عادي

هكذا سيطرت فيتنام على «كورونا»

04:14 صباحا
قراءة 3 دقائق
فيرونيك مايفا فاجز *

في مواجهة فيروس «كورونا» اعتمدت فيتنام الاختبارات الاستراتيجية، وتتبع المخالطين عبر تطبيقات الهاتف المحمول، وحملات التوعية، فضلاً عن فرض الإغلاق.

بينما كانت أنظمة الرعاية الصحية في عدد من البلدان الثرية على وشك الانهيار بسبب الضغط الذي أحدثه وباء كورونا، كانت فيتنام من الدول السباقة في الاستجابة لهذا الفيروس والسيطرة عليه. فهل هذه الاستجابة السريعة والفعالة نموذج يمكن تطبيقه من قبل البلدان الأخرى الأقل ثراءً؟

تملك فيتنام، التي يفوق تعداد سكانها 97 مليون نسمة، خبرة واسعة في الاستجابة لتفشي الأمراض المعدية، بما في ذلك متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (سارس)، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس)، والحصبة وحمى الضنك. ويعمل التحالف العالمي للقاحات والتحصين (غافي) وشركاؤه منذ سنوات لتحسين النظام الصحي في البلاد حتى يتمكن من مواجهة التحدي المتمثل في تفشي أي وباء من هذا القبيل. وفي مواجهة الفيروس، اعتمدت فيتنام على أربع طرق ذات تكلفة محدودة، بما في ذلك الاختبارات الاستراتيجية، وتتبع المخالطين عبر تطبيقات الهاتف المحمول وحملات التوعية، فضلاً عن فرض إغلاق عام خلال الفترة من 1 إلى 22 إبريل / نيسان.

سارعت فيتنام في الاستجابة منذ صدور التقارير الأولى عن حالات الإصابة بكورونا في الصين. وبفضل تجربتها مع أوبئة مثل السارس وإنفلونزا الطيور، شددت فيتنام مراقبة المناطق الحدودية لمنع انتشار الفيروس الجديد. وعند اكتشاف حالات مصابة بفيروس كورونا، فرضت السلطات عزلاً كاملاً على المناطق التي ظهرت فيها هذه الحالات.

وعند الإعلان عن أول حالة بفيروس كورونا في الصين، فرضت فيتنام فحوصاً صحية في المطارات. فكان يتم قياس حرارة جميع القادمين، وعزل الأشخاص الذين يعانون الحمى أو السعال أو ألماً في الصدر، أو صعوبات في التنفس، وإجراء الفحوص لهم. وعند ظهور حالات مؤكدة، كان يتم وضع جميع المسافرين وأطقم الطائرات والمخالطين في عزل صحي لمدة 14 يوماً.

مع انتشار الفيروس في جميع أنحاء العالم، فرضت فيتنام الحجر الصحي الإلزامي لمدة 14 يوماً لكل مسافر يدخل البلد، وألغت جميع الرحلات الجوية القادمة من الخارج، وأخضعت الأشخاص الذين ظهرت عليهم أعراض كورونا للمراقبة الطبية المكثفة، وتعقبت كل من خالطهم.

واستخدمت فيتنام التكنولوجيا لتتبع المخالطين. فأطلقت وزارة الإعلام والاتصال تطبيقاً هاتفياً يتيح للمستخدمين تحديث حالتهم الصحية يومياً، ويعرض «النقاط الساخنة» للحالات الجديدة، ويقدم للمستخدمين «أفضل الممارسات» للحفاظ على صحتهم. كما أنشأت وزارة الصحة نظام إبلاغ عبر الإنترنت، لمراقبة الحالات المشتبه فيها والمؤكدة من المصابين بكورونا، وهو ما أتاح الإبلاغ السريع عن الإصابات الجديدة وعزلها.

تعاملت فيتنام بجد وحزم مع كورونا منذ البداية، حتى إنها أنتجت فيديو كليب لاقى انتشاراً واسعاً بين السكان. واستخدم هذا الفيديو، الذي تلقى دعماً من الدولة، أغنية جذابة لتوعية الناس بأهمية غسل اليدين. وفي 19 مارس / آذار، أطلقت فيتنام حملة لجمع التبرعات لشراء معدات طبية ووقائية للعاملين في المجال الصحي، تمكنت من جمع أكثر من 2.1 مليون تبرع بحلول 5 إبريل / نيسان. وقد نجحت هاتان الحملتان في رفع مستوى الوعي حول جائحة كورونا وكبح انتشارها.

وطور العلماء الفيتناميون عُدة اختبار للفيروس في غضون شهر واحد. وقد أثبتت هذه العُدة أنها فعالة ورخيصة وسريعة، إذ تظهر نتائج اختبار فيروس كورونا في ساعة واحدة فقط. وعلى خلاف الدول التي تبنت سياسة الفحوص المكثفة، فإن فيتنام لم تجرِ الفحوص إلا للأشخاص الذين يشتبه في إصابتهم.

هذه العناصر الأربعة هي ما شكّل قصة نجاح فيتنام في التعامل مع كوفيد - 19. وجعل هذا البلد الآسيوي النامي يبرهن على أن قلة الموارد لا تعني قلة الحيلة.

* التحالف العالمي للقاحات والتحصين (غافي)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"