الشروع في السلم

05:18 صباحا
قراءة دقيقتين

عبدالله محمد السبب


الحديث بالحديث يُذكر، والحدث بالحدث يُقرأ، والتاريخ ذاكرة الأمم والأفراد والأجيال، ولكل حقبة أزمنتها وأمكنتها وأحداثها وأحاديثها وسجلاتها المدرجة في ذاكرة التاريخ.
ففي العام 1973 دارت رحى حرب أكتوبر؛ أو «حرب العاشر من رمضان» بحسب مصر، أو «حرب تشرين التحريرية» بحسب سوريا، أو «حرب يوم الغفران» بحسب إسرائيل؛ وهي الحرب العربية الإسرائيلية الرابعة بعد حرب فلسطين 1948، وحرب السويس 1956، وحرب الستة أيام 1967؛ حيث بدأت الحرب في يوم السبت 6 أكتوبر/ تشرين الأول 1973 الموافق 10 رمضان 1393 هـ بتنسيق هجومين مفاجئين ومتزامنين من الجيشين المصري والسوري، وبمساهمة بعض الدول العربية، بدعم عسكري أو اقتصادي، حيث كان لدولة الإمارات العربية المتحدة يد الدعم الاقتصادي حين قال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، قولته التاريخية: (البترول العربي ليس أغلى من الدم العربي)، لتنطلق على إثرها معركة البترول الشهيرة التي خاضتها دول الخليج، حيث حثّ وقتها الشيخ زايد، طيب الله ثراه، بضرورة الوقوف مع مصر في معركتها المصيرية مع إسرائيل، مؤكداً رحمه الله: (أن المعركة هي معركة الوجود العربي كله ومعركة أجيال كثيرة قادمة علينا أن نورّثها العزة والكرامة).
وفي شهر مايو/ أيار من العام الجاري، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عزم حكومته ضم أراضٍ بالضفة الغربية المحتلة، ليكون الفلسطينيين رعايا بدون دولة؛ مما حمل وزراء خارجية كل من الإمارات والأردن والسعودية ومصر والمغرب وتونس وعُمان والكويت وفلسطين، على رفض خطط الضم، مع دعوة إسرائيل إلى تأكيد رغبتها في السلام عبر الدخول بمفاوضات مباشرة جادة مع الفلسطينيين على أساس حل الدولتين.
واليوم، حيث حديث الشارع السياسي والشعبي الإماراتي والإقليمي والعربي والإسلامي والعالمي، إثر ما تمخض عن يوم الخميس 13 من شهر أغسطس/ آب الجاري، من حدث حديث الولادة والملامح، باتفاق ثلاثة أطراف دولية: (الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو)؛ نجم عنه إنجاز دبلوماسي تاريخي ثلاثي، متمثلاً بإنشاء علاقة ثنائية سلمية كاملة بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، بما من شأنه تعزيز السلام في منطقة الشرق الأوسط، والنهوض بالمنطقة من خلال تحفيز النمو الاقتصادي، وتعزيز الابتكار التكنولوجي، وتوثيق العلاقات بين الشعوب؛ مع الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل أراضٍ فلسطينية، وهو ما يؤكد موقف الإمارات الثابت والدائم تجاه القضية الفلسطينية، وهو ما تؤكده المادة (12) من الباب الأول (الاتحاد ومقوماته وأهدافه الأساسية)، من دستور دولة الإمارات العربية المتحدة: {تستهدف سياسة الاتحاد الخارجية نصرة القضايا والمصالح العربية والإسلامية وتوثيق أواصر الصداقة والتعاون مع جميع الدول والشعوب، على أساس مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والأخلاق المثلى الدولية}.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"