عادي

«كورونا» يهدد بزوال المجتمعات اللاتينية الأصلية

20:45 مساء
قراءة دقيقتين

يواجه السكان الأصليون في أمريكا اللاتينية خطر الهلاك والزوال؛ نتيجة تشفي وباء «كورونا» المستجد؛ بسبب ضعف أجهزة المناعة لديهم، وإهمال الدولة لهذه المجتمعات منذ قرون.
وتم تسليط الضوء على التهديد الذي تواجهه مجتمعات السكان الأصليين؛ بعد وفاة الزعيم البرازيلي باولينيو باياكان، وهو مدافع بارز عن غابات الأمازون المطيرة التي تضم 420 مجتمعاً أصلياً.
وكانت وفاة باياكان في مستشفى في شمال البرازيل واحدة من أكثر من 300 حالة حصلت في 100 من مجتمعات السكان الأصليين في البلاد، وفقاً لرابطة السكان الأصليين في البرازيل «أبايب». ويعادل هذا العدد خمس مرات عدد الوفيات في عام 2019 بأكمله.
وتتّهم «أبايب» حكومة الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو بـ«عدم القيام بأي شيء»؛ لمنع انتشار «كوفيد-19» في المناطق التي يعيش فيها 750 ألف شخص من السكان الأصليين. وأصيب حتى الآن أكثر من 5300 منهم.
والبرازيل هي ثاني أكثر البلدان تضرراً في العالم بالوباء مع أكثر من مليون إصابة، ونحو 50 ألف وفاة.
وأشارت منظمة «بان أميريكان هيلث» إلى أن ما لا يقل عن 20 ألف شخص يعيشون في حوض الأمازون الذي يمر عبر البرازيل وبيرو وكولومبيا وبوليفيا والإكوادور وفنزويلا وجويانا وسورينام، هم من المصابين بالفيروس.
وعلى الحدود بين البرازيل وفنزويلا، تحتل منطقة يانوماميس نحو 20 ألفاً من عمال المناجم غير القانونيين، وفقاً لشركة «سورفايفل إنترناشونال».
وفي بعض الأحيان، يحمل عمال المناجم وقطّاع الأشجار غير القانونيين الفيروس معهم، وهو ما يعرض السكان الأصليين لخطر العدوى.
وقد توقعت دراسة أجرتها جامعة ميناس جيرايس الفيدرالية و«إيسا» أن 14 ألفاً من يانوماميس قد يصابون بالوباء إذا لم تتحرك السلطات؛ لحمايتهم.


خطر الانقراض


وفقاً للمنظمة الوطنية للسكان الأصليين في كولومبيا، فإن ثلثي سكان القرية من السكان الأصليين و«يواجهون خطر الانقراض». ولا يوجد أي طريق يربط هذه المنطقة ببقية البلاد، كما أن المستشفى العام الوحيد الموجود فيها لا يضم وحدة للعناية المركزة. وانتقلت بعض المجتمعات إلى مواقع نائية أو أغلقت طرق الوصول إليها، وتحولت إلى الطب التقليدي؛ لمكافحة الفيروس.
في لوريتو في الغابات البيروفية، أصاب الفيروس المجتمعات المتضررة أصلاً بحمى الضنك والإنفلونزا والحصبة الألمانية والجدري.
ولفتت منظمة الشعوب الأصلية في الشرق إلى أن بعض المناطق لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق القوارب وأقرب مرفق طبي يبعد «بين 6 و8 ساعات، وما يصل إلى ثلاثة أيام أو أكثر».
وتابعت: إن 60% من القرى تفتقر إما إلى مركز طبي وإما إلى معدات أو أدوية.
ويعتمد نحو 5 آلاف شخص من مجتمع «قم» الذين يعيشون في تشاكو في شمال الأرجنتين على الدعم الاجتماعي؛ لأن قواعد الحجر الصحي منعتهم من بيع منتجاتهم اليدوية.
وقال دانييل باسكوال منسق لجنة وحدة الفلاحين في جواتيمالا: «هناك جائحة تخل بالسكان الأصليين».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"