مدارس الغد.. تجربة تمد الميدان بطلبة متميزين

أول دفعة تخرجت العام الماضي
04:18 صباحا
قراءة 5 دقائق


رأس الخيمة: حصة سيف


تخرج الطلبة الذين درسوا في مدارس الغد في العام الماضي، وكان الهدف التعليمي الذي طبق من أجله النظام، تأسيس الطلبة على ازدواجية اللغة بحيث يتخرج الطالب ويجتاز التعليم الأساسي في الجامعات والكليات، وتوقف العمل بالنظام قبل سنوات فيما أدخل للميدان نظام مدارس النخبة الذي بدأ تطبيقه في المرحلة المتوسطة.
«الخليج» وقفت على بعض آراء الميدان في نظام مدارس الغد، والاستفادة التي جناها كل من الطلبة والمعلمين والهيئة الادارية من النظام المطبق، الذي وفر كل ما يحتاجه المعلم من أدوات تعليمية للطالب، والمناهج كانت قوية بشهادة المعلمين وأولياء الأمور، فيما كان نتاج النظام قد تحقق في ازدواجية اللغة مع الطلبة، وفي تمكنهم من المواد العلمية على وجه التخصيص، ما أعطى فرصة للاستفادة من التجارب التي كانت تطبقها وزارة التربية والتعليم لأخذ النقاط الايجابية الفاصلة فيها وتجنب ما شابها من قصور.

الطرق الحديثة في التعليم

مدارس الغد «البعض يتقدم خطوة، نحن نتقدم ٥٠ خطوة»، بهذا الشعار بدأ العمل في مدارس الغد منذ عام ٢٠٠٧ /٢٠٠٨ وطبق في ٥٠ مدرسة على مستوى الدولة منها ٦ مدارس في رأس الخيمة ٣ منها للذكور و٣ للبنات في كل من الرمس والظيت ورفيدة الانصارية «خت» والنخيل وأسامة بن زيد، وابن ظاهر.
كان هدف وزارة التربية والتعليم من مدارس الغد أن يتخرج الطالب وهو ثنائي اللغة يجمع الى جانب معرفته باللغة العربية معرفة جيدة باللغات الأجنبية، محيطًا بتراث وتاريخ وطنه وأمته ومفعمًا بالولاء والانتماء وقادراً على التعامل مع التقنيات الحديثة ومزودًا بمهارات المبادرة والريادة.
وهدف استراتيجية مدارس الغد أن يكون الطالب عند تخرجه في الثانوية العامة قادراً على مواصلة الدراسة في التعليم الجامعي دون الحاجة الى برامج التقوية التي تطرحها الجامعات والكليات.
والمعلم يأخذ بالطرق الحديثة في التعليم ويبتعد عن أساليب التلقين والحفظ، ويساعد الطالب على التعلم الذاتي والتعلم المستقل، فيما تكون المناهج في مدارس الغد تركز على التعلم الفعال للغة العربية والدراسات الاسلامية والعلوم الاجتماعية والتربية الوطنية من خلال تطوير شامل لهذه المواد يبدأ في الحلقة الأولى، والاهتمام باللغة الإنجليزية حتى يكون الطالب عند تخرجه ثنائي اللغة مع التركيز على الرياضيات والعلوم والتربية الصحية والرياضية والفنية.

خريجات مدارس الغد

العنود بدر بني مالك، طالبة في جامعة الامارات، كلية العلوم تخصص «أحياء جزيئية خلوية» علم الوراثة- جينات- قالت: تأسست في مسار مدارس الغد، الذي دشن في عام ٢٠٠٧- ٢٠٠٨ وتخرجت في العام الدراسي ٢٠١٨-٢٠١٩ واجتزت في دراستي الجامعية أول سنة تمهيدية، ودرست مواد التخصص في الفصل الثاني من أول عام جامعي، واستفدت من تأسيسي باللغة الإنجليزية في مصلحات الرياضيات والعلوم، لذا اخترت مجال علم الوراثة لأتعمق فيه، وأسبر أغوار علم الجينات.

فتح أبواب التميز

حصة إبراهيم المنصوري، طالبة في كليات التقنية العليا، أنظمة الأمن الجنائي، وهي إحدى خريجات مدارس الغد، درست من الصف الأول الى الخامس، قالت إن تمكنها من اللغة الإنجليزية منذ الصفوف الأولى في المدرسة، مكنها من فتح أبواب التميز لديها، وأتاح لها فرصة الانضمام الى مبادرة سفراء المستقبل في الولايات المتحدة الأمريكية عام ٢٠١٧ وسفيرة روائع في لندن عام ٢٠١٨، وكانت المقابلة تعتمد على اللغة الإنجليزية، كما سهلت لها اجتياز فصول التعليم الأساسي في الكلية لتدخل التخصص في الفصل الدراسي الثاني من أول عام دراسي.

ولية أمر: مناهج قوية

صابرين المنصوري، ولية أمر لأبناء درسوا في عدة أنظمة تعليمية، إحدى بناتها كانت خريجة تأسست في مدارس الغد من الصف الأول الى الخامس، وولدها دخل فصلاً واحداً في نظام مدارس النخبة، ولم يكمل لصعوبة المنهج، وأحد أبنائها في مدارس جيمس الخاصة، تقول إن مدارس الغد كان تأسيس مناهجها قوياً، وتخرجت ابنتها ومستواها ممتاز في جميع المواد، أما ابنها الذي لم يكمل في نظام النخبة، فأكدت بشأنه أن النظام الذي لا يبدأ منذ الصف الأول، صعب على الطلبة استيعاب التغيير والمنهج المختلف كلياً، في الصف السابع، فإذا أردنا الاستفادة من منهج مدارس الغد أو حتى منهج مدارس النخبة، يجب إعادة تدريسها من البداية من الصف الأول الابتدائي وبعدها يتدرج الطلبة، فالتأسيس أهم مرحلة من مراحل التدريس.
وأشارت إلى أن ابنها لم يستطع إكمال دراسته في نظام مدارس النخبة لصعوبة المصطلحات والدراسة في كل من اللغة الإنجليزية والعلوم، أما المنهج بحد ذاته فجيد وقوي في كلا المنهجين، خاصة كتب مناهج مدارس الغد التي كانت مدعمة مناهجها بأدوات تعليمية متوفرة لكل طالب وطالبة، ونرجو أن يعاد تطبيق نظام مدارس الغد من الصف الأول.

معلمة مرحلة

مريم المزروعي، معلمة رياضيات للصفين الرابع والخامس ومدربة معتمدة، في مدرسة ابن ظاهر الحلقة الأولى، (الخران حالياً) أشارت الى أن فترة تدريسها في منهج مدارس الغد من المراحل المهمة في حياتها المعملية، إذ استفادت من التقنيات والاستراتيجيات المطبقة في التدريس، وكانت جميع المواد التعليمية والأدوات متوفرة للمعلم ولكل طالب ما ساعد في دعم عملية التدريس التي تعتمد على المهارات وتطويرها، بعيدًا عن أساليب الحفظ والتلقين.
وأوضحت أن الاستراتيجيات التدريسية التي كانت تطبقها في مدارس الغد والتي كانت مدرسة الخران إحداها، مستمرة في تطبيقها حالياً باللغة العربية، اذ تركز على توصيل المعلومة للطالب من خلال الأنشطة واللعب، وتوصل بشكل أسهل، وكانت لدينا خطط واستراتيجيات جاهزة ونحن نطبقها، واستفدت كثيرًا من تلك الخطط وأصبح لدي نقلة كبيرة في طريقة التدريس والتخطيط وتقييم الطلبة، وحل الإشكاليات التي ترافق عملية التدريس، وكيفية حلها بشكل فردي مع كل طالب أو جماعي، أو حتى ثنائي بين طالبين، كما اكتشفت أثناء مشاركتي في برنامج « سفراء التعليم حين سافرت لجامعة نيويورك بأن الاستراتيجيات التعليمية التي نطبقها من أنجح الاستراتيجيات، كما أن طرق تدريسنا متقدمة وتتشابه مع طرق التدريس الأمريكية المتطورة.
وأكدت أن إيقاف نظام مدارس الغد، خسارة كبيرة لتعليمنا، اذ يركز النظام على الرياضيات واللغة الإنجليزية ويمهد للاهتمام بالذكاء الاصطناعي، ونحن بحاجة ماسة لإعادة تطبيق النظام على أيدي كوادرنا المواطنة.

فاطمة جابر: الخريجات متفوقات

فاطمة جابر مديرة مدرسة النخيل للتعليم الأساسي حلقة أولى، أشارت الى أن نظام مدارس الغد الذي طبق في المدرسة، كانت بداية تطبيقه صعبة إلا أن الممارسة اليومية خلال عدة سنوات وتوفير كل الأدوات التي يحتاجها المعلم والمتابعة الحقيقية للطلبة لتحسين مستواهم، خرج طالبات متميزات في مدارس المرحلة المتوسطة والجميع كان يشهد بتوفقهن ومستواهن التحصيلي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"