إيليا أشرف نسيم 12عاماً، نموذج رائع لتحدي الذات والتغلب على صعوبات التعلم بالابتكار وتنمية المهارات. في 2013، دخل الطفل المدرسة، واُكتشفت إصابته بحالة حادة من متلازمة «نقص الانتباه وفرط الحركة» «ADHD»، وعلى الرغم من صعوبة التعلم الشديدة الناتجة عنها، استطاع إيليا، أن يتفوق دراسياً، ويبرع في مهارات عدة مثل: إنتاج الأفلام «الأنيميشن» وتصميم الألعاب الإلكترونية والتأليف الموسيقي والعزف. في السطور التالية نقترب منه لنتعرف على قدراته الخاصة وسبل التغلب علي الصعوبات في الحياة والتعليم.
يستهل العبقري المصري الصغير المقيم بأبوظبي حديثه معنا عن كيفية اكتشاف موهبته في مجال البرمجة وتصميم الألعاب الإلكترونية، وقال: منذ سنتين تعلمت في المدرسة لغة «سكراتش»، وهي وسيلة نتمكن من خلالها من البرمجة باستخدام أشكال جاهزة دون أكواد، وبدأت أقلد البرامج الصغيرة التي أتعلمها في المدرسة، ثم حصلت على دورات على الإنترنت في موقع«UDACITY»لأتعلم لغة جافا «سكريبت»وأطور مهاراتي في مجال البرمجة، وهكذا بدأت أبتكر ألعاباً إلكترونية، متعددة المستويات والصعوبات، ليستمتع اللاعب في كل مستوى بتحديات جديدة ومثيرة، ثم ساعدت في بناء خوادم متعددة لألعاب إلكترونية أخرى على الإنترنت، وشاركت في بناء مواقع باستخدام لغات: «HTML، CSS، وجافا سكريبت»، وحالياً أشارك في إدارة عدد من مواقع الألعاب ودعمها الفني.
يضيف إيليا: مؤخراً جهزت مخدماً خاصاً على الإنترنت، والمخدم الخاص هو خدمة تخزين واستضافة سحابية تباع من مواقع استضافة الإنترنت، ومنذ بضعة أيام أضفت لعبة فرعية إلى أحد خوادم لعبة «ماين كرافت» بلغة «PHP»، وفيها يفتح اللاعبون صناديق بداخلها أدوات حرب، ثم يتحاربون بالأدوات التي تأتي من الصناديق، وآخر لاعب على قيد الحياة يكون الفائز. وعادة ما تتميز الألعاب من تصميمي بالمزج بين الأفكار الإبداعية الجديدة وبساطة التكوين والبرمجة، حيث أضعها على الإنترنت مجانية ومفتوحة المصدر. وعن سر انجذابه إلى عالم الألعاب الإلكترونية والأنيميشن يوضح ايليا: أهوى الرسم، وأحياناً أرسم شخصيات من الألعاب أو من خارجها، وشاهدت بعض الأفلام عن فن الأنيميشن والرسوم المتحركة على اليوتيوب منذ سنة، واستمتعت بها، وأردت إجادة هذا الفن، وهو عنصر مهم في مجال تصميم الألعاب الإلكترونية، الذي أحبه لأنه يحتاج إلى مهارة عالية وإتقان تصميم ورسم الشخصيات ويُعلّم الصبر لأنه يحتاج إلى وقت طويل ودقة في التنفيذ.
حصص الفن والتكنولوجيا
يضيف إيليا: قدوتي ليناس تروفالدس، لأنه اخترع بنفسه أحد أفضل أنظمة التشغيل في العالم «LINUX»، وابتكره حتى يتمكن من استخدام حواسبه بقدرات أفضل وقيود أقل، وهو نظام سهل الاستعمال ويفضله المبرمجون وهواة ألعاب الفيديو، كما أنه لا يأخذ مساحة كثيرة على ذاكرة الكمبيوتر، وأطمح بالمستقبل أن أمتلك شركة لإنتاج أنظمة تشغيل الكمبيوتر وأجهزة تحتوي الأنظمة التي تنتجها، ومساعدة من يحتاجون إلى أجهزة بنسبة من منتجات الشركة، كما أتمنى زيادة انتشار قناتي على «اليوتيوب»، وأستمر بتقديم محتوى مفيد للمتابعين وعنوانها: «https://www.youtube.com/c/finicalbulb187»، وبدأت بتقديم دروس عليها عن طرق الفوز في الألعاب الإلكترونية.
وعن علاقته بزملائه بالمدرسة، وأداؤه الدراسي رغم الصعوبات بالتعلم يقول: رغم أن الضجيج والأصوات العالية تزعجني كثيراً وأتمنى أحياناً أن يقل عدد الطلبة في الصف، ولكن زملائي طيبون ومتعاونون، وصلتي بهم جميعاً جيدة، وأتمنى زيادة حصص الفن والموسيقى والمكتبة والمعمل والتكنولوجيا والألعاب الرياضية، وتخفيف المناهج الدراسية، والاعتماد على البحوث والمشروعات بدلاً من الامتحانات في تقييم الطلبة، لأنني حين أتخرج وأعمل سيكون لديّ مشروعات كثيرة وليس امتحانات.
ويقول: أحياناً أضطر إلى مغادرة الصف لشعوري بالملل، ولكن أستطيع تعويض ذلك في حصص الفراغ أو بالمنزل، وأنا بطبعي لا أحتاج إلى وقت طويل للدراسة، بالإضافة إلى تفوقي في مادتي اللغة الإنجليزية والتصميم والتكنولوجيا بسبب موهبتي فيهما، وعموماً أدائي متميز، ولكنني أحتاج إلى دعم في الدراسة معظم الوقت بسبب ما أعانيه من صعوبة بالتعلم واضطرابات المزاج.
ولا أحب المناهج المعتمدة على الحفظ في معظم الأحيان، ولكنني أفضل الرياضيات والتكنولوجيا والعلوم واللغة الإنجليزية والفنون، التي فيها مساحة أكبر للتفكير والإبداع.
الرسوم المتحركة
يحدثنا المبدع الصغير عن موهبته في الموسيقى وإنتاج أفلام الرسوم المتحركة ويقول: تعلمت عزف بعض قطع الموسيقى الغربية والشرقية على آلة الأورج الغربي، وذلك بمساعدة أختي الكبري، وبعد ذلك بدأت أؤلف موسيقى للألعاب الإلكترونية باستخدام نغماتي الخاصة وعدد من برامج مزج النغمات والتعديل الإلكتروني،
أما عن أفلام التحريك «الأنيميشن»، فبدأت عام 2019 إنتاج أفلام تحريك قصيرة لشخصيات من تصميمي مثل «الرجل العصا» «Stick Man»، عن طريق برنامج «Adobe Animate CC»، بحيث أرسم وأقوم بعمل تحريك 60 لقطة في الثانية للحصول على دقة عالية وتحريك طبيعي.
ويؤكد إيليا: أكثر من يدعمني هو أبي؛ حيث يشجعني، ويحضر لي مستلزمات المشروعات، كما تدعمني والدتي كثيراً في الجوانب الدراسية والاجتماعية والنفسية والطبية، أما أختي فصوتها جميل وعزفها متقن للأورج والجيتار، وهي تدعمني في تعلم الموسيقى والعزف.
