«المغص».. مؤشر مبكر على مشكلة باطنية

01:26 صباحا
قراءة 6 دقائق

تتسم منطقة البطن التشريحية بأنها معقدة للغاية، فيحدها أضلاع القفص الصدري من جهة، وعظام الحوض من جهة أخرى، ومن الجانبين الخواصر.
يصاب أغلب الأشخاص بألم في البطن، أو ما يعرف بالمغص، والذي يعود إلى ألم في الأعضاء الداخلية، كالمعدة والكبد والبنكرياس والمثانة والقولون وغيرها.
توجد أنواع عدة للمغص والتي يتم تشخيصها بحسب الأعراض ومكان الألم، والذي يتراوح من خفيف إلى ألم حاد.
وجع موضعي مفاجئ وتشنج وإسهال وانتفاخ وإمساك من الأعراض
تتعدد الأسباب وراء الإصابة بالمغص، وتبدأ من مجرد التعرض لبعض الالتهابات في المعدة أوالأمعاء، وتنتهي ببعض الأمراض كالسرطان.
نتناول في هذا الموضوع مشكلة المغص بكل تفاصيلها، مع بيان العوامل والمسببات المتعددة لهذه الحالة، كما نقدم طرق الوقاية الممكنة، وأساليب العلاج لكل حالة ونوع من هذه المشكلة.


أنواع عدة


توجد العديد من أنواع المغص، والتي تشمل مغص المعدة، وسببه التهابات في المعدة، والتي تعود لتناول المصاب مسكنات، أو لأنه يعاني مشاكل في جدار المعدة.
يمكن أن تؤدي الإصابة بالبكتيريا الحلزونية في التهاب مزمن بالمعدة، وأيضاً النزلات المعوية تتسبب بهذا النوع من المغص، وربما يكون نتيجة تناول طعام فاسد، ويستمر من 2 إلى 3 أيام، حتى يخرج من الجسم هذا الميكروب.
يعد مغص المرارة هو النوع الثاني من المغص، وسببه التهابات المرارة والحصوات التي تؤدي إلى انسداد القناة المرارية، مسببة الشعور بالألم، ويصاحب هذا المغص تغير لون البول، واصفرار العين.


حصوات الكلى


تتسبب حصوات الكلى في الشعور بآلام في الظهر وحول العمود الفقري، وتعزى هذه الآلام إلى المغص الكلوي، ومن الممكن أن يصاحبه حرقان في البول أودم.
تعد من الأنواع المشهورة لهذه المشكلة مغص الزائدة الدودية، وسببه إصابة هذا الجزء بالالتهاب، ويسبب ألماً شديداً في البطن، ويكون المصاب في حاجة إلى التدخل الجراحي لاستئصال الزائدة.
تشمل أنواع المغص مغص القولون، وترجع الإصابة به إلى أسباب عدة، كإصابة القولون بالالتهاب والقولون العصبي، ووجود ورم به.
يوجد كذلك أحد أنواع المغص التي تعرف بمغص الرسامين، ويتعرض له الرسامون نتيجة التسمم بمادة الرصاص، والتي تستخدم أحياناً بصورة متكررة وخاطئة.

غير خطرة

تعد أغلب أسباب المغص غير خطرة، وأحياناً من الممكن أن تكون دليلاً على أحد الأمراض الخطرة، ويعرف السبب وراء الإصابة به في الغالب عند تشخيص الحالة، وذلك من خلال مكان الألم.
تتعدد الأسباب التي تؤدي للمغص، ومن ضمنها الشعور بالجوع، والإصابة بالتسمم الغذائي، وحموضة المعدة، والحساسية من بعض أنواع الطعام.
يعاني البعض، المغص نتيجة تهيج المعدة عند تناول طعام حار أو مشروب غازي، أو بعض الأدوية كالأسبرين أو مضادات الالتهاب اللاستيرويدية.
تتسبب بعض الأمراض في هذه الإصابة كمرض الجزر المعدي المريئي، ومتلازمة القولون العصبي أو القولون التشنجي، ومرض كرون، وعدم تحمل اللاكتوز.


اضطرابات الكبد


تشمل هذه الحالات أيضاً، حصوات المرارة والكلى، واضطرابات الكبد، والتهاب الاثنى عشر، وعند الإصابة بأحد أنواع السرطان كسرطان المعدة والبنكرياس.
يرجع ألم الجزء الأيمن من أسفل البطن في الغالب إلى التهاب الزائدة الدودية، ومن الممكن أن يكون نتيجة لانتفاخ القولون وتراكم الغازات.
يؤدي انخفاض تدفق الدم للأمعاء، وهو ما يعرف بنقص تروية المساريقي، إلى الإصابة بالمغص، وأيضاً التهاب التامور، والتهاب قناة فالوب.
يمكن أن تعود آلام أسفل البطن عند النساء إلى العديد من الأسباب، كآلام الحيض، ومشاكل الحمل والولادة، ومشاكل الجهاز التناسلي.


عوامل الخطر


يجب الانتباه إلى أن هناك بعض الحالات التي تحتاج إلى استشارة طبية سريعة، أو الذهاب للمستشفى، وذلك عند توفر بعض العوامل.
تشمل هذه العوامل أن يكون الألم شديداً حتى أن المصاب لا يمكنه أن يجلس صامتاً، أو أنه يتلوى من أجل أن يشعر بالراحة.
يعد كذلك من عوامل الخطر ارتفاع حرارة المصاب لأكثر من 38 درجة مئوية، ووجود قيء ممزوج بالدم، والغثيان المستمر.
يعد اصفرار الجلد أو العينين، وتورم البطن وصعوبة التنفس، ووجود شعور بالحرقة عند التبول من عوامل الخطر، ويحذر الأطباء من استمرار المغص لمدة أطول من 24 ساعة، وعند فقد المصاب لشهيته من الطعام.


شكل مفاجئ


يحدث المغص غالباً بصورة مفاجئة، ويكون على هيئة ألم شديد، ومن الممكن أن تأتي أعراضه في صور عدة، وتشمل هذه الصور الألم الموضعي في منطقة معينة من البطن، وربما يشبه الألم التشنج، ويعد الألم الموضعي أكثر الصور انتشاراً.
يقتصر الألم في هذه الحالة على منطقة معينة من البطن، ويكون سببه أن هناك مشكلة في عضو معين بهذه المنطقة كقرحة المعدة، وتتضمن أعراض التشنج وجود إسهال أو انتفاخ في البطن أو إمساك.
يكون ألم المغص عند النساء متردداً؛ حيث يأتي ويذهب كل فترة، ومن الممكن أن يختفي بشكل تلقائي، ودون الحاجة إلى تلقي أي علاج.


اختبارات عدة


يعتمد تشخيص المغص على معرفة الطبيب للتاريخ المرضي للمصاب، مع إجراء فحص بدني له، وإضافة إلى ذلك فهناك العديد من الاختبارات التي تكشف عن السبب وراء هذه الحالة.
يشمل الفحص البدني فحص المستقيم، وذلك بهدف التأكد من أنه لا يوجد هناك دم أو مشكلة أخرى في هذه المنطقة، وبالنسبة للمرأة فإن الفحص يشمل الحوض، للتأكد أنه ليس هناك اضطراب في الرحم أو المبايض أو قناة فالوب.
يجري الطبيب للشخص المصاب موجات صوتية على البطن، والتي تبين أي مشاكل في المرارة كالحصوات أو انسداد القناة المرارية، وأيضاً حصوات الكلى.


فحص دم


يتم فحص دم المريض للبحث عن عدد خلايا الدم البيضاء؛ حيث إن زيادتها دليل على أن هناك التهاباً ما، كما يتأكد من خلايا الدم الحمراء، لأن انخفاضها علامة على وجود نزيف في أي مكان بالجسم، ويجري المصاب فحصاً للدم لمعرفة مستويات أنزيمات القلب والكبد والبنكرياس.
يكشف فحص البول عن أي التهابات بولية أو حصوات أو ترسبات في الكلى، ويتم إجراء تخطيط للقلب، بهدف استبعاد أي نوبات قلبية.
يمكن اللجوء للمناظير للكشف عن تفاصيل الجهاز الهضمي بصورة أفضل، وتشمل منظار المعدة أو القولون، كما يمكن إجراء بعض صور الأشعة التشخيصية، كالأشعة السينية أو المقطعية أو الرنين المغناطيسي، لمعرفة أي مشاكل خفية ربما كانت سبباً في الإصابة بالمغص.


نمط حياتك


يمكن أن يلعب تغيير بعض أنماط الحياة دوراً في تقليل الإصابة بالمغص، مع ضرورة الانتباه إلى أنه ليس كل أنواع المغص من الممكن منعها.
يشمل هذا التغيير تناول الأطعمة الصحية، والإكثار من شرب الماء، وذلك لتجنب الإصابة بالجفاف، وينبغي أن يكون ذلك بتناول جرعات مستمرة وصغيرة.
يجب تجنب أكل الوجبات الكبيرة أو الضخمة، والاكتفاء بوجبات صغيرة موزعة على مدار اليوم، مع تجنب الطعام الحار والأطعمة الغنية بالدهون والمشروبات المحتوية على الكافيين.
ينصح بالحصول على قسط وافر من الراحة، والحرص على ممارسة الرياضة، مع تجنب تناول الأسبرين أو مضادات الالتهاب اللاستيرويدية؛ حيث ربما كانت سبباً في تهيج المعدة.


المشاكل الأصلية


يساعد علاج أي أمراض أو المشاكل الأصلية الصحية التي كانت سبباً في الإصابة بالمغص على التخلص منه أو على الأقل تقليل أعراضه.
يشمل ذلك علاج حصوات الكلى، ويمكن من خلال الأدوية أو باستخدام الموجات التصادمية لتفتيت الحصوات، وكذلك من الممكن اللجوء لخيار التدخل الجراحي.
يكون عـــــلاج حصـــــــــوات المـــــــرارة فــــــي الغالب بالجـــــراحة، وبالـــــــــــذات فــــي حــالات التهاب المرارة بسبب تراكم الحصوات داخلها.
يمكن الاستعانة بزراعة شبكة داخل الأمعاء عند وجود مغص معوي، وذلك بالنسبة للحالات الأقل شيوعاً، وحتى نضمن أن مجرى الأمعاء يظل مفتوحاً.


أعشاب مفيدة


تساعد كثير من الأعشاب على التقليل من حدة أعراض المغص التي يشكو منها المصاب، وذلك بالنسبة للحالات البسيطة.
تشمل هذه الأعشاب الينسون، والذي يحتوي على فيتامينات وخصائص تعزز من صحة الجهاز الهضمي، وتعالج الالتهاب والمغص، كما أنه مسكن للألم ومساعد على الاسترخاء والهدوء.
يعالج البابونج الالتهاب ويسكن الآلام والمغص، وينصح المصاب بتناوله مرتين يومياً حتى يقلل من حدة المغص الشديد.
يعزز الكمون من صحة الجسم ويعالج المغص والالتهاب واضطرابات الجهاز الهضمي، وذلك من خلال الفيتامينات والعناصر الغذائية الأخرى.
تحتوي حبة البركة على العديد من العناصر الغذائية والفيتامينات التي تحد من المغص والألم، كما تعالج اضطرابات الجهاز الهضمي وتعزز صحة الجهاز المناعي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"