«كورونا».. تحديات العودة للمدارس وبشارات علاجية

01:41 صباحا
قراءة 5 دقائق

إعداد: خنساء الزبير


سوف يأتي العام الدراسي الجديد 2020-2021 في ظروف استثنائية، تشوبها مخاوف الموجة الثانية من انتشار جائحة فيروس «كورونا» المستجد، وتجتهد الجهات المختصة في وضع الاستراتيجيات والخطط التي تحد من تلك الكارثة الصحية ومن اشتدادها مرة أخرى؛ لكن يبقى التعاون بينها وبين أفراد المجتمع العامل القوي الذي يحقق ذلك الهدف.

أظهرت الدراسات الجديدة والمتجددة؛ لمواكبة تطور الفيروس وسلوكاته، بعض النتائج الإيجابية لعقاقير ولقاحات، تبشر بقرب توفر العلاج للمرضى، وهو ما أصبح الهدف المنشود لجميع سكان العالم، لا سيما من طالهم المرض أو مخالطيهم الذين باتوا أمام خطر كبير، يهددهم بالإصابة.
المدارس والعدوى
تعد المدرسة من أكبر أماكن التجمع، وبالتالي فهي أكثر الأماكن التي من المفترض أن تنتشر من خلالها العدوى. وجدت دراسة أسترالية جديدة نشرتها مجلة «ذي لانسيت» العكس من ذلك؛ حيث كشفت عن انتشار ضئيل وسط التلاميذ؛ ويقول الباحثون: إن الأطفال المصدر الأقل للعدوى وسط أفراد العائلة، مقارنة بالبالغين.
شملت الدراسة ما مجموعه 15 مدرسة و10 حضانات في منطقة من أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان، وتبين وجود حالات للإصابة بالفيروس، 12 من الأطفال، و15 من البالغين؛ وكان لهذه الحالات 1448 مخالطاً تم رصدهم ومتابعتهم. ظهر من تحليل الدراسة، أن انتقال العدوى بالأماكن التعليمية كان منخفضاً أثناء انتشار الجائحة.
نزلات البرد وقاية
كشفت دراسة جديدة نشرتها مجلة «العلوم»، أن بعض الأشخاص لديهم استجابات مناعية ضد فيروس «كورونا» المستجد؛ وذلك بفضل رد فعل الجسم في المرة الأخيرة التي أصيب فيها بنزلة برد، ويعني هذا أن الشخص حتى إن لم يتعرض لفيروس، فإن الجسم لديه ذاكرة عنه، ويمكن أن يؤدي إلى استجابة مناعية؛ لمحاربة العدوى.
تسلط الدراسة الضوء على قوة جهاز المناعة في الحماية من العدوى والمرض؛ وكشف الفريق أن الخلايا المناعية المسماة بالخلايا التائية، والتي يمكنها اكتشاف فيروسات نزلات البرد تتمكن من التعرف إلى مواقع معينة بالفيروس، مثل بروتينات الاندماج الموجودة بسطحه، والتي يستخدمها؛ للدخول للخلية الجسدية.
وجد الفريق أيضاً أن 40% إلى 60% من الأشخاص الذين لم يتعرضوا من قبل لفيروس كورونا المستجد لديهم خلايا تائية تتفاعل مع الفيروس. تعرفت أجهزة المناعة لديهم إلى أجزاء من الفيروس لم يسبق لها معرفتها من قبل، وهو ما قد يفسر سبب ظهور أعراض خفيفة لدى البعض، والبعض لا تظهر لديه الأعراض بتاتاً.
نجاح «نوفافاكس»
وُجد أن لقاح الجسيمات النانوية المؤتلف الذي طورته شركة نوفافاكس جيد التحمل، ومولِّد للمناعة؛ حيث يحفز استجابة الخلايا التائية، وتحييد الأجسام المضادة يفوق بنحو 4 أضعاف المتوسط الذي لوحظ في مرضى فيروس كورونا في المستشفى.
يمتلك ذلك الجيل الجديد من اللقاح المعتمد على الجسيمات النانوية، إمكانات ممتازة في تجنب قصور اللقاحات التقليدية أو لقاحات الوحيدات؛ وبشكل أكثر تحديداً تسمح التطورات الجديدة في الهندسة الحيوية؛ بتصميم الجسيمات النانوية؛ من خلال التحكم بدقة في الشكل والحجم والوظيفة والسمات السطحية، ما يؤدي بدوره إلى تحسين عرض المستضد والاستنساخ القوي.
تشير تحليلات المناعة الأولية والسلامة إلى أنه في المشاركين البالغين الأصحاء، كانت أنظمة الجرعتين من 5 و 25 ميكروجراماً من اللقاح، جيدة التحمل إلى جانب أنها أدت إلى استجابات مناعية أقوى.
توليفة فاعلة
صممت جامعة كاليفورنيا- سان فرانسيسكو ومعهد تويوتا التقني في شيكاغو، ببتيدات اصطناعية جديدة تثبط بشكل فعّال قدرة فيروس كورونا المستجد على إصابة الخلايا الجسدية.
إضافة إلى منع مسار الدخول الفيروسي هذا تم تصميم الببتيدات أيضاً للارتباط بالأجسام المضادة المعادلة الناتجة عن العدوى التالية؛ وذلك بهدف إحداث استجابة محددة للجسم المضاد المعادل.
يقـــــول الباحثون: إنهم على النقــيض من تحـييد علاجات الأجسام المضادة والأساليب الأخـــــرى التي تسعى إلى اســتهداف الفـــــــيروس بتطوير تقنية ببتيد مقلد حــــيوياً للفيروسات التي من شأنها أن تتنافس على الارتباط بالخلايا، وتجعل الفيروس مكشوفاً؛ للارتباط بالأجسام المضادة المعادلة.
المهدئات المستنشقة
سعى باحثون كنديون لدراسة ما إذا كانت المهدئات المستنشقة يمكن أن تحل محل تلك التي يتم إعطاؤها عن طريق الوريد لمرضى كوفيد-19 الذين يحتاجون إلى التنفس الصناعي، كما تهدف التجربة السريرية متعددة المراكز إلى معالجة النقص العالمي في المهدئات الوريدية مع تحسين نتائج المرضى. يحتاج إجراء ذلك النوع من التنفس إلى تخدير المريض، بينما يتم استخدام المهدئات الوريدية حالياً إلا أن هناك قلقاً بشأن نقص الأدوية العالمي، خاصة إذا حدثت موجة ثانية من الجائحة.
تعد المهدئات المستنشقة، والتي تسمى أيضاً المواد المتطايرة، متاحة على نطاق واسع؛ بسبب استخدامها في غرف العمليات؛ لتهدئة المرضى أثناء الجراحة. لا يتم استخدامها في العادة في حالة المرضى الذين يخضعون للتنفس الصناعي؛ لكن تشير الدراسات إلى أنها قد تكون آمنة وأكثر فاعلية من المهدئات الوريدية.
تشير الدراسات الأولية التي أجريت على مرضى غير مصابين بـكوفيد-19 ويعانون فشلاً تنفسياً حاداً، إلى أن المهدئات المستنشقة، يمكن أن تقلل من التهاب الرئة وتقلص مدة تواجد المريض تحت أجهزة التنفس الصناعي، كما تزيد احتمالية نجاته من المرض. يرى الباحثون أن المهدئات من ذلك النوع يمكن أن تقلل من إجهاد الوباء؛ لقدرة جهاز التنفس الصناعي على تحسين حالة المريض.

التعقيم بالإناء الكهربائي
قد يكون أصحاب آنية الطبخ الكهربائية المتعددة الأغراض بإمكانهم إضافة استخدام آخر إلى قائمة وظائفها؛ فحسب دراسة جديدة يمكن تعقيم أقنعة التنفس من النوع N95 بتلك الآنية.
وجدت دراسة أجرتها جامعة إلينوي في أوربانا شامبين، أن 50 دقيقة من الحرارة الجافة في طباخ كهربائي مثل طباخ الأرز، أدت إلى تعقيم أجهزة التنفس N95 من الداخل والخارج مع المحافظة على ترشيحها وملاءمتها. يمكن لمرتديها القيام بذلك لإعادة استخدامها مرة أخرى على الرغم من أنها مصنعة للاستخدام مرة واحدة، وهو ما قد يمنع ندرتها في حال حدثت موجة ثانية من الجائحة وزاد الطلب عليها.
افترض الباحثون أن الحرارة الجافة قد تكون وسيلة لتلبية المعايير الثلاث، وهي: إزالة التلوث والترشيح والملاءمة، من دون الحاجة إلى تحضير خاص أو ترك أي بقايا كيميائية. لقد أرادوا أيضاً العثور على طريقة يمكن الوصول إليها على نطاق واسع للأشخاص بالمنازل؛ لذلك قرروا اختبار طباخ كهربائي يوجد بالمطبخ لدى كثير من العائلات.
تحقق الباحثون من أن دورة طهي واحدة، والتي تحافظ على محتويات جهاز الطهي عند نحو 100 درجة مئوية أو 212 فهرنهايت لمدة 50 دقيقة، عقمت الأقنعة من الداخل والخارج من 4 أنواع مختلفة من الفيروسات بما في ذلك فيروس كورونا، وفعلت ذلك بشكل أكثر فاعلية من الأشعة فوق البنفسجية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"