«ليـــــه لأ»..حالة درامية خاصة

03:35 صباحا
قراءة دقيقتين
مارلين سلوم

عليا، سهير، هالة، إنجي، رضوى، فرح، أسماء تشكل لوحة اجتماعية واقعية ترسم حالات مختلفة ووجوهاً لنساء نجدهن بيننا في أي مجتمع عربي. لوحة تحمل توقيع مجموعة تجيد التعبير على الشاشة عن تاء التأنيث، تقودها مريم أبو عوف في الإخراج، ومريم نعوم في الإشراف على الكتابة، ودينا نجم في الفكرة والسيناريو والحوار، أما تلك الشخصيات فتقدمها أمينة خليل وهالة صدقي، وشيرين رضا، وناردين فرح، ومريم الخشت وعايدة الكاشف.
مسلسل «ليه لأ» الذي تعرضه «شاهد»، يمكن أن نطلق عليه «حالة خاصة»؛ لأنه لا يدخل في مناطق المط والتطويل، إيقاعه شبابي سريع، يحمل مجموعة قضايا حقيقية واقعية ويعالجها بمنطق بعيد عن الافتعال، مكتوب بسلاسة وكأنه نابع من القلب والعقل معاً.
في بداية الحلقة الأولى، تحسبه مجرد تقليد للغرب ومجموعة أفلام أمريكية شاهدناها مراراً عن هروب العروس لحظة إتمام فرحها، تاركة خلفها العريس وأهله وأهلها في ذهول وصدمة، لكن بعدها تكتشف أنك أمام قضية أخرى، والهروب هو مجرد بداية لمرحلة خروج الفتاة عليا من حالة الخضوع التام لإرادة والدتها، وقرارها مواجهة الجميع بقناعاتها وأفكارها، والخروج من تحت جناحي الأم والجدة والعم، بحثاً عن تحقيق الذات.
جميل المسلسل بكل ما فيه، من تصوير وكادرات ولقطات، وديكور وإخراج وتمثيل، وصولاً إلى عمق الحوار على الرغم من بساطته. مجموعة شخصيات كل منها تشكل حالة اجتماعية بحد ذاتها، هالة التي بلغت 45 عاماً ولم تتزوج بعد، وتعيش قصة حب مع شاب يصغرها بعشرة أعوام، قلق ومواجهة ورفض للزواج دون موافقة والدتها ووالدي العريس، ورضوى التي يتحكم خطيبها في قراراتها وعلاقتها بصديقتها ويقمعها دون أن يمنحها فرصة التعبير عن رأيها ومشاعرها، وفرح المنطلقة المتحررة، وإنجي التي تظهر قناعتها التامة من أجل إرضاء الآخرين، وتفعل ما تريد من خلفهم، ناهيك طبعاً عن عليا بطلة المسلسل التي تعتبر عنواناً للطموح واكتشاف الذات.
المسلسل لا يحجب الرجل ودوره، بالعكس، فهو من خلال تلك النماذج الأنثوية، يقدم نماذج أيضاً متنوعة لذكور منهم المرن والمتطور، ومنهم التقليدي والمتحجر، وآخر متسلط، ومنهم الضعيف والمتردد، مع مجموعة من الممثلين الجيدين منهم محسن محيي الدين، وهاني عادل ومحمد الشرنوبي وغيرهم.
«ليه لأ» مسلسل تستمتع بمشاهدته وتحب شخصياته لدرجة أنك ترتبط بها وتنتظرها. يطرح مجموعة قضايا على خلفية السؤال الذي يتبادر إلى ذهنك مع كل موقف، وهو «ليه لأ»؟ زواج تقليدي وزواج حب، وزواج مع اختلاف الأعمار، تحمل المسؤولية في اتخاذ القرار.
والعنوان العريض هو البحث عن الذات، وأهمية خلق حوار بين الأهل والأبناء وإفساح المجال أمامهم لتحقيق طموحاتهم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"