«استراحوا.. وما أراحوا»

03:04 صباحا
قراءة دقيقتين
أحمد عزت

* هكذا، حُسم مصير الموسم بناءً على تصويت، مما فجّر بركان الغضب عند كل المتضررين، ففي يوم عاصف في تاريخ الكرة الإماراتية، انفضّ الموسم، ودعك من نتائج التصويت، فأياً كانت نتائجه، يبقى المؤكد أن الرابطة لجأت لحل غريب وغير عادل، وربما هي المرة الأولى في تاريخ كرة القدم التي يُحسم فيها لقب باستفتاء.

فمنح الأندية صلاحية اتخاذ القرار خطأ، لأن نتائجه معروفة مسبقاً، فلا يُعقل أن يوافق أحد على تتويج منافسه، كما أن المهددين بالهبوط قرارهم معروف وهو الإلغاء، وهذا كله أيضاً ليس بمعزل عما حدث من «تربيطات» قبيل اتخاذ القرار.

* لكن الطامة الكبرى كانت في ربط مصير صعود ناديي الإمارات ودبا الحصن، بقرار الرافضين لتتويج شباب الأهلي باللقب، إذ لا توجد أي علاقة بين القرارين، ولو افترضنا جدلاً أن الرابطة أجرت تصويتين مختلفين، الأول لتتويج المتصدر من عدمه، والثاني لتأهل ناديين من الدرجة الأولى، فحينئذٍ كان يمكن أن يُلغي الدوري بلا تتويج، ويتزامن ذلك مع صعود الإمارات ودبا الحصن، أي زيادة عدد أندية الدوري إلى 16 نادياً.

لكن ما حدث أن فريق الإمارات تاه في زحمة رفض الأندية تتويج شباب الأهلي بالدوري، فضاع عليه موسم كامل من الجهد والمال والعمل الشاق.

ولا يعني هذا الحديث أن تتويج شباب الأهلي هو القرار الصحيح، فالفكرة أصلاً أن اللجوء للتصويت، قرار غير منطقي وغير مسبوق، ولن يكون عادلاً في أي وقت وبأي دوري في العالم، فهل كانت الرابطة عاجزة عن اتخاذ قرار حاسم ومنصف، فإذ بها تلقي بالكرة في ملعب الأندية؟ بل وكيف تقرر الأندية المحترفة مصير أندية أخرى بدرجة مختلفة وهي غير موجودة في الاجتماع، وكيف تُعطى الأندية صلاحيات تحديد عدد الفرق وشكل الدوري، فالمعروف أن هذا الأمر يخص الاتحاد والرابطة وحدهما.

* كان الحل الأفضل هو استئناف الدوري رأباً للصدع، أو الإلغاء بلا تصويت.. بقرار يضمن الحقوق، فكل دوريات العالم تقريباً قررت الاستئناف، بما فيها الدول العربية وفي مقدمتها مصر وكذلك دول المنطقة التي لا تختلف في طقسها عن الإمارات، والتعلّل بعقود اللاعبين غير مقنع، لأن «فيفا» منح الاتحادات صلاحية تمديدها، أما عذر الحرارة والطقس فلنا سوابق معه والمساواة في الظلم عدل، وكان يمكن وضع حلول بتأخير انطلاق الموسم الجديد وضغطه وإلغاء بطولة كأس الخليج العربي، لكن ذهب كل ذلك أدراج الرياح، واختار أعضاء عمومية الرابطة الحل الذي استراحوا له والذي لم يريحوا به أحداً.

twitter: @AhmedEzzatBoush

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"