حسين غباش

04:31 صباحا
قراءة دقيقتين
إبراهيم الهاشمي

صاحب رأي، وقلم ملتزم، عركته الحياة فكرّس حياته للمعرفة والبحث والتدريس، خبر السياسة والدبلوماسية من أبوابهما المختلفة، فزادتاه حنكة وبصيرة حد الزهد فيهما. مفكر وأكاديمي إماراتي عربي، له باعه الطويل في البحث الرصين الدقيق الذي أنتج للمكتبة العربية مؤلفات تعتبر اليوم مراجع في موضوعاتها، كان يعمل بصمت الناسكين من دون ضجة أو بلبلة، له ذلك الحضور الشفاف الجذاب إذا حضر فعالية أو مناسبة.
شغلته المعرفة، فغاص في بحارها بشغف غواص صبور ماهر لا يبحث إلا عن الدانات ليقدمها لقرائه ومحبيه، فقدم للساحة الثقافية والمعرفية التالي من الكتب: (فلسطين حقوق الإنسان، وحدود المنطق الصهيوني، عمان: الديمقراطية الإسلامية.. تقاليد الإمامة والتاريخ الإسلامي الحديث، الإمارات والمستقبل وقضايا راهنة، الجذور الثقافية للديمقراطية في الخليج «الكويت والبحرين»، التصوف ومعراج السالكين إلى الله)، وتوج ذلك الإنتاج المعرفي الثرّ بكتابه: محمد صلى الله عليه وسلم، قراءة حديثة في سيرة رسول النور والسلام، الذي جاب المعمورة عبر تراجم إلى العديد من لغات العالم.
عرفته الساحة الثقافية والأكاديمية العربية حق المعرفة، وتعاملت معه كقامة فكرية نوعية لها حضورها ووزنها التوعوي والفكري الأصيل.
الدكتور حسين عبيد غباش يرحمه الله الذي فاجأنا رحيله قبل أيام، وكنا نمني النفس بنتاج جديد يضاف إلى عطائه المميز في المكتبة العربية، فرحيل قامة بمستواه تصيب الساحة الثقافية في وجدانها، توجع النفس وتترك حسرة لا يخف أوارها مهما تعاملنا معها بصبر ورضا.
والموجع أكثر أن ساحتنا الثقافية، سواء الرسمية منها أو الأهلية، تعاطت مع هذا الخبر الحزين بمزيد من الصمت، ولم تستيقظ حتى والصحف ووسائل التواصل الاجتماعي تودعه على صفحاتها وعبر مواقعها، فقامة بوعي وفكر د. حسين غباش كان لابد من الاستفادة منها بشكل أكثر وأكبر، أو التعامل مع رحيله بما يستقيم ومكانته وعطاءه، وما خلفه من فكر وإبداع لا ينتهي ما دامت السماوات والأرض.
إن فقدنا لكبير، ورحم الله الفقيد الدكتور حسين عبيد غباش، وغفر له، وأسكنه فسيح جناته، وألهمنا وأسرته وأهله وذويه الصبر والسلوان.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"