موجة من الجدل

04:15 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

منذ أيام انطلق ركب امتحانات نهاية العام الدراسي 2019-2020؛ إذ يؤديها طلبة جميع مراحل التعليم «من البيوت»، أجواء جديدة، وآليات مستحدثة، وضوابط تحاكي الواقع الجديد لمنظومة التعلم عن بعد، في ظل جائحة «كورونا».
وما إن انطلقت إشارة البدء، حتى تبعتها موجة جدل واسعة في مجتمع أولياء الأمور، وانتقادات على صيغة أسئلة امتحان اللغة العربية للصف السابع، والزمن المحدد لكل سؤال؛ حيث حددته وزارة التربية والتعليم بدقيقتين.
هذه كانت الإشكالية التي تصدرت ساحة التعليم، وأشعلت مواقع التواصل، خلال الأسبوع الأول لامتحانات النهاية، ولكن قبل أن ننصف طرفاً على طرف آخر، دعونا نقف على عدد من الحقائق المهمة، يتصدرها وجود ضعف واقعي في مهارات الطلبة القرائية، بحسب المؤشرات الدولية، ولكن المشكلة الكبرى تكمن في أن المجتمع في حالة حرج شديد من الاعتراف بذلك أو الإفصاح عنه.
تحمل الإشكالية معها ثلاثة أطراف؛ إذ يتمثل الطرف الأول في «وزارة التربية»، التي تركز في استراتيجياتها على التطوير منذ سنوات، لمواكبة المؤشرات العالمية في مسارات التعليم، ومنها نظم التقييم والامتحانات، وهذا ما حدث في امتحان «العربية».
فهل تعلم أن مقياس الطلاقة العالمي، حدد لطلبة الصفوف: «الأول قراءة 50-80 كلمة في الدقيقة، والثاني 70-100، والثالث 100-130، والرابع 130-140، والخامس 140-160، والسادس 160-170»، وعدم قدرة طلابنا على تحقيق هذا المعدل، يعني أن لدينا «ضعفاً»، وأن الأسئلة ليست بـ«الطويلة»، والوقت ليس بـ«القصير».
ويضم الطرف الثاني المعلمين، الذين ركزوا على الانتهاء من المقررات الدراسية قبل الامتحانات، وتناسوا تأهيل الطلبة وتدريبهم على أنماط مختلفة من الأسئلة، التي من شأنها الارتقاء بمهاراتهم، وتمكينهم من التعامل مع الامتحان بسلاسة ويسر.
ويشكل الآباء والأمهات الطرف الثالث في تلك الإشكالية، فعلى الرغم من دورهم المهم في المنظومة الافتراضية، فإن ثقافة التغير ومواكبة التطوير، ما زالت «منقوصة» عند الكثير منهم، لتبقى درايتهم بالحلول العلاجية لمهارات أبنائهم «متواضعه»، بل تحتاج لمزيد من التعمق في عملية التعليم والتعلم.
بناء الأجيال، مسؤولية مشتركة، ينبغي أن يدركها الجميع، ولا يجوز أن يعمل أي الأطراف منفرداً، فلماذا لا نوجه ثقافة الوالدين، ونعزز ممارسات المعلمين، وفق المتغيرات الجديدة للوزارة؟ ليدرك المجتمع رؤى الدولة للوصول بالتعليم إلى المصاف المتقدمة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"