عيدكم مبارك

04:46 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

عيدكم مبارك.. أيام قليلة تفصلنا عن الاحتفالات بعيد الفطر، تلك الأيام المباركة التي تجمع مجتمعات الأمة الإسلامية على الرحمة والمودة والفرحة، ولا شك أن الجميع يعلم أن العيد هذا العام «استثنائياً»، مقارنة بالسنوات الماضية، نظراً للظروف الراهنة، وتداعيات كورونا «كوفيد- 19»، التي أضرت بالأفراد والمجتمعات، وهزت أثارها عرش الاقتصاديات.
ما يجعل عيدنا مختلفاً هذا العام، ليس الفيروس «التاجي» فحسب؛ بل منظومة حياتنا التي تغيرت أيضاً مع الجائحة، وفرضت على الجميع اتباع سلوكيات وقائية جديدة، والالتزام بالتعليمات والإجراءات، لتجنب الإصابة بالعدوى، وتقليص انتشار الوباء، وتقليل المخاطر، وهنا مربط الفرس.
منذ أيام فرضت الجهات المعنية في الدولة، إجراءات احترازية جديدة، وتم تغليظ العقوبات، ورفع سقف الغرامات على المخالفين، ومن المؤكد أن تلك القرارات لم تأت من فراغ، أو وجدت لتعكر صفو المجتمع في أيام العيد، لكنها «ضرورات تبيح المحظورات»؛ إذ إن واقع الحال أكد أن حجم الأزمة الراهنة، يتجاوز في مضمونها عادات وتقاليد الاحتفال بالعيد.
ولعل أبرز ما يدعو إلى تشديد تلك الإجراءات، يكمن في وجود سلوكيات غير مسؤولة، لدى البعض، الذي لم يدرك بعد، مخاطر التجمعات وعادات التزاور، فكلاهما بيئة خصبة لحاضنة الفيروس، تدعم نشاطه، وتعزز انتشاره بين أفراد المجتمع.
وهناك أيضاً البعض الذي يهمل في تطبيق الإجراءات الوقائية في الشوارع والميادين والأسواق، وجميعها أفعال تجهض الجهود المبذولة، للمحافظة على الأرواح وأمن وسلامة المجتمع، وتقلل من فرص السيطرة على منحنى الإصابات نحو الانخفاض، وتهدم كذلك ما تم إنجازه خلال الشهور الماضية.
الإهمال واللامبالاة، أسهما بقوة في انتشار فيروس «كورونا»، وقفزا بأعداد المصابين لمعدلات مخيفة عالمياً، وهذا ما شاهدناه بالفعل في بعض الدول التي عجزت حكوماتها عن السيطرة على «التاجي»، وما زالت تواجه صعوبة في إدارة الأزمة، لتستمر معاناتها جراء الآثار المفجعة للجائحة على المستويات كافة حتى الآن.
إن اتباع الإجراءات والالتزام بتطبيق التعليمات، لا يعني بالضرورة الخوف من عقوبة أو غرامة، لكنه دليل على التحضر والرقي، فلماذا لا نخرج عن التقليدية، ونحتفل بعيدنا هذا العام بطريقة مختلفة؟ نطبق من خلالها التباعد الجسدي، ونتجنب المخالطة والتجمعات، ونحافظ على تطبيق اللوائح والقوانين النابعة من مسؤوليتنا تجاه أنفسنا وعائلاتنا، وعيدكم مبارك.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"