التهاب السحايا.. حزام يطوق القارة السمراء

02:43 صباحا
قراءة دقيقتين
إعداد:فدوى إبراهيم

يعد موسم الجفاف والرياح الموسمية في الصحراء الإفريقية«الذي يمتد من ديسمبر/كانون الأوّل إلى يونيو/حزيران»، الأحلك سواداً في القارة، ليس لما يخلفه من نقص في الموارد فحسب بل لانتشار مرض التهاب السحايا الذي يودي بحياة الآلاف ويسبب الإعاقة، العمى، وأمراضاً أخرى.
«حزام التهاب السحايا في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى» هو المسمى الشائع للدول التي يصيبها هذا المرض بشدة، ليغزو بذلك 26 دولة من السنغال في الغرب إلى إثيوبيا في الشرق، والمفارقة أن أولى فاشياته شخصت في عام 1805 في مدينة جنيف بسويسرا.
وحصد التهاب السحايا من دول العالم الآلاف لكنه كان الأقسى على دول «حزام التهاب السحايا»، وأسفر وباء 1996-1997 عن إصابة 250 ألف حالة، ونحو 25 ألف وفاة، وفي عام 2009 أصاب ما لا يقلّ عن 88 ألفاً، وأودى بحياة أكثر من 5000 نسمة منهم، وتصاب نسبة من الناجين بإعاقات دائمة، كالشلل، العمى، فقدان السمع، نوبات الصرع، والتلف الدماغي.
سبب المرض يرجع لأنماط عديدة من الجراثيم، فهناك سحايا تأتي من ميكروب بكتيري، ميكروب الدرن، والثالث للنيسيريا، والنوع الوحيد الوبائي هو الأخير، أما الأنواع الأخرى فلا تسبب الأوبئة. في عام 2010 أقدمت منظمة الصحة العالمية على إدخال لقاح المكورات السحائية «A» لإفريقيا وقد قلل بشكل كبير من عدد حالات الإصابة بنيسريا السحايا في هذه المناطق الموبوءة.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن نحو 450 مليون نسمة يواجهون مخاطر الإصابة بداء المكورات السحائية من النمط«A»، الذي يمثّل أهمّ أسباب انتشار الالتهاب الوبائي في جميع أنحاء إفريقيا، ويسبب موسم الجفاف الكثير من الأضرار للغشاء المخاطي للأنف والبلعوم نتيجة الرياح الغبارية، ويعد انخفاض درجات الحرارة ليلاً، والكثافة السكانية وتكدس السكان في أقاليم معينة، من محفزات انتشار العدوى هناك.
والسحايا بطانة رقيقة تحيط بالدماغ والنخاع، ويحدث التهابها بانتقال الجراثيم إليها بالعدوى بين البشر عن طريق الرذاذ التنفسي والحلقي، ومن أبرز أعراض المرض ارتفاع الحرارة، تيبّس الرقبة، الصداع، التقيّؤ، وحساسية الضوء، وتحدث الوفاة عقب ظهور الأعراض ب24-48 ساعة إن لم يتم العلاج.
وتوصي المنظمة المناطق التي تعاني نسبة وبائية مرتفعة ومتوسطة بأن تتبع برامج التطعيم واسعة النطاق وإجراء المتابعة والتقييم لبرامج التطعيم ذات الجودة العالية، وأن تقوم دول حزام التهاب السحايا الإفريقية باستكمال حملاتها في الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين عام إلى 29 سنة وإدخال جرعة واحدة من لقاح المكورات السحائية «A» في الأطفال من عمر 9-18 شهراً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"