د. جميلة الحساني: الطب النفسي حائط صد أمام «كورونا»

شكراً خط دفاعنا الأول
02:09 صباحا
قراءة 4 دقائق

حوار: محمد الماحي

الطبيبة الإماراتية تقف كتفاً بكتف مع زميلها الطبيب على خط المواجهة مع فيروس كورونا المستجد، لتقدم نموذجاً يحتذى للأطباء في جيشنا الأبيض المحارب على امتداد الوطن وتفعل كل ما في وسعها من أجل الانتصار على الفيروس الغادر في تلك الحرب الشرسة، وتحرير أجساد الناس من سطوته.

الطبيبة النفسية جميلة الحساني توجد في مقدمة الصفوف، حيث تعمل في علاج ومتابعة الحالات المصابة بالفيروس في مستشفى تابع لشركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» وتقدم الدعم النفسي والعلاج السلوكي للتخفيف من وطأة القلق والتوتر والمعاناة النفسية على المصابين، وتتحمل بذلك مسؤولية شاقة. تعمل الطبيبة الحساني 12 ساعة في المستشفى المخصص للعزل، حيث تستقبل المصابين، وتوفر العلاجات اللازمة لهم، على الرغم مما فرضه ذلك عليها من صعوبات متعلقة بتعريض نفسها لالتقاط العدوى، وبطول ساعات العمل، فضلاً عن اضطرارها للبقاء بعيدة عن أسرتها.

تقول الحساني التي تعمل في مدينة العين، وتسكن مع أسرتها في الفجيرة: لمزيد من الإجراءات الاحترازية لسلامتي وسلامة أسرتي، عزلت نفسي عنها، ما يزيد على شهر، ليبقى التواصل عن بعد هو الحل الوحيد في هذه المرحلة.

وتـؤكـد أن الـطـــب الــنـــفـــســي يــــشكــل حــــــــائط صد قوياً لمواجهة الاكتئــــاب المــحتمل بــعد الإصــــــــابــــة بـ«كورونا»، وأن الأطباء المتخصصين يبذلون جهوداً كبيرة لمــــــساندة المرضى في الحجر. وتوضح أن المريض قد يكتـــــئب نتيجة وجوده في مكان غير مسموح له بالخروج منه، بالإضافة إلى التصور العام عن مرض كورونا بأنه لا شفاء له على الرغم من أن 80% من الحالات التي تصاب بهذا المرض تشفى بشكل كامل من دون مضاعفات.

الخوف نوعان

ترى الحساني، أن الخوف خلال هذه الجائحة نوعان، إيجابي وسلبي، وأن ما نعيشه الآن هو الخوف الذي يقتضى اتخاذ الإجراءات الوقائية وهو خوف إيجابي، أما الخوف السلبي فيؤدي إلى نقص المناعة داخل الجسم، ويؤثر بالسلب في تجدد خلايا الجسد، ويؤثر سلباً في إنتاج الخلايا، ويمكن للإنسان أن يشعر بأعراض الفيروس لأنه خائف من الإصابة به.

وتابعت: لابد من رفع الطاقة المعنوية وقوة الشفاء الذاتي داخل الإنسان، وهي قوة موجودة في كل خلية وتجعلها تتعافى ذاتياً، مشيرة إلى أنه حتى وإن كانت المحنة صعبة لابد أن نركز على كل ما هو إيجابي في طياتها، حتى لا يسهل وصول العدوى إلى الإنسان بعد أن أهلك الخوف مناعته. وحذرت من انتقال الخوف والهلع من الفيروس إلى الأطفال حتى لا يؤثر ذلك في حياتهم في الكبر، مع الالتزام بالحد الأدنى للوقاية بما لا يضر نفسيته.

الظرف الاستثنائي

تقول الحساني: «لدينا واجب وطني وواجب اجتماعي، وبصفتنا طاقماً طبياً أقسمنا أن نخدم المرضى، ونحن نعلم منذ دخول هذا المجال أننا سنواجه تحديات جمَّة، وفي هذه الحالة يتم تقديم واجبنا الوطني والإنساني والمهني على أي أمر آخر، وأكدت أنها ستكون عند ثقة القيادة بهم في هذا الظرف الاستثنائي، مشددة على ثباتها في خط المواجهة مع الفيروس. وتضيف:«لدي الدعم الكافي في المنزل لمواصلة عملي في مكافحة هذا الوباء، حيث تتفهم عائلتي طبيعة عملي منذ التحاقي بكلية الطب، كما أنَّ القيادة تقدر الطاقم الطبي، وتدعمه وتهتم به وتساعدنا على الحصول على كل ما نحتاج إليه لتسهيل عملنا».

وتتابع:«أصبحنا نفتخر أن لدينا تجربة مميزة في التعامل مع الفيروس، وأداء الدولة بجميع أركانها يعتبر مثالاً يحتذى على مستوى العالم، ما أسهم في رفع معنوياتنا وإصرارنا على الخروج من هذه الأزمة منتصرين».

وتدعو الجميع إلى الالتزام التام بكل التعلــيــمــات، للــوصــول جـمــيــعـــاً إلى بر الأمان.

وتقول: «نحن عازمون على بذل أقصى جهودنا وطاقتنا لحماية وخدمة كل إنسان يعيش ويعمل على أرض الإمارات، وحريصون على سلامة المجتمع الإماراتي بكل فئاته، وتوفير بيئة صحية آمنة».

وتـعــتـبر أن دورهــم كعاملين في القطاع الصحي واجب إنساني ووطني، وأن وجودهم على خط المواجهة، هو عملهم الذي يسعون من خلاله لحماية الوطن من أي أخطار، وأن الفترة المقبلة ستشهد جهوداً وتضحيات أكبر حتى نتجاوز جميعاً هذه المرحلة.

وتشدد على ضرورة البقاء في البيوت والابتعاد عن أي تجمعات وغسل اليدين باستمرار، وفي حالة الخروج للضرورة يجب غسلهما عند لمس أي سطح خارجي والحرص على عدم ملامسة العينين.

وتثمن الحساني توجيهات وحرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على إقامة مراكز الفحص من المركبة، ما يعكس الاهتمام الكبير الذي يوليه سموه لصحة وسلامة جميع المواطنين والمقيمين وتسخير كافة الطاقات والإمكانات الهادفة إلى مواصلة التصدي للفيروس.

دعم

ترى د. جميلة الحساني أنه يجب التركيز على حالات الشفاء التي تزيد بصورة مطردة، لافتة إلى أن الرسالة التي بعثت بها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، «أم الإمارات»، تُعدّ رسالة إنسانية نبيلة، وتؤكد مجدداً حرص الدولة على تقديم كل أشكال الدعم للكوادر الطبية في الإمارات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"