سلطان النيادي: أبحث عن نص لإنتاج عمل تاريخي إماراتي

تكريمه في «أيام الشارقة المسرحية» رفع معنوياته خلال فترة مرضه
05:00 صباحا
قراءة 5 دقائق
حوار: فدوى إبراهيم

بعد عودته من رحلة علاج دامت 8 شهور في الولايات المتحدة الأمريكية، يستعد الفنان والمنتج سلطان النيادي لتقديم الجديد لمشاهدي التلفزيون عبر «ظبيان للإنتاج الفني»، وعلى الرغم من أنه لم يغب عن المشهد الفني؛ من خلال تكريمه وإنتاجه مسلسل «مفتاح القفل» في رمضان الماضي، فإنه ما يزال يرجو أن يرتقي الفن الإماراتي لمستوى تطور الدولة في كل القطاعات.
ويشير النيادي في حواره مع «الخليج» إلى أن العامل النفسي يلعب دوراً كبيراً في استجابته للعلاج، بعد فضل الله تعالى ، خاصة بعد تكريمه من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، في النسخة ال30 من «أيام الشارقة المسرحية» بوصفه «الشخصية المحلية المكرمة»، والمحبة التي استشعرها من الفنانين والجمهور أثناء فترة مرضه، ما بث في نفسه الراحة والعزيمة؛ لاستكمال العلاج بمعنويات مرتفعة.

بداية، حدثنا عن فترة العلاج التي مررت بها في الولايات المتحدة الأمريكية؟

- المرض هو ابتلاء من الله سبحانه وتعالى ، ونحن كبشر لا نعلم أين يخفي لنا الله الخير، وكأي إنسان بذلت وأسرتي قصارى جهدنا باحثين عن طرق العلاج، وكانت وجهتنا أمريكا. هي فترة لا أحب أن أستذكرها؛ لما شعرته فيها من ألم كثير، لكن ما كان مؤلماً بحق ليس العلاج والجراحات التي خضعت لها، إنما رؤية الخوف في أعين أسرتي الصغيرة، الذين رافقوني طيلة مدة العلاج التي امتدت لثمانية شهور.

في تلك الفترة العصيبة، كانت هناك شعلة محبة تجسدت باستقبال خبر تكريمك في «أيام الشارقة المسرحية»، أخبرنا عنها.

- لقد كرمت في الحقيقة مرتين، الأولى حينما قدمت مسرحية «الفزعة» وهي من تأليفي في افتتاح مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي بدورته الرابعة، والذي افتتحه صاحب السمو حاكم الشارقة، وحينها همس لي قائلاً قبيل عرضها: أنت في امتحان، وبعد نهاية العرض، أسعدني بقوله: نجحت. وكان هذا هو تكريمي الأول، أما الثاني فهو خلال فترة وجودي في أمريكا للعلاج، فكان دفعة كبيرة لي نفسياً ومعنوياً، أفرحتني وأثلجت صدري، وأعانتني على تحمّل الأمل خلال فترة العلاج القاسية.

تزامنت فترة وجودك للعلاج مع انتشار فيروس «كورونا» عالمياً، كيف تقيّم هذه المرحلة؟

- هي فترة زادت من صعوبة الوضع؛ لكن ما استخلصته منها أنه لا شيء يعادل الوطن، فكل سائح أو طالب علم أو مريض في رحلة علاج يدرك تماماً أن مردّه إلى وطنه، هو الوحيد الذي سيجعله يشعر بالارتياح، ولا أخفي أنني كغيري يخدعنا الإعلام العالمي بما يظهره من تطور في دول العالم المتقدم، إلا أن المحن هي فقط من تكشف جوهر الأشياء وتعزز قيمة الوطن ومكانته في داخلنا. ولا أنسى أن أتقدم بالشكر الجزيل لسفارة الإمارات في أمريكا على الاهتمام البالغ بي، وفي الحقيقة لقد خيّرنا أن نبقى لمتابعة الحالة الصحية بعد آخر عملية جراحية لي، أو نغادر، لكننا اخترنا المغادرة في ظل تلك الظروف الصحية الصعبة بانتشار فيروس «كورونا».

أنتجت مسلسل «مفتاح القفل» من خلال «ظبيان للإنتاج الفني» خلال فترة علاجك، فهل كنت تتابع سير العمل؟

- تجنبت التدخل في التفاصيل، وكنت أطلع على مجريات العمل بشكل عام، فالفنان سعيد السعدي مدير الإنتاج وفريقه يتمتعون بالكفاءة لإدارة المسلسل والإنجاز؛ لذلك لم يكن الأمر بحاجة لمتابعتي الدقيقة، كما أنني كنت أهتم بعلاجي.

سمحت مبادرة «أبوظبي للإعلام» بتكثيف الإنتاج الدرامي المحلي، إلى تنوع وتعدد الأعمال في رمضان الماضي، فكيف ترى هذا التوجه كماً ونوعاً؟

- هو دليل على أن الدراما المحلية ليست أمراً عابراً أو لمجرد الترفيه وتعبأة لساعات البث التلفزيوني، إنما هي كما أقول مراراً وتكراراً مرآة المجتمعات وعلينا أن نعكس صورة إيجابية عن مجتمعنا ودولتنا من خلالها، وهي إن صح القول واجب وطني، ويقع علينا كمنتجين ومحطات تلفزيونية مسؤولية أن نحسن اختيار مضامين تلك الأعمال. في وقت مضى كانت محطة أبوظبي تنتج ما يصل إلى نصف الإنتاج الدرامي العربي من خلال استديو 5 واستديوهات عجمان وفي دبي على ما أذكر استديوهات الخليج العربي إن صحت التسمية، وجاء الوقت ليكون لنا نصيب من ذلك الإنتاج، فماذا لو كان نصيبنا من المسلسلات 10 سنوياً؟ وكان ما يقدم من خلال مؤسسات التلفزيون لدعم الإنتاج الدرامي المحلي هو استراتيجية مؤسسة وليست فكرة فرد أو إدارة جديدة؟ هنا سنكون قد وضعنا أقدامنا على الطريق الصحيح، فليس من مصلحة الإنتاج الدرامي أن تأتي كل إدارة جديدة بأفكار وخطط واستراتيجيات قد تضر أو تنفع، نريد سياسة إنتاجية ثابتة تعنى بتطوير الدراما المحلية.

هل تجد لو تحدثنا عن «النوع» أن ما قدم في رمضان الماضي يعد مرآة للمجتمع المحلي؟

- قبل أن أقيّم الأعمال عموماً سأبدأ بعملنا «مفتاح القفل»، لا يمكنني أن أقول إنني أشعر بالرضا عنه 100%؛ لأن كثيراً من الظروف أحاطت بنا تجعلني أصرح بعدم رضاي التام عنه، ولعل أهم ما يواجهنا هو التأخر في الحصول على الموافقات من قبل إدارات المحطات التلفزيونية، فنحن بطبيعة الحال نقدم عدة نصوص ليتم الموافقة على واحد منها، وتمنح ميزانية محددة للعمل، وتأتي الموافقة متأخرة على الرغم من علم الجميع بتاريخ العرض في شهر رمضان، مما يجعلنا في مأزق إنتاجي مادي؛ بسبب ضيق الوقت المتاح للتصوير، وآخر يتعلق في الحصول على الموافقات، وفي معالجة النص وتطويره للأفضل، واختيار الممثلين وغيرها من التفاصيل الفنية، وهو ما يجعل العمل يظهر على الشاشة بثغرات واضحة.

وضح لنا طبيعة العمل الدرامي الذي تتوق له؟

- لا أخفي أن من بين العديد من الأعمال التي قدمتها عبر «ظبيان للإنتاج الفني» لا يسعني إلا أن أعبّر عن قناعتي التامة بعملين فقط هما «دروب المطايا»، و«زمن طناف»، وما أتوق له هو عمل يجسد مرحلة من تاريخ الإمارات، يعكس واقعاً ويوثقه بطريقة درامية، وحتى اليوم أبحث عن النص الدرامي الذي يعينني على المباشرة بهذا العمل، وعلى الرغم من أنني قدمت نصوصاً لإدارة التلفزيون للإنتاج لرمضان المقبل، فإن هذا العمل ليس من ضمنها، فما زلنا نعاني أزمة كتاب نصوص درامية.

ألا تعتقد، أنه بالإمكان استثمار قصص وروايات إماراتية تزخر بها رفوف المعارض والمكتبات لحل تلك الإشكالية؟

- تحويل النص الروائي إلى درامي «سيناريو وحوار» هو أمر ليس بالسهل أبداً، أولاً لأننا سنحتاج إلى من يستطيع أن يكتب النص من دون أن يتعارض مع فكرة الكاتب الروائي ورغبته في أن تحافظ روايته على قيمتها الأدبية، ومن جانب آخر هنالك الكثير من القضايا التي تطرح في النصوص الأدبية لا يمكن تجسيدها وعرضها على الشاشة لجرأتها، لكن يمكنني أن أشيد وأعبّر عن رغبتي في أن يستمر مشروع «أرى روايتي» الذي جسدنا من خلاله مسلسل «ص.ب 1003» عن رواية الكاتب سلطان العميمي وسيناريو وحوار محمد حسن أحمد، فهذا المشروع تنبع قيمته بأن فريقاً متخصصاً أشرف على اختيار الرواية وتجسديها بشكل ممنهج.
حدثنا عن طموحاتك.

- كأي فنان ومنتج محلي، أطمح لأن نرتقي بالدراما المحلية لتكون متوازية وتطورنا كدولة في جميع المجالات، فنحن للأسف لم نستطيع أن ننهض بالدراما كتطورنا في المناحي الأخرى، كما آمل أن نقدم في الدراما ما يعبر عن واقعنا وعدم الاعتماد على قضايا تشكل حالات ليست ظواهر ونصنع منها أحداثاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"