عمر آل صالح

هكذا هو اسمه: (عمر عبدالرحمن سيف آل صالح)، من دون إضافة، أو نقصان.. ضحية من ضحايا الفيروس المفترس «كورونا» المتجدد، الطائر بلا أجنحة في فضاءات الكون، غير مدخر أيّ جهد في سبيل تقصي أثر البشر.. واحداً، إثر واحد، إثر واحد..
(عمر): الأخ والصديق والزميل الثقافي والإبداع الأدبي، بشعره وقصصه ومقالاته وأبحاثه، وبحثه الدؤوب عن كل ما هو جاد ومتجدد.. منذ ثمانينات القرن العشرين، وحتى اللحظة الأخيرة من مفارقته الحياة في يوم الاثنين، الرابع من مايو/ أيار الجاري، الحادي عشر من رمضان الجديد بجوده، وجودته، وجدية قدومه.
كاتب وطني وإنساني حتى النخاع، أخذ يُجنّد قلمه في سبيل الإنسانية حتى آخر عهده بالحياة الدنيا.. متصدياً لهادم اللذات «كورونا» من جهة، وداعياً إلى اللحمة الاجتماعية الإنسانية، من جهة أخرى، وباثاً رَوْحانياته من جهة ثالثة.. من خلال تغريداته الرصينة الحصينة عبر حسابه على «تويتر»: التزم بيتك. تحت شعار «خلك في البيت» و «ميرك علينا»، ندعوكم للمساهمة في توفير السلة الغذائية لعدد 3000 أسرة متعففة داخل الدولة. اللهم إن مساجدنا أظلمت، وشهر رحمتك الفضيل قد دنا.. فلا تحرمنا سماع تراتيل التراويح، ولا رؤية المصلين، ولا تحرمنا عمرة تعادل حجة مع نبيك. اللهم صل وسلم على من شرحت به القلوب، وأنرت به الدروب، وهديت به من الضلالة، وعلمت به من الجهالة. (4) اللهم اصرف عنّا الوباء يا أرحم الراحمين. اللهم اجعل هذه الأيام تمرّ، ولا تضر.
(عمر): رجل إنسان، يحب الخير لغيره، كما يحبه لنفسه.. غادرنا جسداً في الرابع من مايو/ أيار، تاركاً وصيته صدقة جارية بخير طويل الأمد: (لا تترك أحداً تعرفه، إلاّ وأَرْسِل إليه هذا المصحف حتى يكتب لك مثل أجورهم. المصحف كامل مع تفسيره، ويتم تقليب الصفحات بلمس الشاشة: اختيار الصوت، تلاوة، ترجمة، تفسير. ليس هنالك أغلى منه كهدية وصدقة).
(عمر عبدالرحمن سيف آل صالح): الشاعر الشامخ بقصائده الوطنية في مناسبات الإمارات في كل زمان ومكان، ما زالت تغريداته «التويترية» تصدح في فضاء الوطن حتى «مارس المنصرم»: (الحمد لله على نعمة الإمارات. الحمد لله على نعم القيادة الرشيدة. الحمد لله على الأمن والأمان والاستقرار. الحمد لله على الصحة والعافية. اللهم أدم علينا النعم، ظاهرها وباطنها واحفظها من الزوال).
اللهم آمين يا «عمر»: رحمك الله وطيَّب ثراك. الوطن الإمارات يُقرئك السلام، يا «حفيد الرمس» النبيل.

[email protected]