انتقام نهايته القضبان

02:14 صباحا
قراءة 3 دقائق

كتب: أمير السني

بعد أن تزوج (ع.أ) ورزق بأربعة أطفال، صار عنيفاً في التعامل مع من حوله بسبب ضغوط الحياة .
كان الزوج يتسم بالهدوء والتعامل الجيد مع زوجته، ويخرج معها برفقة الأطفال للتنزه وأحياناً يذهبان لشراء الأثاث للمنزل الجديد ويستمع لرأيها بهدوء، وقد يختلف معها في الاختيار، لكنه كان يحرص على ألا يصل ذلك الاختلاف إلى مرحلة الخلاف، فكان يسيطر على أعصابه على الرغم من أنها مرحلة حرجة تتطلب الذهاب إلى عدد من محلات الأثاث للمقارنة من حيث الجودة والأسعار، وكانت الزوجة تساعده في تكلفة الشراء فهي تعمل بدائرة حكومية في وظيفة جيدة، وهو صاحب محطة لغسيل السيارات، واستطاعا شراء أثاث فخم وقاما بترتيب المنزل لجعل الحلم الذي سعيا إليه منذ بداية الزواج واقعاً، وهو بيت بمواصفات محددة انتقلت الأسرة إليه برفقة الأطفال، حيث استقرت هنالك ورزق ( ع.أ) بطفله الرابع، لكن الهدوء في المنزل لم يستمر كما كان عليه من قبل، وبدأت الحياة تتغير بعد أن صار (ع.أ) يكثر الخروج والسهر مع أصدقائه ولا يعود إلا مع تباشير الفجر، وعندما سألته زوجته التي استغربت تلك التصرفات الجديدة عليها عن سبب تأخره في العودة إلى المنزل كان يجيبها بأن من حقه أن يسهر مع أصدقائه، واستمرت تلك الحال لفترة طويلة فبات لا يجالس أطفاله؛ بل يعود من محطة غسيل السيارات ليغير ملابسه ويخرج ثانية مهملاً واجباته تجاه أسرته وزوجته.
بدأت الزوجة في البحث عن أسباب التغير المفاجئ لسلوك زوجها، وأخبرت شقيقه الأكبر بحالته هذه فأخبرها شقيقه بأنه سيستوضح منه الأمر، وبالفعل انتظر نهاية الأسبوع موعد قدوم (ع.أ) إلى بيت الأسرة الكبير، وهنالك طلب منه شقيقه الأكبر الانفراد به مستفسراً عن أسباب تغيير تعامله مع أسرته الصغيرة، وهنا أبدى أنه فوجئ بأن أخاه يعلم كل تلك التفاصيل وبأن زوجته هي التي أخبرته بذلك، فأبدى غضبه ولم يقبل منها هذه الطريقة، لكن احترامه أخاه الأكبر جعله يستمع إلى نصائحه، واعداً بأن يصلح أخطاءه ويعود إلى طبيعته، ولكنه في الوقت ذاته كان يثور داخله بركان الغضب من زوجته التي لم تقصد إلا أن تعيده إلى رشده بعد أن أخفقت في إصلاحه.
أضمر (ع.أ) الشر في نفسه، وقرر أن ينتقم من زوجته، فقرر أن لا يغير طريقته التي اشتكت منها زوجته، وصار يكرر خروجه والعودة متأخراً كل يوم، وامتنع عن الحديث مع زوجته وكان كلما حاولت أن تحدثه ينظر إليها بغضب ويعرض عنها، ولما فشلت محاولاتها قررت ذات يوم أن تنتطر عودته من الخارج ومواجهته ومحاصرته بالأسئلة لمعرفة مصير الحياة بينهما، وعندما عاد إلى المنزل بدأت توجيه الأسئلة إليه، لكنه حاول ألا يرد عليها، وعندما أصرت على أن يجيبها لمعرفة مصيرها معه تملكه الغضب وأغواه الشيطان فقرر حسم ذلك الجدل بضربها مرات عديدة في أجزاء متفرقة من جسدها، فاتصلت بأشقائها الذين جاؤوا على الفور واعتدوا على الزوج وأخذوا شقيقتهم إلى مركز الشرطة، وفتحوا بلاغاً جنائياً ضد زوج شقيقتهم، بينما فتح الزوج بلاغاً جنائياً أيضاً ضد أشقاء الزوجة.
عمدت النيابة العامة إلى تحويل الزوج وأشقاء زوجته إلى المحكمة التي قررت معاقبة الزوج بالسجن لمدة شهرين مع الغرامة، وتعويض الزوجة مادياً نتيجة الأضرار التي أصابتها، بينما عاقبت أشقاء الزوجة بالسجن لمدة شهر مع وقف التنفيذ.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"