كتاب «عكوس سالمين» لعلي الشريف

03:43 صباحا
قراءة 3 دقائق
بقلم: عبدالغفار حسين

«العكس» أو «العكوس» تعني في اللهجتين الإماراتية والعُمانية، وربما الخليجية، التصوير الفوتوغرافي. و«العَكّاس» تعني المصور؛ حيث في بدايات النصف الثاني من القرن الماضي، القرن العشرين لم يكن يَرد على ألسنة الناس هنا اسم التصوير أو المصور إلا نادراً، وربما كان المتلفظ للمفردة، التصوير، والمصور، وافداً عربياً. وكذلك كان المصورون الذين أغلبهم من أهالي دبي، من الهواة أو أصحاب استوديوهات التصوير، كالمرحوم عبدالله قمبر العوضي التاجر المعروف، الذي كان في بداية حياته العملية مصوراً ويملك استوديو للتصوير؛ حيث كان يصور في الأغلب أشخاصاً يطلبون أوراق السفر من الحاكم في كل الإمارات أو من (بيت الدولة)، أو الوكالة السياسية لبريطانيا و(المعتمديّة) التي كانت في الشارقة منذ منتصف القرن التاسع عشر حتى عام 1952، ثم انتقلت إلى دبي.

ولعل عبدالله قمبر العوضي الذي أشرنا إليه فيما سبق، هو أول مصور يفتح استوديو للتصوير في الأربعينات، وهناك مصورون خاصون اشتهروا بالتصوير كعبدالكريم تقي زادة أو عبد الكريم كابتن، لكن كابتن لم يكن صاحب استوديو للتصوير وإنما اشتهر بأنه من الهواة.

وجاء بعد هؤلاء بعض الهنود، كرودركس، ففتح استوديو للتصوير في منطقة السبيخة في الخمسينات من القرن الماضي، ثم نور علي، المصور المشهور الذي خَلف رودركس وأخد كثيراً من صوره وادعاها لنفسه.

ولست هنا أدعي أن التصوير كان يقتصر على هؤلاء الذين ذكرتهم أعلاه، لكني ذكرت ما أسعفتني الذاكرة من المشهورين.

وكتاب «عكوس سالمين» لعلي الشريف عبارة عن مجموعات من الصور التي التقطها سالمين السويدي للتلفزيون، الذي يُعد أول مصور تلفزيوني عُرف على الصعيد الرسمي وعمل مصوراً في تلفزيون الكويت في دبي التي كانت أول محطة تلفزيونية في المنطقة.

وهذا الكتاب أعده وأشرف على إخراجه الشاب النبيه علي الشريف، المتخصص في التصوير الفوتوغرافي، وكَتب للكتاب مُقدمة، إضافة إلى جَمعه مجموعات من الصور الرائعة التي تعود بنا إلى أيام تلفزيون الكويت من دبي.

ويعد الكتاب توثيقياً مهماً، وهو لا يقل في مضمونه عن أي كتاب يوثق لأي مرحلة من مراحل تاريخ الإمارات الفني.

وقد ذكر الأستاذ علي الشريف، عدداً من الأهالي الذين عملوا في التصوير بخلاف من أتيت شخصياً على أسمائهم في بداية هذا المقال، لكني أعتقد أن هؤلاء الأهالي الذين عملوا في التصوير، لم يكونوا مصورين مهنيين، وكانوا يعملون، أو أغلبيتهم، في أعمال تتعلق بتسهيل استخراج أوراق السفر للقادمين إلى الإمارات، وخاصة من عُمان، ويسافرون بعد ذلك إلى السعودية وقطر والكويت بغية البحث عن عمل.

ولهؤلاء النشيطين من المواطنين مبحث آخر قد نتطرق إليه في المستقبل.

ويقول الأستاذ علي الشريف، عن فكرة الكتاب: «بعد ما شرحت لسالمين الفكرة ثم تقبلها، أخذت أجلس معه جلسات عدة، استغرقت كل واحدة منها من ثلاث إلى أربع ساعات يومياً، لمدة عشرة أيام، تناولت فيها تنظيف الصور ثم حفظها «أرشفتها» بتقنيات حديثة، فكان لكل صورة ذاكرة على حدة، ووفق ما رواه لي هو من أحداث وأسماء وشواهد، كان يتذكر بعضها بقوة، فيما كان بعضها الآخر ضبابياً؛ لكثرة الصور والأحداث وبعد المدة.

بعد كل جلسة، كنت أتخيل محتوى الكتاب ينمو شيئاً فشيئاً، بحجمه وعدد صفحاته وصوره وقيمته. وهذا ما أمدنا معاً، سالمين وأنا، بشغف مواصلة العمل في المشروع، وصولًا إلى هذا الكتاب «عكوس سالمين» في جزئه الأول.

بقي أن أذكر لماذا اخترت كلمة «عكوس» التي تعني صوراً باللهجة المحلية الإماراتية، ولم أستخدم كلمة «صور» الفصحى، وهو أنني أردت أن تكون رحلة في الماضي، فاختار سالمين اسماً من الماضي، كي تكون الرحلة أكثر واقعية، وأكثر حميمية، وأكثر تأثيراً وجاذبية.

يستحق سالمين، بوصفه مصوراً موثّقاً، أن يُكرّم في أهم المحافل، وأن تَنشر عنه وسائط الصحافة والإعلام والتواصل بشكل يليق بمسيرته الطويلة».

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"