الثمانية الحاسمة، ومنها بنسلفانيا التي ستلعب دوراً مهماً في اختيار خليفة الرئيس الديمقراطي جو بايدن.
وقال حاكم ولاية إيلينوي الديمقراطي جيه.بي بريتزكر في تصريحات لشبكة سي.إن.إن الأحد: «لقد حضرت كل مؤتمر منذ أن أتيح لي الحق في التصويت، ويمكنني أن أقول إنني لم أشعر بهذا النوع من الطاقة والحماسة في أي مؤتمر آخر باستثناء مؤتمر باراك أوباما».
وأصبح أوباما في عام 2008 أول رئيس منتخب من أصحاب البشرة السمراء في تاريخ الولايات المتحدة. وفي حالة فوزها في الانتخابات المقبلة ستصبح هاريس، صاحبة البشرة السمراء التي لها أصول آسيوية، أول امرأة تتقلد المنصب.
مناطق حاسمة
وسوف تزور هاريس ومرشحها لمنصب نائب الرئيس تيم والز حاكم مينيسوتا مقاطعتي أليغيني وبيفر في ولاية بنسلفانيا، وهما من المناطق التي تعتبرها حملتها حاسمة للفوز بتصويت الناخبين في الولاية.
وقال مؤيدون لترامب إنهم يأملون في أن يعيد الرئيس السابق تركيز حملته على السياسة بدلاً من الهجمات الشخصية المتكررة على هاريس، التي اعتمد عليها بشدة في الأسابيع التي تلت ظهورها كمرشحة ديمقراطية محتملة.
مناظرة سياسية 
وقال السيناتور الجمهوري لينزي جراهام في تصريح لشبكة «إن بي سي» الأحد: «يمكن للرئيس ترامب أن يفوز في هذه الانتخابات. سياساته جيدة لأمريكا وإذا أجريت مناظرة سياسية فإنه سيفوز. قد لا يفوز دونالد ترامب المحرض والمتباهي...السياسة هي المفتاح إلى البيت الأبيض».
وقالت مصادر السبت إن من المرجح أن تنضم هاريس إلى بايدن على منصة المؤتمر الاثنين، حيث سيسلمها الشعلة كمرشحة للحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة.
حظر السلاح لإسرائيل
ويسعى عشرات من المندوبين المسلمين وحلفائهم، الغاضبين من الدعم الأمريكي للهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، إلى إجراء تغييرات في برنامج الحزب الديمقراطي ويخططون للضغط من أجل فرض حظر على الأسلحة لإسرائيل هذا الأسبوع.
وتقول المجموعة المؤيدة للفلسطينيين، التي تطلق على نفسها اسم «مندوبون ضد الإبادة الجماعية»، إنها ستمارس حقوقها في حرية التعبير خلال الأحداث الرئيسية في المؤتمر الوطني الديمقراطي الذي يستمر أربعة أيام بدءاً من الاثنين لإعلان ترشيح نائبة الرئيس كامالا هاريس رسمياً لمنصب الرئيس في انتخابات الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني ضد الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب.
وامتنع منظمو المجموعة عن ذكر تفاصيل، لكنهم قالوا إنهم يشجعون المؤيدين على ارتداء الكوفية الفلسطينية وحمل الأعلام الفلسطينية، وسيسعون إلى إجراء تعديلات في برنامج الحزب، في حين يحثون المندوبين على التحدث في قاعة المؤتمر.
مسيرة وسط شيكاغو
ومساء الأحد، تجمع نحو ألف من المحتجين المؤيدين للفلسطينيين ونظموا مسيرة في وسط المدينة في شيكاغو.
ومن المنتظر أن يلقي الرئيس الأمريكي جو بايدن كلمة في مؤتمر الحزب الديمقراطي اليوم الاثنين، في حين تلقي هاريس كلمتها الخميس.
ويقول المندوبون المؤيدون للفلسطينيين إنهم يستحقون دوراً أكبر في كتابة برنامج الحزب. ويقام المؤتمر في شيكاغو، التي تضم أكبر عدد من الأمريكيين من أصل فلسطيني مقارنة بأي مدينة أمريكية أخرى.
وتريد المجموعة تضمين صيغة تدعم إنفاذ القوانين التي تحظر تقديم المساعدات العسكرية للأفراد أو قوات الأمن التي ترتكب انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان.
وقال ليانو شارون، مستشار الأعمال والمندوب الذي وقع على برنامج بديل مع 34 مندوباً آخر: «سنجعل أصواتنا مسموعة. حرية التعبير تتضمن بالضرورة الحق في الوقوف والتعبير عن الرأي حتى عندما تأمر السلطة في القاعة بالصمت».
وقال لرويترز في مناسبة نظمتها جالية فلسطينية كبيرة في شيكاغو: «إنهم يريدون أن يسير المؤتمر بسلاسة. إنهم لا يريدون أن يكون هناك أي نوع من الاضطراب أو أي نوع من التصريحات أو أي شيء من هذا القبيل. أنا آسف. المؤتمر هو أداة للمشاركة السياسية، أليس كذلك؟».
وأحجمت حملة هاريس عن التعليق.



بايدن يسعى إلى وقف إطلاق النار
يدعو مشروع برنامج الحزب الذي صدر في منتصف يوليو/تموز إلى «وقف فوري ودائم لإطلاق نار» في الحرب وإطلاق سراح الرهائن المتبقين الذين اقتيدوا إلى غزة خلال هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الذي شنه مقاتلو حركة حماس وتقول إسرائيل إنه تسبب في مقتل 1200 شخص.
ولا يتناول البرنامج أكثر من 40 ألف شخص تقول السلطات الصحية الفلسطينية في غزة إنهم قتلوا في الهجوم الإسرائيلي اللاحق. ولا يذكر أي خطط لتقليص شحنات الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل.
ووافقت الولايات المتحدة الثلاثاء، على مبيعات أسلحة إضافية لإسرائيل قيمتها 20 مليار دولار.
وسعى وسطاء بينهم الولايات المتحدة إلى التوسط في هدنة بين إسرائيل وحماس، بناء على خطة طرحها بايدن في مايو/أيار، لكنهم لم ينجحوا حتى الآن.
تقليص الدعم للديمقراطيين
وتسببت الحرب بين إسرائيل وحماس، التي دخلت الآن شهرها الحادي عشر، في تقليص الدعم للديمقراطيين بين الناخبين المسلمين والعرب الأمريكيين الذين يمثلون أصواتاً حاسمة في ولايات متأرجحة منها أريزونا وميشيجان وبنسلفانيا.
وبينما يشكل النشطاء نسبة ضئيلة من مندوبي المؤتمر، فإن أي اضطرابات داخل القاعة أو احتجاجات كبيرة خارجها قد تفسد خطة الحزب لتوحيد الديمقراطيين حول هاريس بعد انسحاب بايدن من السباق في 21 يوليو/تموز تحت ضغط من رفاقه الديمقراطيين.
هاريس: «لن أصمت»
يقول نشطاء مؤيدون للفلسطينيين إن هاريس أكثر تعاطفاً مع سكان غزة من بايدن. وقال مستشارها للأمن القومي على منصة إكس هذا الشهر إنها لا تدعم فرض حظر أسلحة على إسرائيل.
ولكن بعد لقائها برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الشهر الماضي، قالت هاريس للصحفيين إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، لكن أيضاً «لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بأن نغض الطرف عن المعاناة ولن أصمت»، في إشارة إلى غزة.
40 ألف محتج
ومن المتوقع أن يتجمع نحو 40 ألف محتج خارج مقر المؤتمر الاثنين للاحتجاج على موقف إدارة بايدن من إسرائيل. ويقول منظمون إن العدد قد يرتفع إلى أكثر من 100 ألف.
وقالت المندوبة نادية أحمد، أستاذة القانون بجامعة باري في ولاية فلوريدا، إن هناك نحو 60 مندوباً مسلماً من بين عدد إجمالي يبلغ خمسة آلاف. وأضافت أن الآخرين يشاركونهم مخاوفهم.
وتريد حركة «غير ملتزم» الوطنية، التي فازت بأكثر من 30 مندوباً في الانتخابات التمهيدية، فرض حظر على الأسلحة. 
وتطالب الحركة الديمقراطيين بتغيير سياستهم تجاه إسرائيل. لكنها تركز دون نجاح يذكر حتى الآن على كسب مكان لمتحدث على منصة رئيسية في مؤتمر الحزب لأمريكي من أصل فلسطيني أو أحد العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية في غزة.
قلق
وفي وقت متأخر من مساء السبت، أضاف منظمو المؤتمر حلقة نقاش نهارية عن القضايا العربية والفلسطينية إلى جدول أعمال الاثنين وأخرى عن معاداة السامية. وقد عبر الأمريكيون اليهود عن قلقهم إزاء تزايد المشاعر المناهضة لليهود، كما ندد المسلمون بتزايد رهاب الإسلام في الولايات المتحدة.
وقالت مصادر إن ليلى العبد، الرئيسة المشاركة لحركة «غير ملتزم» الوطنية وكيث إليسون المدعي العام في ولاية مينيسوتا، وهو حليف مسلم لبايدن وطبيب عمل على الخطوط الأمامية في غزة، سيكونون بين المتحدثين في الحلقة النقاشية الأولى.
وتضغط الحملة على هاريس للإدلاء ببيان عن استخدام الأسلحة الأمريكية لقتل الفلسطينيين.

اقرأ المزيد:


 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2s4xbyvn

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"